&على وقع كلمات (غابت في سفر قسري وعادت تغني يا ردلي)، احتفلت الفرقة الوطنية للتمثيل التابعة لدائرة السينما والمسرح بتحرير مدينة الموصل وقدمت عرضاً مسرحيا احتجاجيا وطنياً على خشبة المسرح الوطني حمل عنوان (ثمانية شهود من بلادي) تأليف وإخراج الفنان ماجد درندش ، تتحدث فكرة العرض الاحتجاجي عن بطولات رموز من أبطال العراق ضحوا بأرواحهم من اجل الدفاع عن الوطن،وادى شخوص العرض الشهداء فنانون عراقيون وهم :الشهيدة الشيخة أمية جبارة, تجسيد ضيفة الشرف د. عواطف نعيم، الشهيد السباح حمد اسماعيل الجبوري تجسيد سنان العزاوي،الشهيد مصطفى العذاري تجسيد باسل شبيب، الشهيد العقيد علي النداوي, تجسيد يحيى ابراهيم،الشهيد اللواء الركن نجم عبدالله السوداني, تجسيد نظير جواد، الشهيد اللواء الطيار ماجد عبدالسلام التميمي, تجسيد طه المشهداني، الشهيد الجندي سمير مراد, تجسيد سعد عزيز عبدالصاحب، الشهيد الشاب علي عيد الجميلي, تجسيد & ذو الفقار خضر، الشهيد اللواء الركن فيصل الزاملي تجسيد صادق الوالي، موسيقى وأداء محمد جاسم الرسام،تقنيات:سينوغرافيا سنان العزاوي،الاضاءة: ناظم حسن شجر, ليث هادي مهدي, ومحمد فؤاد عثمان،المؤثرات الصوتية: قاسم داود الساعدي وداتا شو: أحمد منير شير.

الموصل حاضرة
& & وعلى الرغم من ان العرض احتجاجي الا ان مدينة الموصل كانت حاضرة بقوة بين ثنايا العرض ليرفع صور هؤلاء الشهداء للتعبير عن مراحل التحرير للمدن التي اغتصبتها عصابات داعش الارهابية ، فجاءت كلمات الاستهلال بمشاهدة العرض (تعالوا لنحتفل بالنصر على داعش القتلة وتحرير الموصل الحبيبة، تعالوا لنحتفل ببطولات أفراد القوات العراقية وبجميع أصنافها حتى المدنية منها، تعالوا لنشاهدهم أحياء على خشبة المسرح ونحن نحيطهم بالمحبة والفخر والاعتزاز. تعالوا ولاتنسوا أن تدعوا عوائل الشهداء جميعاً وخاصة المعنيين في المسرحية, تعالوا لتشاهدوا بطولات رموز الوطن في الشجاعة والوطنية والانتماء للأرض. وقد انتقى مؤلف النص بشكل ذكي شخصيات الشهداء المجسدة في العرض لتشمل مكونات الشعب العراقي كافة ليمنح العرض مفهوما وطنيا شاملا .&
&
الدم يتحدث
& & رسم العرض ثماني صور للاستشهاد ، كل صورة كانت تشكل نوعا استثنائيا من التضحية ، كل شهيد كان يقول ما في قلبه للتعبير عن حبه لشعبه ولبلده وما كان يرى في الشهادة الا قدرا بسيطا من الوفاء للناس والوطن وهما اللذان عانيا كثيرا من الارهاب طيلة السنوات الماضية من عمر العراق ، وكل واحد من هؤلاء الشهداء كان يقدم درسا بليغا في التضحية ، كانت الالوان تتداخل على خشبة المسرح كأن ارواح هؤلاء الشهداء ترفرف فيما كان الدم يشرح حقائق ما حدث ،هؤلاء الشهود الذي يحكون قصصا من تاريخ الشهادة وهم يتصدون للهمجية التي تحاول ان تستبيح البلاد والعباد ، كانت الايادي تمتد عاليات لتقول كلماتها المعبرة عن النصر والتحرير ،فيما كان الممثلون يتسامون في تجسيد هذه الشخصيات بشكل ملفت كانت نتيجته تلك الدموع التي اغرورقت به عيون المتفرجين وقد استطاع الفنانون جعل خشبة المسرح الوطني مواقع حقيقية للاحداث التي جرى خلالها استشهاد هؤلاء المقاتلون كانوا يتبارون في رسم شخصية كل شاهد من هؤلاء الثمانية بالكلمة المعبرة والحركة، &خاصة ان العرض افتتح بارواح الشهداء وهي تتعالى في فضاءات المسرح في مشهد جنائزي ، قبل ان ينهض الشهيد علي النداوي ويقف بمواجهة الجمهور فاغرا فاهه معبرا على احتجاجه بصمت قبل ان يهز جسده صارخا على الظلم ومحتجا على الارهاب قبل ان يملأ الشهداء الاخرون مساحة الخشبة للتعريف بهم وبالمواقف الوطنية والانسانية لكل واحد منهم عبر حوارات مؤثرة،لينتهي العرض عند الجمهور الذي حمل الممثلين على الاكتاف في لقطات نادرا ما تشاهد على المسارح العراقية.
