&
في كتاب ضخم حمل عنوان:” سيلين، العرق، اليهودي"، صدر حديثا عن دار"فايار" الفرنسية، يقدم الباحثان أنّيك درافور وأندريه تاغياف حججا وأدلة لإثبات تعامل الكاتب الفرنسي الكبير لوي فارديناند سيلين مع النازيين، وعنصريته ضد اليهود. ولم يخفيا الباحثان أن هدفهما من هذا الكتاب هو تعرية سيلين، وفضحه حتى يكف المعجبون بعبقبريته عن كيل المدائح له من دون أن يأخذوا بعين الإعتبار "ماضيه الأسود" .ففي الثلاثينات من القرن الماضي، أي في الفترة التي كانت فيها النازية تشهد صعودا صاروخيا، كتب سيلين يقول:”أشعر أنني صديق كبير لهيتلر، وصديق كبير للألمان. وأنا أعتبرهم إخوة. وأنا سأتلم كثيرا لو هم يُهزمون". وسخرا من ليون بلوم، الزعيم الإشتراكي للجبهة الشعبية التي حكمت فرنسا لفترة قصيرة في أواسط الثلاثينات من القرن اماضي، كتب سيلين يقول:”أقول بصراحة وبصوت عال إنني أفضل إثني عشرة من هيتلر على بلوم مطلق السلطة والصلاحيّات. باستطاعتي أن أفهم هيتلر، وسأظل أفهمه، أما بلوم فلاجدوى منه... سيكون دائما العدو الأسوا، الكراهية والموت المطلق". و مفاخرا بعنصريته، كتب سيلين يقول:" العنصرية قبل كل شيء...العنصرية قبل كلّ شيء(...) تطهير، تنظيف.. ليكن هناك غرق واحد في فرنسا، العرق الآري...اليهود والخلاسيون الأفارقة-الآسيويون، الأنصاف والأرباع زنوج، والشرقأوسطيون، والفسّاق والزناة الهائجون لا مكان لهم في هذه البلاد. عليهم أن ينفرقعوا ...واليهود هم هنا لشقائنا". وعن اليهود، كتب سيلين يقول:”اليهود هم الذين دمّروا إسبانيا بالتّهجين والإنغال.... وهم يفعلون معنا الشيء ذاته...علينا أن نتخلص من اليهود وإلاّ فسنهلك بسبب اليهود، وبسبب الحروب، والتهجين المضحك، والزنوجية القاتلة". ورغم أن وسائل الإعلام بمختلف أنواعها سعت لترويجه ا ليكون الأوسع إنتشارا بما في ذلك جريدة" لوموند"،فإن النقاد والقراء تعاملوا مع هذا الكتاب بلامبلاة ، بل بنوع من الإحتقار. وصرح نقاد وباحثون مرموقون أن مؤلفيه لم يأتيا بأي جديد. وقد اقتصرا على سرد وقائع وتقديم أدلة وحجج باتت معروفة لدى الجميع. وهم يرون أن هذا الكتاب لن ينال من عبقرية سيلين صاحب روائع خالدة مثل:”سفرة في آخر الليل"، وشمال"،و"الموت بالدين" وغيرها من الروائع التي تعكس الروح الإنسانية العالية لصاحبها، وقدرته الفائقة على رصد أمراض عصره بفنية عالية، ولغة هادرة ، وخيال جامح.
&