كان العام 1968عامًا استثنائيًا بحق في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية بفضل ما شهده من أحداث لا تزال تشغل فكر وبحث المؤرخين بعد مرور كل هذه السنوات الطويلة. 

إيلاف: في مقال شهير له بعنوان "هل جن جنون هذا البلد؟"، انتقد السياسي الديمقراطي دانيال باتريك موينيهان تلك الأحداث المجنونة التي شهدها العام 1968، والتي كانت من أبرزها موجة الاغتيالات السياسية التي راح ضحيتها بوبي كينيدي ومارتن لوثر كينغ.

يمين ويسار
فضلًا عن موجة التظاهرات العنيفة وغير العنيفة، هناك الحرب الخارجية التي تحوّلت، وأضحت لاذعة، وظهور جيل من الشباب الأميركي، الذي يبدو عازمًا بكل جدية على استدعاء أحداث نهاية العالم. 

وها هي بعد مرور 50 عامًا على كل هذه الأحداث، لا تزال أميركا تواجه المخاوف والهواجس أنفسهما، وقد صدر أخيرًا كتاب بعنوان "إعادة صياغة 1968: السياسة الأميركية، الاحتجاج والهوية" للمؤلفين مارتن هالويل ونيك ويثام، اللذين استطاعا بمهارة بعدما قسَّما الكتاب إلى 3 أجزاء أن يمتنعوا عن الخوض في حكاية يمكن التنبؤ بها من خلال الأحداث الشهيرة في تلك السنة.

ركَّز الكتاب في جزئه الأول على الجوانب التي من شأنها تغطية الاضطرابات الأيديولوجية والسياسية التي شهدتها الولايات المتحدة عام 1968، ومناقشة الميول الانشقاقية لليمين الجديد واليسار الجديد وتأثير العام على حياة النشطاء الأفراد. 

دور المهمشين
في الجزء الثاني، اهتم الكتاب بتسليط الضوء على الفضاءات المادية والمؤسسية التي تبلورت من خلالها الاحتجاجات. بينما اهتم الكتاب في الجزء الثالث والأخير بالحديث عن مجتمعات أميركا المهمّشة، كالأميركيين الأفارقة، المثليين، النساء والفقراء، مع محاولة المؤلفين إيضاح أن العام 1968 أظهر حدوث تغيير واستمرارية في تطوير الاحتجاج الشعبي، وهي الجزئية التي نجحا فيها بشكل كبير بالفعل.

أخيرًا يمكن القول إن الكتاب جاء بمثابة كتاب تمهيدي ممتاز للقراء الذين يبحثون عن دليل لهذا العام الحاسم ودراسة أوسع للاتجاهات الرئيسة في التاريخ الاجتماعي والثقافي والسياسي الأميركي، وهو بالفعل كتاب يستحق القراءة والتمعن في كل صفحاته.


أعدت "إيلاف" هذا التقرير نقلًا عن موقع "هيستوري توداي". المادة الأصل على الرابط أدناه
https://www.historytoday.com/reviews/times-they-were-changin%E2%80%99