&
&دموع ومشاعر&
& ووسط لدموع المتفرجين ، لم يجد الفنان يحيى ابراهيم الا ان يجهش بالبكاء بمجرد رؤية ابناء الشهيد العقيد علي النداوي الذي جسد شخصيته وهم في القاعة قبل ان يأتوا اليه لكي يحضنهم ، وقد اعرب الفنان يحيى عن تأثره بالموقف الذي وصفه بالصعب لان هؤلاء الابناء الصغار كانوا يشاهدونه اباهم، قال(فوجئت بأبناء الشهيد علي النداوي على المسرح بعد العرض مباشرة وهم بنفس عمر أبنائي زكريا وادريس) ، فيما اكد الفنان صادق والي عن اعتزازه بتجسيد شخصية الشهيد فيصل الزاملي الذي يطلق عليه (صكَار الدواعش) مشيرا الى انه استحضر كل بطولات الشهيد ليشعر بها ما ان ارتدى ملابسه العسكرية فكان يقف بصلابة لمواجهة الموت ولا يهابه لان الوطن كان يناديه لينتصر به على الدواعش ،وقال الفنان سنان العزاوي: نعم نعم للعراق..فخور بنفسي جدا وفخور بأصدقائي الفنانين ممثلين وتقنين. لاننا & انصفنا جيشنا وحشدنا بكلمة حق ..انصفنا شهداءنا الابطال..تحية اجلال لهم عبر عرضنا المسرحي الوطني..٨ شهود من بلادي..نعم نعم للعراق.
&
&رسالة الى الشهيد ماجد درندش ( أطال الله عمرك ) ..
بعد انتهاء العرض ما كان من الفنان عبدالامير الصغير‏ الا ان يبعث رسالة إلى المخرج والمؤلف ماجد درندش قال فيها : في مسرحيتك ( 8 شهود من بلادي ) كنت منارة الحدباء التي لم تسقط بل سجدت لدماء الشهداء وكنت النهر الذي احتضن 1700 رجلا من الرجال الشرفاء وكنت كل الذين ارتوت ارض الرافدين بدمائهم الزكية هنا وهناك .. ايها السارية التي حملت غيرة سمرة الجنوب وشقرة الغربية ونرجسية الجبل .. ايها الأخرس الذي أوحى اليك الرب ان تنطق ، حينها تحدثت علنا عن كل اسرار الذين سيخلدهم التاريخ وبمعنى أدق سيخلدهم الشرفاء الذين حملوا معك رايات العزة والشهامة والغيرة .
&واضاف: عشناك ( ومن معك ) في اجمل لوحات الهامات ( الما دنكت ) للسفلة الذين لا زال البعض منهم يسرح ويمرح رذيلا مذموما مقابل أرواح تسري في عروقنا وأسماء ستبقى محفورة في جبين كل عراقي شريف .. شهداء بمعنى الشهادة ورجال بمعنى الرجولة أختزلتهم واختزلت اهليهم ونسبهم شرفا ما بعده شرف ، يتباهون فيك وبالعراق ..&
&وختم بالقول :كنت رائعا يا ماجد درندش حين سطرتهم أمامنا في عرض مشوق .. بوركت وبورك من كان معك .. أحييك فقد كنت جنبهم حين سقطوا دفاعا عنا .. وليرحم الله شهداءنا الأبرار أنه سميع مجيب .
&