&عن دار مخطوطات في لاهاي صدر كتاب (أفلاطون قرب المدفأة) مختارات شعرية للشاعر والفنان الإيراني حسين بناهي ترجمة وإعداد الشاعرة العراقية مريم العطار.
وقبل أن يشتهر بناهي كشاعر عرف ككاتب وممثّل، وُلد في يوم 28 أغسطس عام 1956 في قرية (دج كوه) قرب محافظة (كهكيلويه وبوير أحمد) حيث تقيم قوميّة الـ(لُر) في إيران،
درس المرحلة الابتدائيّة والمتوسّطة في قريته، ثمّ سافر إلى محافظة (قم) و درس في الحوزة الدينيّة على يد رجل الدين (كَلبايكَاني)، ثم رجع إلى قريته لينشغل بإرشاد الناس وتوعيتهم في الأمور الدينيّة، عمل رجل دين عدّة أشهر إلى أن أتت إليه امرأة &كانت تعمل ليلاً ونهاراً لتسدّ حاجة عائلتها أخبرته أنّ فأرة رمت فضلاتها في إناء فيه سَمن.. سألته: هل يعدّ السمن طاهراً أم لا؟ كان (الشيخ) حسين بناهي يعرف أنّ السمن هنا -حسب الشرع الإسلاميّ- ليس بطاهر ولا يجوز أكله، وكان يعرف أيضاً حاجة المرأة الماسّة لبيع ذلك السمن، فأخبرها أن ترمي الفضلات وما حولها من السمن وتتناوله!
هذه الإجابة أدّت إلى طرد حسين من القرية... فسافر إلى طهران حيث درس الفنّ في معهد الفنون (آناهيتا) وأكمل دورات عدّة في فنّ التمثيل و كتابة السيناريو.
وترى المترجمة أن حسين بناهي كان -على الأغلب- شاعراً، وهذه الشاعريّة كانت تتعمّق في ذرّات وجوده، رغم أنّه كان يكتب وينشر كتبه الشعريّة على مرّ السنين، إلّا أنّه بعد ما وافاه الأجل أخذ شهرة واسعة جدّاً في إيران.
الكتاب في 208 صفحات من القطع الكبير، تصميم الغلاف للفنان ناصر مؤنس.
من مجموعة "كوابيس روسيّة" نختار:

الطاولاتُ بانتظارِ المللِ&
الشوارعُ بانتظارِ الصعلكةِ&
إذا توقّفتُ&
سيكونُ ذلكَ نفعاً للمجتمعِ البشريِّ&
لذا أقفُ وراءَ منصّةٍ وهميّةٍ&
بخشبٍ مِنْ شجرةِ جوزٍ حطّمتْ في الأمسِ&
تحتَ هذا المطرِ الخفيفِ&
يجبُ أنْ أختارَ موضوعاً يتناسبُ معَ عقليّاتِهِمْ&
لأنَّني إلى نهايةِ هذا المرجِ&
لمْ أرَ متلقىً حقيقيّاً&
دونَ أيِّ سعالٍ أبدأُ الخطابَ&
أجلْ..&
بمحاسبةٍ بسيطةٍ يمكنُنا أنْ نفهمَ الفرقَ بينَ حضارتِنا وحضارةِ أوربّا وأمريكا&
هيكلُ حياتِنا الفرديّةِ هنا في هذا القسمِ مِنَ الأرضِ.

هذهِ الأحاديثُ&
هيَ تلكَ القصصُ التي يجبُ علينا أنْ نكتبَها كلَّها بأقواسٍ مفتوحةٍ ومغلقةٍ
مواضيعُ مثلِ&
التضحيةِ.. الحبِّ.. التفاهمِ.. سوءِ التفاهمِ..&
سفرِ الوحدةِ.. إلخ...&
معَ أخذِ الحياةِ ما بعدَ الموتِ بعينِ الاعتبارِ&
سيكونُ لنا أحاديثُ كثيرةٌ.
&