يعتبر نوستراداموس أشهر المنجمين في تاريخ العالم حيث كتب العديد من النبؤات الغامضة بطريقة مبهمة. ويوضح كتاب صدر أخيرًا أن إيمان نوستراداموس بالله تجاوز احتمال أو يقين المعرفة.

إيلاف: أصدر أخيرًا الكاتب دينيس كروزيت كتابًا بعنوان "نوستراداموس: معالج الأرواح في عصر النهضة"، تناول فيه جوانب عديدة في حياة المنجم الشهير نوستراداموس أو ميشيل دي نوسترادام (الذي امتدت حياته من 1503 حتى 1566).

وبالنظر إلى بنية الكتاب، الذي سيبرز باعتباره بحثًا شخصيًا عن المعرفة من جانب كروزيت، فإنه قد مر بلا ريبة بالكثير من ليالي الروح المظلمة، وتساءل كروزيت في البداية عمّا إن كان قد انخرط بالفعل في عمل تاريخي أم تم تضليله عبر ألغاز عدة.

عدم تتابعية
بعدها مضى كروزيت ليشجع نفسه والقراء كي يتجنبوا الاستكانة إلى أمجادهم الخاصة، وإنما ليندفعوا إلى مواصلة البحث لاستكشاف المزيد من المعلومات عن شخصية نوستراداموس، وتابع بإماطته النقاب عن كثير من الأمور الغامضة والألغاز المحيرة.

ساهمت صعوبة تمييز أهداف نوستراداموس النهائية في تشكيل نمط كتابة كروزيت، الذي أبرز في سياق الحديث أن نوستراداموس، وكما تم إخبارنا، يوفر مفتاحًا للغة النتائج التي تعتمد على عدم التتابعية، تفكيك القدرة على استقراء المستقبل والعقلانية الاستنتاجية للمعرفة التي يبدو، مع ذلك، أنها تعمل على أساس سجل قابل للتبادل من الفرضيات الواقعية. كما لفت كروزيت إلى أن إيمان نوستراداموس بالله تجاوز احتمال أو يقين المعرفة، وهو ما تم نقله بوضوح إلى القراء.

بدا من الواضح أن سعة معرفة كروزيت سمحت له بالتقاط روائح النصوص الكلاسيكية والمؤلفين المعاصرين الذين اجتازوا باحثين آخرين. حتى بدت طريقة الاستكشاف التي اتبعها كروزيت ذات طابع شخصي إلى حد كبير، فمن الجدير توضيحه أيضًا أن طريقة الكتابة المواربة سمحت لكروزيت بتوقع الاعتراضات المحتملة على ما أورده من حجج في عرضه المستفيض في كل فصول الكتاب.

أهداف دينية
قدَّم كروزيت بالفعل أدلة معقولة على أهداف نوستراداموس الدينية، ونوه بالإشارات المستخدمة من قبل عالم الفلك في مقدماته وأماكن أخرى للإشارة إلى مثل هذه القراءة. 

وأعرب كروزيت عن استيائه العميق من الأنماط الخطية القياسية لكتابة السيرة الذاتية، وإن كان يريد التدبر في الطريقة التي تقلل بها طريقة كتابته التي يكون فيها الموضوع "نوعًا من النموذج النشط" الفرد الحي لتجسيد مبدأ واحد.

وأكد نقاد في الأخير على أن كروزيت يستحق المتابعة والقراءة على نطاق أكبر في العالم الذي يتحدث اللغة الإنكليزية بفضل ما يقدمه دومًا من تناول مميز ومتعمق بالفعل.


أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف نقلًا عن موقع "هيستوري"، المادة الأصل على الرابط أدناه
http://www.history.ac.uk/reviews/review/2237