أحمد العياد من جدة: "في «معلّق» قمت بعمل تدخلي في الخنجي الكبير في البلد القديم في جدة من أجل غرس فكرة متجددة عن ملامحه وأسلوبه المعماري الرائع، لقد قمت بتغطية المبنى بأكمله بورققصديرية كرمز لحالته التي تجمدت عبر الوقت. المباني والمدن، مثل الناس لهم تاريخهم الخاص ويمرون برحلاتهم الخاصة. من خلال تغطية المبنى بأكمله سعيت في أن أدليببيان عن العبثية في التفكير أن يمكن لدورة وعجلة التغير في أن تقف. وكما يقول المثل القديم، التغيير هو الشيء الوحيد الثابت في الحياة.
عندما تشرق الشمس على المبنى وستنعكس أشعتها في كل الاتجاهات من ورق القصدير سوف تُلهم الناس بأفكار ومشاعر جديدة".

بهذه الكلمات كتب الفنان عبدالله العثمان في التعريف عن عمله الجديد وهو عبارة عن تغليف مبنى "الخنجي" كاملا في جدة القديمة بورق القصدير ليسلط الضوء على أهمية المحافظة على التراث العمراني في المملكة وخلق شعور مختلف في المكان.

والخنجي هذا هو صاحب هذا المنزل القديم لأكثر من 200 سنة وبه 19 غرفة فهو مكان لإستقبال الحجاج وبيت للأرامل والمطلقات وكل من لايملك منزلا يأوى إليه كخدمة اجتماعة وكثقافة أصيلة موجودة ذلك الوقت.

يصف عبدالله العثمان في حديثه مع "إيلاف" عمله بأنه أشبه بعملية قسطرة القلب لإحياء وإنعاش هذا المكان من جديد واستدعاء الذاكرة مع المجتمع والناس، وعملية اكتشاف هذا المكان فرصة للرجوع للتراث والثقافة التي كنا نعيشها سابقا ًكي نعيشها حاليا.

كيف لهذا المكان أن يغير الشعور اليومي للناس؟ وكيف أصبح هذا المبنى كشكل جديد، يترك أسئلة وحوارات جديده، حتى أنه سمّي في الحي ببيت القصدير.

احدى شركات التنقل اليومي نشت اعلانا تشير فيه إلى التوصيل بخصم 50% لمن يرغب بزيارة بيت القصدير، وهذه بلا لاشك مبادرة مميزة من الشركة لدعم الفن والفناين وذائقة الناس بشكل عام.

وللفنان عبدالله رؤية حول منزل الإنسان وبيته فهو يرى أن "هذا المنزل جزء منك وجزء من ثقافتك وللأسف نحن تركنا هذا الشكل الهندسي والطراز المعماري القديم".

يقول: "من أهم أهدافي من هذا العمل هو لفت الإنتباه للتصاميم القديمة للمنازل والدعوة للعودة إليها من جديد، لأنه للأسف المنازل حاليا ًلها تصاميم مستعارة ومخططاتها مستعارة وأفكارنا كذلك مستعارة، ودعوة للانطلاق من الشكل الهندسي القديم و تقديمه بشكل عصري جديد يتناسب مع تطور الحضاري للمدن ، والخطة القادمة هو عمل أعمال مماثلة لهذا المبنى في مدن سعودية سعودية وعربية، وهناك أفكار كثيرة لتطوير هذا العمل ومشاركة الساكنين هذا المنزل والحي هو أهم نقطة بالنسبة لي وهو ما أرتكز عليه".

عمل عبدالله العثمان أثار بهجة وأعاد الحياة لذلك الحي القديم لينعشه من جديد ويبث الروح فيه وأصبح المبنى مزارا في الحي يتوافد عليه الصغير والكبير ما بين معجب ومستغرب ومتسائل عن ماهية هذا العمل وماهية هذا التغليف.

استغرق انهاء هذا العمل شهرين من الجهد المتواصل للبحث وعمل الإختبارات ليتمكن من تغليف مبنى كامل داخل حي شعبي.

ويتوقع أن تتكرر هذه التجربة مرة أخلى في الرياض والأحساء وجنوب السعودية وكذلك خارج المملكة.

والفنان عبدالله العثمان من ضمن 6 فنانين مشاركين ومختارين من المجلس الفني السعودي للمشاركة في المعرض الفني "سـفـر" والمقام في مدينة جدة والمستمر لمدة 3 أشهر.