بداية استمد التعريف من (الويكبيديا) ونحن نحتفل اليوم مع العالم في الثالث من أيار (مايو) باليوم العالمي لحرية الصحافة، وهو يوم حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، لتحيي عبره ذكرى اعتماد إعلان ويندهوك التاريخي الذي تم في اجتماع للصحفيين الأفارقة في 3 أيار (مايو) 1991.

كان هدف هذا الإعلان تذكير الحكومات بضرورة احترام حرية الصحافة، ونصَّ على ضمان بيئة إعلامية حرة وآمنة للصحفيين. كذلك، يعتبر الثالث من أيار (مايو) يوماً لتأمل الصحفيين والإعلاميين في قضايا حرية الصحافة وأخلاقياتها...

يوجب علينا هذا أن نستذكر، وبكل فخر وشرف، العدد الكبير من الصحفيين في العراق الذين تعرضوا لهجمات متتالية منذُ عام 2003، حيث قتل 243 صحفياً عراقياً وأجنبياً من العاملين في المجال الإعلامي، منهم 134 صحفياً قتلوا بسبب عملهم الصحفي، وكذلك 52 فنياً ومساعداً إعلامياً، فيما لف الغموض العمليات الإجرامية الأخرى التي استهدفت بطريقة غير مباشرة صحفيين وفنيين، لم يأتِ استهدافهم بسبب العمل الصحفي، واختطف 64 صحفياً ومساعداً إعلامياً قتل أغلبهم وما زال 14 منهم في عداد المفقودين حسب إحصائيات مرصد الحريات الصحفية، حيث يعد العراق واحداً من أخطر البلدان في ممارسة العمل الصحفي على مستوى العالم.

أما إذا تحدثنا عن إقليم كوردستان في هذه المناسبة، فإنَّ عشرات الشهداء والجرحى من الزملاء الصحفيين كانوا قد دفعوا ثمن معارك التحرير في الموصل وسهل نينوى إبان مواجهة قوات البيشمركة لتنظيم داعش الإرهابي، ومنهم الزميلة الصحفية الشهيدة شفا كردي أثناء تغطيتها لعمليات التحرير للسيطرة على الأقضية والنواحي التابعة لمحافظة الموصل، وأصيب وجرح حينها عدد آخر من الصحفيين العاملين في الفضائيات الكوردية كالصحفي ئاريان برواري وراستي خالد العاملين في فضائية "وار" والمصور ئاري جلال في منطقة بعشيقه نتيجة انفجار عبوة ناسفة بهم.

كذلك، أصيب حينها مراسل قناة "زاكروس" بشتيوان حسين، والمصور الحر يونس محمود، والصحفي هجر برواري وياسر عبد الرحمن العاملين في قناة سبيدة، أثناء تغطيتهم لتقدم قوات البيشمركة في محاور المعارك.

إضافة إلى ذلك، وأثناء المواجهات التي احتدمت ما بين قوات البيشمركة ومسلحي داعش، تم إطلاق النار على فريق فضائية "كوردسات" من قبل مسلحي داعش، ما نتج عنه إصابة كل من مراسل الفضائية هيمن قادر ومصورها بريار بختيار... وهو ثمن دفعته الصحافة الكوردستانية كتب بدماء الشهداء والجرحى من الصحفيين.

إقرأ أيضاً: الديمقراطية في العراق: ترقيع ثوب صدام!

وبالعودة إلى موضوع اليوم العالمي لحرية الصحافة، ما زال إقليم كوردستان يعدّ المنطقة الأكثر أماناً إذا ما قورنت ببقية المحافظات العراقية على أقل تقدير، حيث اختارت المكاتب الإعلامية الدولية العاملة في مجال الصحافة المقروءة والمرئية إقليم كوردستان لتنطلق بأخبارها بعد أن تعرض مراسلوها إلى حملات تهديد وتعرضت مكاتبها إلى حملات غلق واستهدافات منظمة! والحال لا يختلف عن العديد من الفضائيات العراقية ومكاتبها التي اختارت أربيل لتواصل بث أخبارها وبرامجها بعد أن رأت فيها البيئة الملائمة والأمان المحسوس لكوادرها...

إقرأ أيضاً: إقليم كوردستان: التحديات لا تعطل الإنجازات

ولا تخفى على الجميع الحملات التي تقاد بشكل ممنهج ومنظم على إقليم كوردستان منذ عام 2020 تارة بقصف طال الحقول الغازية والنفطية وطوراً باستهداف رجال الأعمال الكورد، وتندرج من ضمنها أيضاً الحملات الإعلامية الممنهجة التي تغض النظر عن المئات من الوجوه الصحفية المغيبة والملاحقة والتي غدر بها وتمت تصفيتها في عموم العراق... ومنها ما تم استخدامه كأداة لتصوب اتهاماتها لإقليم كوردستان، في محاولات عابثة لا تختلف عن تلك التي تستخدم المسيرات والقذائف لتطال الأمان والنهضة العمرانية التي يشهدها إقليم كوردستان.