&
بقلم الفنان ناصرعبدالله الربيعي
&
في غمرة الصراعات المتداخلة في محاورها اللامتناهية الاهداف مابين السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية على ارض العرب المترامية من المحيط الى الخليج.. نلمح كوة من ضوء يشع الواناُ ينير تلك العتمة في احلام ملتقى عربي يضم مبدعي التشكيل في الدوحة آذار المقبل..&
ولنا العذر ان احتفينا بهذا المشروع المهم الذي اعدت له الجمعية القطرية للفنون التشكيلية كل اسباب النجاح الناجز بعد ان ضمنت جهة داعمة قدمت كل المتطلبات المادية لاقامة ملتقى كبير يليق بالفن العربي في زمن اصبح الفن فيه اشبه بالمغامرة بعد ان اصبح عند بعض الجهات المنظمة للمهرجانات والملتقيات مجرد سلعة خاضعة لاحكام البيع والشراء.. والتخطيط لهذا الملتقى يأتي ايماناً من الجهة المنظمة ان مجتمعاً من دون فن ليس بمجتمع صحي ! لذلك وجب السعي الى الشروع بشيء آخر ذو جدوى وفعالية لنمو الحراك الفني يمكن ان يتطور ويمتد في ارجاء الوطن العربي ، وبالرغم من الإشكالات التي يثيرها بعض النقاد على أن معظم الفنانين التشكيليين العرب، قد غلبت على أعمالهم الفنية النزعات الغربية واتجاههم للمدارس الاوربية والامريكية من تأثيرية إلى رمزية إلى سريالية إلى تكعيبية إلى تجريدية إلى مفاهيمية، حتى ضاعت بين كل هذه الاساليب الفروقات مابين ابداعهم الخالص وابداع اقرانهم الغربيين من الفنانين ، الا ان ادارة الملتقى الجديد في الدوحة سعت الى ابراز البصمة المحلية العربية من خلال دعوتها الى اهم التشكيلين العرب ممن يحملون فكراً فنياً مستقلاً الى حد كبير ومخلص لجذوره وانتماءه للأثر والبيئة العربية والدفع بهذا الاتجاه بطريقة ذكية عبر تخصيص حيزاً مستقلاً لكل فنان يمارس فيه ابداعه بحرية مسكونة بهم الجمال والمنجز الحقيقي وبعد ذلك عقد الحوارات والندوات الفكرية الهادفة الى ضخ روح الاصالة في العمل الفني بعيداً عن التقليد والتأثير السلبي للاتجاهات الفنية السائدة في العالم ويقلل من حالة الاغتراب التي يعيشها الفن التشكيلي العربي عموماً ولكن هذا لا يعني تقييد حرية الإبداع وحرية المبدع ، فكل رسام كفنان تشكيلي له آراه و معطياته الجمالية في الفن حسب نشأته في البلد أو الموطن الذي عاصره و تعايش مع مجتمعه العام و الخاص ضمن حياته....
ومما يحسب لهذا الملتقى انه سعى ومنذ البدء بالتحضيرات الاولية الى الاستعانة بطيف واسع من الفنانين والنقاد والاعلاميين العرب المؤثرين في الحركة التشكيلية العربية المعاصرة لوضع البرنامج الصحيح والمخطط الامثل لهذا التجمع الفني والاستفادة من من اللقاءات بشكل انجع لغرض للتخطيط للدورة التالية واضافة الافكار المتجددة وهذا ما يطمح اليه الفنانون في خضم التحديات والصدمات التي تعرضوا لها في العقود الاخيرة بسبب التقلبات السياسية والمجتمعية التي حصلت والتي كان الفن والفنان اكثر المتأثرين بها واسفرت عن تراجع حاد في المعنى الفكري للمنجز الفني ، ,وتولدت مشاكل في مفهوم الحرية الفنية والتجديد والتحول، وكذا التاريخ والهوية القومية والاختلاف المجتمعي، والشيء المهم الاخر هو افراد جانب تكريمي اخلاقي اكثر مما هو مادي للمتميزين والمبدعين من المشاركين يعطي حافزاً للتنافس الفني الخلاق وكذلك الالتفات الى فئة الرواد من الفنانين العرب وتكريمهم بما يستحق جهدهم الذي بذلوه وبصماتهم التي وضعوها في سفر التشكيل العربي..
&وفي انتظار أن يجتمع هذا الملتقى الجمالي سيكتب مؤرخ الفن عن هذه القيمة التداولية التي ظلت لأمد طويل حكراً على الملتقيات الفنية غير المتخصصة والمهرجانات التجارية!!
&الفنان ناصرعبدالله الربيعي/ رئيس تحرير مجلة باليت التشكيلية