صدر عن دار ومكتبة عدنان في شارع المتنبي ببغداد كتاب (لواعج فنان / مذكرات عز الدين طابو) جمع وتحرير الزميل الصحفي عبد الجبار العتابي ، وهو اول كتاب يتضمن نشر مذكرات فنان عراقي بصراحة ومن دون يختفي خلف رموز معينة ، وتضمن الكتاب العديد من الصور لمختلف المراحل من حياة الراحل .
يقع الكتاب في 200 صفحة من الحجم المتوسط ، ويتضمن 22 حلقة ضمن مسلسل المذكرات الذي تم نشره في الملحق الفني لجريدة المؤتمر على مدى اكثر من ستة اشهر ابتداء من يوم الخميس 17 ايار 2007 ولغاية يوم الخميس 22 تشرين الثاني 2007، فضلا عن الاضافات التي اضيفت للكتاب التي تتمثل في العديد من الحكايات والمواقف الحياتية والفنية التي مرت على الممثل الراحل عز الدين طابو (1945 – 2010)، وهذه الاضافات تكمل السيرة الفنية ، ولهذه الاضافات عناوين مثل : ثرثرة طابو القاتلة وابو العز في رواية تسارع الخطى للروائي احمد خلف وموقف يستحق الذكر ما الذي جرى بين عز الدين طابو وايمان علاء واشارات منه ليست عابرة وشهــادات لعز الدين طابو من قبل الذين عاصروه وعرفوه جيدا وعن خلجات عز الدين طابو كتبها الناقد الراحل ناظم السعود وهناك موضوع عن يوم رحيله كما هنالك استذكار له لمناسبة الذكرى الاولى لرحيله والذي اقامته نقابة الفنانين العراقيين ، فضلا عن المقدمة التي كتبها العتابي عنه وقد سرد فيها حكاية نشر المذكرات في الجريدة ومن ثم في كتاب وقد كانت وصية الراحل للعتابي قبل وفاته ان يحرص على نشرها في كتاب، وهذا الكتاب طبع على نفقة الفنانين عزيز خيون والدكتورة عواطف نعيم وفاء لصديقهما الراحل .

اسماء واماكن
وهذه المذكرات فيها الكثير من الاسماء والاماكن والتواريخ والاحداث السعيدة والمحزنة المشتعلة بالتنافس الشريف واللا شريف والغيرة والضغينة والكراهية والمحبة والوفاء فضلا عن الدروس والعبر الممتعة التي من الممكن ان يستفيد منها الفنانون الشباب خاصة ان الراحل كتب مذكراته بصراحة مطلقة وهو ما اعطاها قوة ،وتنوعت الكتابات ما بين ذكريات الطفولة والصبا مع الفن في مدينته البعيدة عن بغداد ،ومن ثم ذكريات شبابه مع السينما والمسرح والاذاعة حينما انتقلت اسرته الى بغداد ودخوله اكاديمية الفنون الجميلة ، ولم يخف الراحل علاقاته الجيدة والسيئة مع العديد من الفنانين والمخرجين والتفاصيل التي اثرت سلبيا او ايجابا على حياته الفنية كما تطرق بكثير من الجرأة عن ظروفه الحياتية والدموع والاحزان التي اهتزت لها مآقي عينيه واعماق قلبه .
&
الفكرة الاولى
في المقدمة يوضح العتابي :كانت فكرة كتابة المذكرات فكرتي وانا من شجعته عليها، وجاءت مصادفة وقد طلبت منه ان يكتب عمودا اسبوعيا للملحق وقد كان يشعر بوقت فراغ كبير، خاصة مع رفضه المشاركة في الاعمال الفنية التي تطرح عليه لسوء مستوياتها، فكان اقتراحي من باب اشغال وقته وشخذ ذاكرته، لكن الفكرة سرعان ما نضجت وتطورت الى ان سألته اذا ما كان باستطاعته ان يكتب مذكراته اسبوعيا لنشرها، فاستجاب بسرعة وقررت معه على الفور ان يكتب حلقة بعد حلقة، كان ينقل لي ما يكتبه من خلال التلفون الارضي، فأذهب لقراءتها من جديد وصياغتها، ولم يتأخر عني ولا اسبوعا واحدا، وقد كنت على اتصال يومي به احفزه على شحذ ذاكرته، وفي بعض الاحيان يجري بيننا نقاش حولها اذا ماكانت جريئة اكثر من اللازم او فيها احراج للبعض،وللحقيقة انه لم يطلب مني حذف شيء الا مرة واحدة وقد رأى ان ما كتب فيه بعض القسوة بحق شخصية فنية وان كان يؤكد ان ما كتبه كان حقيقيا جدا، لكنه ما اراد ان يثلم شيئا من كرامته لاسباب شخصية واحتراما له .
وهذه المذكرات كان الراحل يستأنس بها جدا ويعيش متعة في كتابتها وان كان يقول ان بعضها يؤذيه لان فيه يستذكر ما لا يريد ان يستذكره من حياته في الوسط الفني
الكتاب فيه جرأة قد تثير البعض ممن كانت لهم محطات للتوقف عند الفنان الراحل ، ربما تدخل في مجال المفاجأة والاستغراب ، لكنها مذكرات حقيقية يتمنى القراء لو ان الفنانين يمتيون مثلها لكشف الكثير من الاسارار في الوسط الفني .