طالبت فرقة مسرحية خاصة بالمكفوفين العراقيين مجلس النواب العراقي اعتبار يوم 2 شباط / فبراير (يوم الكفيف العراقي) بعد ان تمكن فيه احد عشر كفيفا من ارتقاء خشبة المسرح لاول مرة في العراق وصفق لهم الجمهور كثيرا على مدى ثلاثة ايام متتالية.
&
&شهدت قاعة قصر الثقافة والفنون في مدينة كربلاء العراقية، ايام الجمعة والسبت والاحد، عرضا مسرحيا هو الاول من نوعه في العراق وربما في المنطقة العربية،قام بتأدية ادواره عدد من الشباب المكفوفين الذين نالوا ثناء كبيرا من قبل الجمهور الذي حضر العروض مما دعا اعضاء الفرقة التي تحمل اسم (السراج) الى تقديم طلب بواسطة محافظ كربلاء الى مجلس النواب العراقي باعتبادر يوم الثاني من شباط / فبراير يوما للكفيف العراقي يتم الاحتفاء به في عموم العراق وللاستماع الى مشاكل المكفوفين ومعاناتهم فضلا عن طموحاتهم وامالهم وتطلعاتهم، (بعد ان اثبت المكفوفون قدرتهم الفائقة على تخطي الصعاب والقيام بكل الاعمال التي يقوم بها المبصرون) كما جاء في رسالة الفرقة الى مجلس النواب،وقد اكد مؤلف المسرحية (كل الاحلام تتحقق بالتحدي والارادة ذلك ما تعلمته من جمعية السراج للمكفوفين ولا شيء اسمه مستحيل)&
&نحن هنا
&العرض المسرحي حمل عنوان (نحن هنا) تأليف لؤي زهرة واخراج عباس شهاب،جشد ادواره : الرائد الاعلامي علاء العيداني،عثمان فاخر الكناني،هديل خير الله،كرار صادق حسين،علي محسن شاكر،عمار محمد الاسدي، مصطفى مال الله،احمد هادي حمزة وزين العابدين حيدر فاضل وغيرهم، وكأنهم بالفعل ارادوا ان يقولوا للاخرين انهم حاضرون في مشهد الحياة، وتناولت المسرحية في احداثها اوجه متعددة للحياة منها السياسية والاجتماعية والثقافية، بابطالها المكفوفين الذين تحدوا الاعاقة الجسدية وقدموا مشاهد مسرحية نالت قبول الحاضرين، وقد استذكرت المسرحية أبرز المبدعين من فاقدي البصر حول العالم والتي كانت لهم مساهمات جليلة في خدمة الانسانية بمختلف المجالات، كما اثارت قضايا مهمة يعاني منها المكفوف مثل الزواج حيث هناك من يرفض تزويج ابنته، كما عكست كيف ان الكفيف بالرغم من اعاقته لم تعوقه عن اداء دوره الوطني في كشف ملفات الفساد المالي والاداري المستشري في دوائر الدولة،كما نددت المسرحية بممارسات الدجل والشعوذة التي اصابت كل طبقات المجتمع ومنها المسؤولين واوضحت كيفية دحض هذه الخرافات و كشفها للجمهور.
&
صرخة&المكفوفين
فقد اكد مخرج المسرحية عباس شهاب: المسرحية هي تحد بحد ذاته سيما ان اغلب الممثلين من مكفوفين، اذ واجهتنا صعوبة في كيفية تحسسه بالأشياء كاللون والضوء ومكانه على المسرح وفق سياق العمل، حيث تطلبت جهود كبيرة وكثيرة لضمان نجاح العمل.
&واضاف : رؤيتنا المسرحية دارت بان فئة المكفوفين يجب ان يكون لها دورا في الحياة.
&وتابع :المكفوف حاله حال أي سوي عليه ان يأخذ دوره في مكافحة الفساد المالي والاداري وكل الحالات المرضية المجتمع، كانت المسرحية عبارة عن صرخة حيث سعت الى لفت الانتباه للمكفوفين وارادت القول انهم لا يقلون شأنا عن غيرهم من الاصحاء.
&واضاف ايضا : نعم.. كان الشعر حاضرا في العمل،الشعر حديث بالمسرح بالنسبة لكربلاء، والشاعر جسد دور الراوي للأحداث عبر القائه لقصائد شعبية، فضلا عن اهمية وجود كونه مسيرا لمشاهد المسرحية.
هموم مشتركة&
&اما الكاتب المسرحي ومؤلف العمل لؤي زهرة،فقال : المسرحية تحاكي هموم المكفوفين بشكل خاص وهموم المجتمع بشكل عام،حيث ان فاقد البصر يجتمع مع المبصرين بالهموم نفسها والمشاكل ذاتها ومنها الام الوطن واوجاعه والتي يشترك الجميع دون استثناء، وقد استطاع المكفوفين ان يجسدوا المعاناة على خشبة المسرح بنقلهم المشاكل المحيطة بالمجتمع الى الجمهور.
&
&أول تجربة تمثيلية
&الى ذلك قال حيدر عطا الله،فنان وباحث أكاديمي : لا يرون شيئا وفعلوا كل شيء، (11) مكفوفا في أول تجربة تمثيلية لهم على خشبة المسرح في كربلاء، أصوات مميزة بقدرتها التعبيرية، وحركات تلقائية بعيدة عن التصنع، لم يخطأ أحد بحركته وكأنه يرى فعليا، الثقة والحضور كانا حاضران، لا تدري إزائهم ماذا تفعل ؟، وبماذا تشعر ؟ هل تفرح أم تحزن ؟ هل تضحك ام تبكي ؟.. لا ينقصهم شيء غير عيون ترى، بعضهم يحمل شهادة الماجستير في اللغة العربية، يؤمنون بالحياة أكثر منا بكثير.
واضاف : في نهاية العرض لم يطلبوا شيئا غير ان تهتم الدولة بهم وان تخصص لهم يوما وطنيا ونظارات بنوعية خاصة تعينهم في يومياتهم.
وتابع: الذي صدمني أنني اكتشفت أن من بينهم شاب جميل (كرار) كنت أعرفه وجرى بيننا أكثر من حوار قبل كذا سنة، كان يمتلك عيونا ساحرة معبرة، الآن هو كفيف بفعل انفجار لم يؤذي شيئا من جسده غير عينيه وكأن الله يقصدهما، كل وجهه سالما فقط عينيه هي التي غادرت.&
&