كدأبه منذ قرابة العشر سنوات، يواصل الكاتب مبارك حسني مشروعه القصصي، بعد الكتابة منذ أزيد من ثلاثين سنة، عبر النشر المُسترسل. وهو حين يفعل لا يني يتبع تقليدا أدبيا يؤمن به، بكل تواضع وتقدير لحجمه، يعتمد على رفد المشهد الأدبي المغربي رفقة كُتاب آخرين بالكتاب الإبداعي ضد على جو ثقافي عام غير مساعد.
وآخر إصداراته يتجلى في مجموعة قصصية تحمل عنوان "حبر على الهامش". وتضم خمسة عشر قصة قصيرة هي: سرة العين، زرادشت في مكان بعيد، عند أقدام الشلال، مخلب الرجل الأنيق، العين والذبابة، أضغاث عاشق ورقي، حب في بحر الليل، المرأة الجالسة، حكاية بيضاوية، هوس برائحة الليل، غواية الرهان، حوار مع بائعة شقراء، حب في حديقة ما، خرافة عن الخوف، ومن الحجر ما كتب.&
لا يعني الهامش هنا سوى البياض الذي بجانب الصفحة الذي يجب تحبيره بالحكايات. هذه الأخيرة تجري بالقرب، في المركز، الذي يصير بضوء التخييل هامشا يُلتفت إليه بالقوة. هنا شخصيات تنافح النسيان والعتمة والتجاهل والضغط. هنا أفضية تمنح ما يجب التذكير به كما ما يجب إنارته. وحولهما تفاصيل تتحول إلى وسائل تأثير وتفعيل في الوقائع.
نقرأ في الغلاف الرابع: " وفعلا وتبعا لغرابة ما، حدث ما تمناه حالما تنفس بعمق غائر، وسد عينيه محدثا الظلام الواجب داخل ذاته فرآها... في حلة بهية، أي تلك الحلة التي يعشق حد الجنون، يعني بالشعر المسترسل على الجانبين والتنورة البيضاء الخفيفة والصندل الجلدي ذي الخيوط الدقيقة الصاعدة نحو الساق المرمري، مثل يونانية في رحاب الأولمب، تخطر من بين مقاعد الخشب الخضراء والنخيل الباسق المتألق في الفضاء تداري زقزقة الطير وتغيض أنفة الزهور المنافسة... ولما رآها أسرع رقصا ليقطف وردة، غير مبال بخطر نظرات الحارس العنيد، وقدم الهدية بفرح عات يضاهي سعة العالم حين تفتر عن ابتسامة الرضى التي بقيمة الحياة. وفي اللحظة التي أوشكت على الإمساك بالردة، وتحيته كما اعتادت أن تفعل بتحية العشق الواله، في تلك اللحظة بالضبط والرؤية الحالمة تتورد بين عينيه أكثر أحس بشيء ما يجر أسفل سرواله، ويجذبه بقوة فاضطر لفتح عينيه...
الكتاب صدر عن منشورات إديسيون بلوس التابعة لمكتبة السلام الحديثة بالدار البيضاء. وهو الإصدار السادس للكاتب مبارك حسني.&
&