&
& & &استعاد المتحف الوطني العراقي شيئا من اضوائه الاعلامية التي غابت عنه طويلا بسبب الاوضاع غير المستقرة ، باحتضانه احتفالية مميزة كبيرة بمناسبة (يوم المتاحف العالمي)، حيث كانت ابواب المتحف مفتوحة على مصاريعها للفن والجمال والمتعة والدهشة والمعرفة ، وكانت المناسبة فرصة جميلة للتطلع الى المتحف الذي اشتهر باسم (المتحف العراقي) في مكانه الكبير ما بين محلتي الصالحية وعلاوي الحلة في قلب كرخ بغداد ، وحيث يقف هناك تمثال كبير لـ (المعبود نابو أله الحكمة والمعرفة في العراق القديم) مع معلومة عنه (عثر عليه في العاصمة الاشورية (كالح) ،ويعود الى القرن الثامن قبل الميلاد) .
&فقد استقبلت وزارة الثقافة المناسبة باهتمام تمثل في اقامة احتفالية حملت الشعار المركزي للاحتفال لعام 2018& ( المتاحف وفضاءات الإنترنت .. مقاربات جديدة ، جمهور جديد ) ،تضمنت معارض فنية مجسدة لحضارة وادي الرافدين ومعرضا للمسكوكات الإسلامية والتي اقامتها هيئة الآثار والتراث، كان معرض الخزف والنحت على قاعة سنطروق، ويحمل شعار (للطين و الحجر .. حكايات) شارك فيه نخبة من الفنانين العراقيين هم : عبد الجبار البناء،سميرة حبيب، خالد عزت ،زينب الركابي، نبيل الركابي، حسام سلو ، وئام احمد ،انغام سعدون، مهدي عبد الصاحب سلام محمد سعيد ، طه حنش وحيدر عبد الصاحب ، كان يحاكي ما كان العراقيون القدماء يبتكرون من ادوات واشياء جميلة ،بالفعل كانت حكايات من الممكن قراءتها او سماعها في تأمل الهيئات التي عليها الاعمال الفنية .
واعربت فنانة الخزف زينب الركابي عن سرورها بالمشاركة بيوم المتاحف العالمي، وقالت :لابد من ان اكون سعيدة حين اشارك بعرض اعمالي الخزفية مع نخبة من كبار الاسماء الفنية في العراقية ،باتعاون مع دائرة الفنون العامة التي منحتنا هذه الفرصة في هذه المناسبة الكبيرة للتعبير عن العنوان الجميل الذي يرتبط بالاثار العراقية حيث نشعر ان للطين والحجر الذين يكنزهما المتحف لهما حكايات لاولئك العراقيين الذين ابدعوا في رسم تفاصيل حياتهم بالطين والحجر وجعلونا نفهم ما تركوه لنا .
واضافت: بلد يعود اشعاعة الثقافي الى اعماق التاريخ ذلك البلد لم يستجب لما يفرض عليه ...بل انه واصل نشاطاته الثقافية من اجل ان يكون فعالا من الناحية الثقافية من خلال اقامة احتفالية بمناسبة& يوم المتاحف العالمية هو كرنفال حقيقي للمتحف العراقي فقد نظم معرض تشكيلي رسم وخزف و نحت ومعرض للمسكوكات بعنوان النقود الاسلامية وثائق تاريخية مهمة ،هي فرصة لزيارة المتحف العراقي لمشاهدتًه والاطلاع على تاريخ العراق و حضارته وتعريف للعالم بنشاطاتنا وحضارتنا .
&
نتواصل مع متاحف العالمية
& & الى ذلك اعرب وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي ،في افتتاحه للاحتفالية،عن اهمية المتاحف في حفظ التراث الانساني، وقال : لا يختلف اثنان في أهمية دور المتاحف في توثيق وإبراز الإرث الحضاري وتاريخ الشعوب والأمم لاسيما حضارة وادي الرافدين بعمقها وبعدها الإنساني كأقدم حضارة في تأريخ البشرية.
