عاش الرجل طفولة مرتبكة، &ماتت أمه وهو فى الثامنة، ثم &تبعتها جدته لأبوه التى تولت المهمة بعدها واكتملت المؤامرة برحيل أبوه شابا بينما الفتى &فى أوج سنى مراهقته، وأحس &وكأنه &فرع أخضر وحيد على شجرة ذابله جفت كل اغصانها وماتت جذورها من زمن.
من يومها رافقه شبح الوحدة اللعين كظله، &نكلت به الايام أيما تنكيل، أصابت عوده الاخضر برضوض كثيرة، بعضها طال جلده وبعضها لحق عظامه وبعضها أصاب نفسه وحتى روحه كم أنت من قسوة وعصف الأقدار، &وأيام كثر لم يكن له أين يسند رأسه فى آخر النهار، وأيام وأيام &كانت الوجبه التاليه فى علم علام الغيوب، & ظل شبح الوحدة اللعين يلازمه كتوأم ملتصق كافح باستماته حتى وجد عملا &ورزق رفيقة وأنجب صبيتان جميلتان، وظن أن الشبح اللعين قد ذهب الى غير رجعه، &لكن عندما استشرف قادم الايام ظهر الشبح مطلا بنظرة تحدى، &فالابنتان مصيرهما إلى رجلين ثم تنسين بيت أبيهم إلى الأبد، ويعود الشبح لملازمته من جديد، &كان الامل فى صبى ليكون سنده عندما تهرول السنين، واستمعت السماء لتوسلاته وجاء الصبى وتركه الشبح لتأملاته التى ود لو لم يفق منها، &فهو لن يعود وحيدا بعد اليوم فهذا الفتى سوف يعيد النضارة للشجرة الذابله لتورق أغصانها وتتمدد من جديد.
نما الفتى واعطاه الرجل كل وقته ومن اجله استقام واقلع عن كل سيئ فى حياته أقلع &عن التدخين وجود فى عمله حتى يكون قدوة لرفيقه الجديد ، &وكبر الفتى وتلاقت الارواح وذاب فارق السنبن بين الابن والأب ونهض الفتى وانتقم لأبيه من ظلم الدنيا، حصد الشهادات والنبوغ والتفوق وخلفه أبوه يشجع ويدعم ويهتف بأعلى صوته فلتذهب الى الجحيم يا شبح الوحدة اللعين ها قد رزقت رفيق وصديق من صلبى أبثه ويبثنى الهموم والاحلام والامانى، وها هو غصن وارف سنستظل به عنما تتكاسل القلوب والكلى والعيون، ولن يغادرنا فقد تمحورنا حوله، &لكن هاجسا خفيا كان يباغته أحيانا أن شبح الوحدة اللعين متوارى خلف شيئ ما لكن سرعان ماكان يطرد الخاطر بسرعه متوغلا أكثر فى أحلامه.
& &بتشجيعه ومباركتة سافر الشاب الى أعالى البحار لينهل مزيدا من العلم والنجاح، وكان المتفق عليه ألا يقترن برفيقه من خارج الوطن ليس كرها فيمن هم من خارج ولا حبا فيمن هم داخل لكن الهدف المستتر كان غير ذلك على الاطلاق &كان الخوف القديم من الشبح اللعين.&
لكن سنة الحياه فرضت قانونها الأزلى &ارتاح الشاب لزميله له من بلاد الغربة وعندما صارح أبوه طاله الحزن والغضب ورأى &الشبح اللعين مختالا &وسمعه يصيح فى وجهه بشماته: ها الفرع الذى سقيته ورعيته سينشر ظلاله هناك خلف الافق البعيد... هناك فى أعالى البحار.....
&