ضيف إيلاف... الخطاط جاسم حميد علوان

قالوها قديما ً ( من كان خطه جميلاً ، كان قلبه جميلاً )، فكيف أذا كان الخط بهذا الجمال ، حظيَ الخطّ العربيّ في الإسلام بعنايةٍ خاصّة، كونه ترجمان القرآن الكريم، ووسيلته كما أنه بلا منازع من أجمل حروف اللغات التي يمكن تطويعها لتصبح لوحات بديعة، إن جماليات الحرف العربي ترجع لقواعد وفنون الخط العربي والقلم العربي التي طورهما الخطاطون بواسطة المدارس المتنوعة، واشتهرت العديد من المدن العربية بفنون الخط العربي وسميت بها كالخط الكوفي مثلا، وما يزيد جمال الخط العربي ارتباطه بآيات الله، ويجد الخطاطون أنفسهم في كلمات القرآن الكريم فيجعلونه لوحات تبهج الناظرين

ضيفنا هذا اليوم هو الخطاط العراقي الأستاذ ( جاسم حميد علوان ) تلتقيه إيلاف ليحكي لنا عن مشواره الأبداعي وتقنيات الخط العربي

- هل تتفضل بأعطاء القراء نبذة عن حياتك ؟

الأسم ( جاسم حميد علوان ) - تولد بغداد ١٩٧٠م ، دبلوم ميكانيك نفط ١٩٩١م &- بكالوريوس فنون جميلة / قسم الخط العربي والزخرفة جامعة بغداد - سكنة المناطق الريفية

&

البدايات مع الخط كانت صعبة للغاية وخصوصاً وان المحيط الاجتماعي لي غير داعم لهذا المجال الى ان تعرفت بالاستاذ الحاج ( خليل الزهاوي ) رحمه الله وكانت بداية المسيرة الحقيقية لتعلم الخط .....واخذت دروس على يد الاستاذ ( حميد السعدي ) في خط الثلث والاستاذ ( صادق الدوري ) في خط النسخ (والزخرفة على يد الاستاذ ( طه البستاني

الخطوط العربية الرئيسية المعروفة والتي تبنى عليها المسابقات والمهرجانات الدولية والمحلية التي تقام وكذلك يعرف الخطاطون بقوتهم بها ومنها خط الثلث وخط النسخ والخط الفارسي ( التعليق ) والديواني والحلبي ديواني والاجازة وخط الرقعة وخط الكوفي ، والحمدلله تقريباً اجيدها جميعاً لكنني قبل سنوات اتجهت الى الحروفيات والتشكيل وابتعدت عن الخط الكلاسيكي

&

الادوات التي استخدمها الرئيسية منها هي القصبة والحبر على الورق والفرشاة المخصصة للخط على الكانفس ( قماش الرسم ) . ويرجع الفضل الكبير في تحولي الى اللوحة الحروفية الاستاذ الفنان ( اكرم السراج ) والاستاذ الفنان المبدع ( غانم العبيدي ) كونهما فنانين تشكيلين

الخط يحتاج الى قوة الارادة والصبر والتمرين المستمر اليومي ممكن ان يصل الانسان الى مبتغاه . واما خطه رديء ويكون خطاطاَ نعم هناك العديد من اساتذة الخط خطهم رديء بالقلم العادي ولكن كخطاط فهو استاذ وهناك فرق بين تعلم الخط العربي وتحسين خط الكتابة والذي يعاني &طلبتنا من خطهم الرديء في المدارس والكليات لذا اعطيت العديد من الورش الفنية في كيفية تحسين خط الكتابة

&

اصبح الخط العربي والذي يمثل المخزون التراثي العربي الذي لا ينضب رمزاً اصيلاً ومن هذا المنطلق بدأ الكثير من الفنانين التشكيلين ادخاله في لوحاتهم الفنية وفكرة كتابة و خط الاسماء انبثقت من أحدى المهرجانات الفنية التي اشتركت فيها في الشارقة عام &٢٠١٥ &ولاقت نجاحاً رائعاً وهو تعريف المجتمع بأن الحرف العربي جميل جداً ويمكن ادخاله في كل الخامات والديكور واعطى جمالية رائعة عندما تتشكل الحروف لاعطاء اسماً معيناً وعملت على هذه الفكرة لحد الان وفي كل المهرجانات والفعاليات&

&

تمخضت لدي فكرة بنيت على طموح كبير هو عمل لوحة فنية حروفية على الكانفس ، فعملت ٧ متر وعُرضت في وزارة الثقافة ضمن مهرجان الرواد الثامن الذي يقيمه المركز الثقافي للخط ....و تواصل طموحي لخط لوحة اكبر وهي عشرة أمتار على الكانفس تضمنت ( اسماء الله الحسنى ) ، أُنجزت في عشرة أيام واللوحتين الآن لدي وإن شاءالله سوف تعرض الاخيرة في دبي نهاية هذا العام

&

الخط لا أحد يستطيع بسهولة تعلمه على الحاسوب او حتى الكراريس ، العامل المساعد للتعلم هو الاستاذ الخطاط ولذلك الحكمة تقول الخط مخفي في كثرة المشق ( التمرين ) وتعليم الاستاذ

&

رأيت اعمال على صفحات التواصل الاجتماعي .....ومثلما قلت الحرف العربي يمتلك من الليونة والتشكيل ومتغيراً حسب كل زمان و مكان ...دون التلاعب بالقواعد الاساسية للحرف التي اسسها الاقدمون ووضعوا اصوله

&

جديدي في رحلة الخط العربي هي توصيل الرسالة لكل من يريد تعلم الخط وثانياً ادخال الحرف العربي في كل مجالات الحياة الجمالية والوصول الى أرقى ما يمكن الوصول اليه وحسب العوامل المساعدة لها في هذه الظروف المعيشية الصعبة وظروف الحياة الراهنة وامكانية المشاركة في المهرجانات الدولية التي تقام في الدول العربية والاسلامية بصورة دائمية وإن شاءالله نعمل على أقامة معرضنا الشخصي نهاية العام

&

في نهاية لقائنا بالخطاط العراقي الاستاذ جاسم حميد علوان لا يسعنا الا ان نتقدم اليه بالشكر والامتنان لقبوله دعوتنا ولكرم وقته ولهديته الثمينة خط كلمة ( إيلاف ) بخطه الجميل:

&

&