أطلقت منظمة "القلم" الدولية حملة عالمية واسعة تضامناً مع الادباء المهجرين والملاحقين بدعم ما يربو على 200 اسم من كبار الكتاب والفنانين بينهم ازابيل اليندي ومارغريت اتوود واي ويوي وسلمان رشدي الذي وصف الحملة بأنها "موقف شعبي قوي ضد العنصرية وكراهية الأجانب". وستركز الحملة خلال السنوات الثلاث المقبلة على دعم الكتاب المهرجين بسبب الملاحقات والرقابة. وقال رشدي عن المشروع انه "مجهود منسق من قلب صناعة الأدب" لدعم هؤلاء الكتاب وتمثيلهم. ويتضمن المشروع اقامة فعاليات واصدار مطبوعات وتنظيم نشاطات بالتنسيق مع مراكز منظمة القلم الدولية البالغ عددها 144 مركزاً في انحاء العالم. وتهدف الحملة الى كسر القالب النمطي في تصوير طالب اللجوء ومكافحة العداء المتزايد للاجئين في البلدان المضيفة والتصدي للأوضاع الخطيرة التي تواجه الصحافيين والكتاب في انحاء العالم. ورحب الفنان الصيني وي ويوي بالمبادرة قائلا انها محاولة لإسماع اصوات مهمشة وأعلن "ان الأدب مكان نستطيع ان نبني فيه حقائق جديدة معاً ولكن ما لم يكن الأدب المتاح لنا ادباً تمثيلياً فان هذه الحقائق الجديدة تهدد بإعادة بناء التحامل والتمييز في العالم الذي نعيش فيه".
واعتبرت صاحبة "بيت الأرواح" اليندي التي أُجبرت على العيش في المنفى منذ 40 سنة بعد الانقلاب العسكري على ابن عمها الرئيس سلفادور اليندي ، ان الأدب يقوم بدور حيوي في تحدي المواقف السلبية من اللاجئين. وقالت اليندي خلال اطلاق الحملة في النرويج "ان من السهل خلق شعور بالكراهية لدى الحديث عن ارقام اللاجئين ولكن حين يرى المرء وجوه هؤلاء البشر، حين ينظر اليهم بعينه واحداً فواحداً فان الأمر كله يتغير وهذا ما يستطيع ان يفعله الفن والأدب". ومن الأسماء الكبيرة في عالم الأدب التي وقعت على بيان الحملة ماريو فارغاس يوسا وكارل اوفه كناوسغارد ويان مارتيل ونو سارو ويوا وفيت ثان نغوين ودي. بي. سي. بيير.
لفتت منظمة القلم في بيانها الى ان واحدا من بين كل 113 شخصاً من سكان العالم أُجبر على ترك بيته والهجرة مستنكرة الخطابية المعادية للاجانب من جانب سياسيين ينتمون الى التيارات السائدة وما اشاعته من اجواء يكتنفها الغموض والخطر على اللاجئين في البلدان المضيفة. وجاء في البيان "ان بعضنا هُجر وبعضنا لاجئون وطالبو لجوء ، بعضنا عاشوا في المنافي أو أُجبروا على الاختفاء في اوطانهم ، لكننا جميعاً ادباء نستخدم الكلمة بطرق يمكن ان تغير المجتمع المحيط بنا وتزيده معرفة". الى جانب المساعدة في طلبات اللجوء توفر منظمة القلم معونات طوارئ بينها مساعدة الكتاب الملاحقين على سلامة المرور بعد ان شهدت تزايد اعداد الكتاب الذين يحاولون الهروب من الملاحقة والاضطهاد. وقدمت المنظمة مساعدتها العام الماضي الى 93 أديباً بزيادة نسبتها 38 في المئة على عام 2015. وقالت متحدثة باسم المنظمة ان غالبيتهم من الشرق الأوسط حيث يتعرض الكتاب للملاحقات بتهم "الاساءة للآداب العامة" والكفر والمعارضة السياسية.