واضاف : في كل سنه في مثل هذا اليوم يحتفل العالم بيوم المتحف العالمي، وهو يوم يجسد كل الشعوب وكل الدول في يوم المتحف باعتبار المتحف مسألة مهمة لا يمكن تخيل وجود حضارة وشعب بدونها والمتحف في العراق زاخر غني بآثاره، ونحن جئنا اليوم لإحيائه ولكي نتواصل مع متاحف العالمية ومع المجتمع الدولي بهذا الصدد.

المتاحف وفضاءات الانترنت)
& & فيما كان شعار الاحتفالية الكبيرة يحمل عنوان (المتاحف وفضاءات الانترنت) وهو ما تم شرحه من انه (يعني التوجه الجديد للمتاحف الحديثة ومدى أهمية استثمار الشبكة العنكبوتية للوصول لأكبر شريحة من الجمهور واستمالة مهتمين جدد من الفئات المختلفة إضافة إلى الاستفادة من التقنيات الحديثة للوصول لفئات المجتمع وخصوصاً الشباب) ، وحيث يهدف لفت الانتباه إلى دور الواقع الافتراضي في تعزيز دور المتاحف اليوم، والتوجه الجديد للمتاحف الحديثة ومدى أهمية استثمار الشبكة العنكبوتية للوصول لأكبر شريحة من الجمهور، واستمالة مهتمين جدد من الفئات المختلفة إضافة إلى الاستفادة من التقنيات الحديثة للوصول إلى فئات المجتمع وخصوصاً الشباب.
وقد تضمنت هذه الاحتفالية :عرض فلم وثائقي يوجز مراحل نهوض المتحف العراقي من جديد بعد افتتاحه عام 2015 والذي يضم (18) قاعة عرض مختلفة ،موزعة على طابقين أرضي وعلوي، بالإضافة الى وثائق تاريخية مهمة تحمل فكرة انتشار الحضارة والكتابة انطلاقاً من العراق من خلال نص مقروء يجسد عصور مراحل التاريخ: الحضارة السومرية ،الاكدية ،الآشورية ، البابلية ومملكة الحضر ثم الحضارة الإسلامية ويتصدر قاعات المتحف الى جانب عرض لوحات فنية عن حضارة وادي الرافدين يمتزج فيها الأسلوب التعبيري والحداثوي ومعرض مماثل للزخرفة والنحت وتصاميم نسيجية عراقية بابلية.
&
للمتحف العراقي تاريخ طويل
مع التأكيد ان المتحف العراقي يعد من أهم المتاحف العالمية، أحد أقدم المتاحف في منطقة الشرق الأوسط، فهو يغطي تاريخا يعود إلى ابعد من 500 ألف عام قبل الميلاد ويحتوي على مجموعات أثرية من حضارة بلاد الرافدين ،وقد تأسس سنة 1923، وكان مكانه عند تأسيسه يقع في منطقة (السراي القديم) ببغداد الشرقية (الرصافة) حيث يشغل حيزا صغيرا في بناية (القشلة) التي تعني (مقر الحكم والإدارة في العهد العثماني) ، ولما توسعت مقتنياته وتكاثرت عليه القطع الأثرية بفضل عمليات تنقيب علماء الآثار في المواقع الأثرية المختلفة نقل المتحف من مكانه الصغير إلى بناية تقع في شارع المأمون، وهو الشارع الواقع ببغداد الغربية (الكرخ) والممتد بين رأس الجسر القديم بجانب الرصافة وبين شارع الرشيد، وحين زادت مقتنياته وضاقت قاعاته مرة أخرى على قطعه الأثرية ،نقل إلى بناية جديدة مصممة وفق الطرق العالمية الحديثة لحفظ وعرض الآثار ، وهي بنايته الحالية ،وقد وضع تصاميم المبنى الجديد مهندس ألماني وأشرف عليه مهندسون عراقيون وقامت بإنجازه شركة لبنانية بدأت سنة 1957 وانتهت منه سنة 1963،وافتتح فعليا لما توسع وكثرت كنوزه الأثرية في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 1966، وقبل سنتين اضيف اليه بناء جديد كان بمثابة واجهة جديدة وجميلة له .&
كما كانت الاشارات الى ما تعرض له المتحف من سرقات وتدمير في احداث نيسان / ابريل 2003 ، وكيف عانى من مرارات الغياب لسنوات طويلة الى ان عادت اليه بعض قطعه ليعود خاملا اوجاعه الى الناس .
