&

&
نمشي في شوارعَ نألفُها ولا نألفها&
تلبّستْ أسماء أغراب لم يطأوا أديمها&
أسمالُ بالاتٍ من بقايا الخرَق البالية&
نرى وطناً يسامر كارهيه
يفتح أقفاله لسارقيه&
&يقطّب جَبينه أمام نسْلِه&
يُبري سكينه ذبحا لمحبّيه&
&ماكرٌ غير كسولٍ ببنطالٍ ليبراليٍّ فضفاض
يُبرزُ ساقيهِ&
يمتهن الركلَ على مؤخراتنا &
مأبونٌ آخر بِعِمّة غير مهذبة&
يُخرج أرنباً من استهِ&
لحىً غير مشذّبة منبتا ومحتداً&
رعديدٌ يعرف كيف يندسّ الى مكامن حيرتك&
حاملا مورفينه ليدعك رأسك&
يصبّ كأسه في فمك بصاقا يلزق بك&
تنفثه مع ثرثراتك بمرَحٍ مخدَّر&
يختلط مع عطرٍ نفيسٍ فيبخس ويحطّ من قدَرك
تلك سمة الجاهل المتنسك&
ووقاحة العالِم العاهر المتهتك&
يالهذا الوطن الصغير المليء بالتجاعيد والندوب
قاحلٌ حتى في اخضرارك الزائف
&أنت اليانع بالقيوح والجراح&
رحبٌ حتى في زنازينك حينما يعشقك المأسورون
حيٌّ وأنت في قبرك حينما تُبعث رميما&
رشيقٌ ولو بساقٍ واحدة&
سقف رجراجٌ مثل عجيزة عاهرةٍ بدينة&
القلب وما يهوى خراباً&
ما زلتَ رمْلاً ثقبَ عيوننا شوقاً
نشمّك أيها الورد يابسا متغضّنا&
وأنت بلا رحيق أو ندى&
ننعس وأنت خالٍ من ترنيمة أمومةٍ&
نعطش للقائك أيها السراب اللامع بالخديعة&
كم نحن طاعنون فيك حبّاً على جفْوتك وسفالتك&
نعانقك وأنت مبتور الذراعين&
ندسّ عظمة طائرك الهدهد&
ونعلم انها تنقلب على ساحرها&
نقبّلك وأنت بلا شفاه&
ننام على صدرك وندري انه خاسفٌ&
نمازحك ونعلم مدى تجهّمك وعبوسك&
ليس لنا سواك قفراً يابساً مجدباً&
تحنثُ يمينَـك ونصدقك&
تخلف وعدَك ونسعى زحفاً الى مشوارك&
تفلت من أيدينا ونمسك بتلابيبك&
تُغبننا ونهجسك عادلاً&
تُشطرنا ونخالك تُلْئمنا
مالك تمشي وئيدا مثل سلحفاة هرمة ؟؟
حرائقك خلّفت رمادا وافراً&
تضبّعتَ حتى خنقتَ أجمل بطاريقَك&
لاتخنقْ رقابَنا الحانية عليك&
أتوسّل اليك ، لم يبقَ الاّ الزغب ليّنة العريكة&
لم يلد الاّ الخديج المثلوم العمر&
حتّام لا ترفقُ بأنجالِـك وأحفادك&
يا ذا الوطن المتبختر بالكآبة&
المحمّل بالزوائد الدوديّة&
سحقتَ بنيكَ نحن العالقون بأبوّتك&
يا من تمشي عَرَجا&
وتركْتني عاريا الاّ من الحبّ المخبول فيَّ&
&
&