&إنتهى السينمائي العراقي قاسم حول من إخراج وإنتاج فيلمه الجديد "الممثل وأنا" وهو فيلم يتحدث عن علاقة مخرج سينمائي بممثل وهما يعيشان خارج وطنهما "العراق" وكل منهما في وطن.&

المخرج غادر وطنه عام 1969 والممثل هاجرت عائلته وبقي وحيدا في العراق، وحين بلغ التاسعة والثمانين لم يعد يستطيع العيش وحيدا، بعد أن شعر بأن المخرجين رحلوا وكذا الممثلون. فهاجر الممثل وصار يقضي أيامه في غابة بمدينة مالمو السويدية. وهو يهاتف المخرج الذي عمل معه في أفلامه السينمائية والتلفزيونية. الكاميرا ترصد حياة الممثل العراقي الذي يشعر وحده بالغربة كل يوم وهو يتجول وحيدا في تلك الغابة. المخرج يغادر مدينته ويذهب إلى مدينة "مالمو" ويسجل رحلته الكاملة سينمائيا من المطار حتى كوبنهاغن ومنها نحو مالمو في السويد، ومن المدينة نحو الغابة التي يتجول فيها الممثل وحيداً.
يلتقيان ومن خلال لقائهما تتداعى الأحداث الماضية وصورة الوطن، منذ بداية السينما في العراق ومنذ أن تشكلت وحدة الأفلام في شركة نفط العراق ومحاولة الكاتب "جبرا إبراهيم جبرا" لإخراج فيلم عن النفط في العراق بصيغة روائية - وثائقية بإعتبار النفط ثروة زائلة وينبغي تصنيع البلاد .. وصولا إلى الفراغ الثقافي في الوطن .. تداعيات عن حقبة الستينات، ونشاهد الماضي بالصورة المتحركة والثابتة .. هي تجربة يؤديها الشخصيتان الحقيقيتان في حكاية الفيلم وهما الممثل "مكي البدري" والمخرج "قاسم حول" .. البناء السينمائي بناء روائي والأحداث وثائقية. طول الفيلم ساعة وعشر دقائق وهو يندرج ضمن الأفلام الطويلة التي سوف يشارك فيه "قاسم حول" في المهرجانات السينمائية. سألنا المخرج وهو منتج الفيلم "هل يمكن أن يندرج الفيلم ضمن السينما العراقية؟"&
- نعم وطبعا، هو ضمن السينما العراقية، ولكنها "السينما العراقية المهاجرة" وتقديري أن هذه التجربة سوف تتكرر بصيغ كثيرة روائية ووثائقية، هي مثل الأدب المهاجر والتشكيل المهاجر وقصيدة الشعر المهاجرة. فحين يتعذر إنتاج الأفلام في الوطن، وحين تهيمن الإيديولوجيات المتأخرة على واقع الوطن فإن هذا النوع من الأفلام التي تبحث في الغربة الداخلية للمبدع والغربة الجغرافية للمثقف، فإنها تصبح مادة للسينما بقصص كثيرة ممكن أن ينتجها ويخرجها المخرجون المغتربون، وهي تجربة مؤثرة حقاً تعكس واقع المثقف والثقافة في الوطن العراقي. "الممثل .. وأنا" لعلها التجربة الأولى في مسيرة السينما العراقية المهاجرة!
&