يفيد توسيع الأسواق وتحسينها المجتمع ككل، إذ إنه ينعش الليبرالية، عبر التركيز على حقوق المجتمع أكثر نسبيًا من حقوق الأفراد، كما إن فرض نظام ضريبي جديد يعود بالنفع على المجتمع برمته.

إيلاف: يرى منتقدو فلسفة الليبرالية وكذلك بعض من مؤيديها أنها بدأت تتخذ مجراها. فقد شجَّعت الأزمة المالية النقاد الشعبويين للرأسمالية والديمقراطية، وتم تضخيمهم من قِبل وسائل الإعلام الاجتماعية، في المقابل، يواجه الليبراليون صعوبة في الرد.

تحرير الليبراليين
يوجد كثيرون لا يشعرون بالأمان بشأن المناطق العمياء لديهم، سواء كانت فكرية أو جغرافية، لتعرّضهم على ما يبدو لفوز دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية،

إنعاش الليبرالية هدفًا

واستفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. في خضم هذا الارتباك، ربما تم التغاضي عن احتمالية مهمة، ألا وهي أن مشكلات العالم الغني لا تنبع من جرعة زائدة من المبادئ الليبرالية، وإنما تنبع من وضعيتها الجريئة بشكل غير كاف.

وفي كتابهما "أسواق راديكالية"، أكد المؤلفان غلين ويل، وهو خبير اقتصادي لدى مايكروسوفت، وإريك بوسنر، أستاذ قانون لدى جامعة شيكاغو، أن المُثل العليا لمفكرين، مثل آدم سميث، جون ستيوارت ميل وهنري جورج، لا يزال بمقدورها أن يلهموا من أجل حدوث تغيير جذري، فهؤلاء لم يكن لديهم تخوف من تحدي الوضع الراهن.

سيرًا على هذا النهج، يبدو أن ويل وبوسنر أرادا العمل على توسيع وتحسين الأسواق، وكذلك تهيئتها للعمل، من أجل المجتمع ككل. ورغم أن السياسات التي ينادون بها تتسم براديكاليتها الشديدة ومن غير الوارد تبنيها، لكنها قد تساعد الليبراليون على الانطلاق والتحرر، وتكوين خط جديد من الفكر الموجّه نحو السوق، على غرار ما فعله كتاب ميلتون فريدمان "الرأسمالية والحرية" قبل ما يقرب من 6 عقود.&

ضريبة تبتغي العدالة
بدا من الواضح أن الفكر الذي ركّز عليه ويل وبوسنر في الكتاب هو الفكر الذي يهتم بحماية حقوق الملكية أكثر من معالجة فشل السوق.&

على النقيض من ذلك، بدا أن همّهما الرئيس هو شن هجوم على قوة السوق، واقترحا في السياق نفسه فرض نظام ضريبي جديد على الثروات، بحيث يحاسب الجميع على آخر إحصاء معلن للثروة كلها، وبالتالي تحصيل ضريبة ضخمة من شأنها أن تعود بالنفع على المجتمع.

ورغم أن تناول الكتاب لمسألة إعادة تقييم حقوق الملكية من البداية أمر قد يبدو طموحًا بما فيه الكفاية لكتاب واحد، لكنه في الحقيقة مجرد فكرة من أفكار كبرى عدة.&

حماية الأقليات
كما تطرق المؤلفان إلى فكرة إصلاح النظم الانتخابية، من منطلق أن الديمقراطية لم يسبق لها أن عثرت على التوازن الصحيح بين الأهداف المتضاربة، وأنه من الضروري حماية حقوق الأقليات من الغالبيات المستبدة، واقترحا كحل بهذا الخصوص أن يتم استقدام مبادئ السوق إلى صناديق الاقتراع.&

ونوه المؤلفان في الأخير بأن الهدف من كتابهما هو إنعاش الليبرالية، والتركيز على حقوق المجتمع أكثر نسبيًا من حقوق الأفراد، وهو ما بدا بشكل واضح في فصول الكتاب كافة.

أعدت "إيلاف" المادة بتصرف عن مجلة "إيكونوميست" البريطانية، المادة الأصلية على الرابط أدناه
https://www.economist.com/news/books-and-arts/21741958-so-argues-arresting-if-eccentric-manifesto-rebooting-liberalism-dont-shrink?frsc=dg%7Ce
&