وقف اعضاء الكلية من هيئات تدريسية وطلبة دقيقة صمت اثناء الحفل التأبيني لزميلهم الاستاذ الذي اغتيل في احدى صباحات بغداد الدموية والذي اقيم في احدى قاعات الكلية. كانوا يقفون وهم مطأطي الرؤوس وكلاً منهم غارق في لجه افكاره . اخذ عميد الكلية يحدث نفسه : يجب ان احسن صورتي لدى الاحزاب الدينية لانها المتحكم الوحيد بمصائر البلاد والعباد .. سأقيم الندوات الدينية والمراسم الحسينية في الكلية وازين بناية الكلية بالرايات والاعلام في عاشوراء ، من يعلم ، لعلهم يكأفؤوني بمنصب جديد ... ربما وزير من يدري كل شيء وارد . مساعد العميد للشؤون الادراية كان ينظر الى العميد نظرات خاطفه : اللعنة عليه مرت عشر سنوات وهو جالس على كرسي عمادة الكلية لا يتزحزح ... لا اعلم كيف اختار الموت ذلك الاستاذ المسكين بينما ابقى على هذا الزنديق الذي يدعي الشرف والاستقامة وهو بعيد عنهما بعد الارض عن السماء ، كم ستكون فرحتي عارمة لو تتم تصفيته لا صبحت عميداً للكلية في اليوم التالي . احد اساتذة الاقسام كانت ينظر باحثا بين جموع الطلبة : لماذا لم تأتي اليوم ... الم تصلها رسالتي ... اللعنة انهن هكذا ... لكني احبها واذوب فيها عشقاً صحيح ان هناك فارق في السن بيننا لكن هذا لا يمنع من ان اجدد شبابي ... سأنتظرها الى نهاية دوام الكلية عسى ان تأتي ... اه كم هي مثيرة . استاذ اخر تبدو عليه الخوف والقلق : صاحب البيت بدأ يهدد ويتوعد ... اشعر انه يدبر لي شيئا في الخفاء اذا لم اسدد اجرة البيت خلال يومين خصوصا وانه على علاقة بأحدى التنظيمات المسلحة في المنطقة ... يجب ان اترك البيت بأسرع وقت ممكن . استاذ اخر: نعم سأقوم بأجراءات الطلاق قريبا ... لم اعد احتمل العيش معها وسط المشاكل والنكد المستمر من قبلها ... لطالما شعرت بكراهية طاغية نحوها ونحو اهلها ... لعن الله ذلك اليوم الذي عرفني بها ، تمنيت لو مت قبل ان اربط مصيري بهكذا انسانة لاتفقه من الحياة شيء سوى التسوق والثرثرة . هناك طالبة تقف في اخر القاعة وتبدو عليها علامات الارتياح : حمد لله الذي خلصني من هذا الاستاذ الداعر الذي ما فتىء يرسل الي بصور ورسائل جنسية &واحيانا ينظر نحوي نظرات فاضحة او يتلفظ بعبارات لا ينطقها حتى أحط الناس ... حمد لله خلصوني منه ان الله ستار . احد الطلاب كان يتأفف وعلامات الضجر والسأم تبدو واضحة عليه : اووووووه ... ماهذا ... متى ننتهي ... اشعر بملل قاتل ، وماذا يعني ، شخص وقتل ، الا يقتل العشرات يوميا ، &لاداعي لكل هذا الضجيج . انتهت دقيقة الصمت واخذت حناجر الحضور تصدح بكلمات الرثاء وهي تمجد بأخلاق المغدور وسيرته العطرة وتشيد بأنجازاته العملية ومكانته التربوية .&

كاتب وصحفي من العراق&
&&
&