ومع ذكر تاريخ المتحف لابد من الاشارة الى الادارات التي تعاقبت عليه، حيث تؤكد المصادر ان الادارة الاولى كانت أجنبية، وذلك ايام الانتداب البريطاني حين تولت إدارته مستشارة الحاكم المدني البريطاني السيدة دونت جيرترود بيل وذلك سنة 1923،وبعد وفاتها نهاية سنة 1926 تولى تسيير المتحف البريطاني ر.س كوك من سنة 1926 إلى 1929،ثم تلاه الألماني جليوس جوردن من سنة 1931 إلى 1934. وبعد ذلك تولى إدارة المتحف المفكر السوري ساطع الحصري من سنة 1934 إلى 1941، وبعد هذه الفترة تولى إدارة المتحف مديرون عراقيون، من بينهم ناجي الأصيل وقد صدرت في فترته مجلة (سومر) المهتمة بالآثار. وطه باقر وهو المشهور بترجمته لملحمة جلجامش عن نصها الأكادي،ومن آخر من تولوا إدارة المتحف دوني جورج الذي وقع في فترته الغزو الأميركي للعراق واستباحة المتحف وقد استقال وذهب للعيش في الولايات المتحدة ليموت هناك ،ثم السيدة هدى صديق النعيمي والسيدة أميرة عيدان، الى وكيل وزارة الثقافة لشؤون الأثار ومدير المتحف العراقي وكالة حاليا قيس حسين رشيد.

مسكوكات وسجاد وكوفي
& &فيما كان معرض المسكوكات، يحمل عنوان (نقود ووثائق تاريخية مهمة)، ويضم& أكثر من ألف وخمسمئة مسكوكة ذهبية ونحاسية من مختلف الفترات التاريخية، تبرع بها عام 1969 المقتني عبد الله الصراف، وكان قد جمعها عبر أربعين عاماً وتضم مسكوكات من النقود الخوارزمية ونقود دولة الموحدين. وكانت "قاعة الصراف" التي تحتضن هذه القطع أغلقت في سنوات الاحتلال الأميركي التي عرفت النهب والسلب للمتاحف والآثار العراقية، ولم تفتتح ثانية إلا في عام 2016.
كما عرضت مسكوكات نقدية تعود لفترات مختلفة وعدة خلفاء اقدمها المسكوكات الاموية والعباسية كما تم عرض اول دينار معرّب تعريباً كاملاً سنة 77هـ وأول درهم إسلامي اموي معرّب تعريباً كاملاً سنة 78 هـ يعود إلى عصر الخليفة عبد الملك بن مروان.
& & & اما بالنسبة للمعرض التشكيلي فقد ضم عشرين لوحة تنوعت بين الأسلوب الحديث والمعاصر والقديم الذي يعبر عن تاريخ الفن التشكيلي في العراق وتأثره بالنقوش القديمة وفنون الحفر والرسم الأثرية.
فيما قدم مجموعة السجاد الأثري التي جرى عرضها الأستاذ في جامعة بابل عامر سلمان، واشتملت على أعمال للسجاد وتصاميم التراث العراقي من النسيج والزخارف المنحوتة بأشكال أثرية قديمة، وتصاميم للآثار العراقية ولمدينة بغداد وكذلك نماذج من الخط الكوفي.
&
اجابات وجوائز&
& & وفي الاخير كانت هنالك ثلاث جوائز تقديرية مقدمة من المتحف العراقي للفائزين لثلاثة اشخاص اجابوا عن الاسئلة التي تم طرحها في الاحتفالية وتختص بالتاريخ العراقي ، فكانت الإجابات على أسئلة هيئة الآثار والتراث هي : ما& اول مكتبة في العالم ؟ من هو أول خليفة ضرب المسكوكات النقدية ؟ ومن هو أول من اخترع الكتابة في التاريخ ؟.
&