مشاكل تواجه المسلمين الذين يهاجرون إلى أوروبا أخيرًا فارين من حروب تفتك ببلدانهم منها مسألة التأقلم والاندماج في المجتمعات الغربية الجديدة والحفاظ على الهوية وحمايتها من الانصهار.

إيلاف: صدر أخيرًا كتاب بعنوان "رحلة إلى أوروبا: الإسلام والهجرة والهوية" للكاتب، أكبر أحمد، الذي اهتم في فصول الكتاب المختلفة بفحص وتدقيق تجارب المسلمين الذين يعيشون في البلدان الأوروبية التي تواجه تحديًا لوضعيتها المهيمنة في ذلك العصر العالمي.

وعلَّق نقاد منهم طاهر عباس على الكتاب، بالقول إنه ليس مشروع كتاب عادي، وأثنى في الوقت نفسه على ما يحويه من ثراء غير مسبوق في المعلومات، وأن الفضل في ذلك يعود ربما إلى خبير علم الإنسان الاجتماعي، أكبر أحمد، الذي يتعامل بفهم أكثر تفصيلًا للإسلام والمسلمين.

الدين والحضارات
خلال سابق عمله في المملكة المتحدة طوال الجزء الأكبر من مسيرته الأكاديمية الطويلة وقضائه فترة وجيزة باعتباره المندوب السامي لباكستان، فقد شغل أكبر منصب رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإسلامية، وشغل منصب أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية في واشنطن منذ عام 2000. وقد انتهى أكبر من ذلك الكتاب، الذي يتألف من 573 صفحة، بمساعدة باحثين من معهد بروكينغز وفريق معاون من الباحثين الجسورين.

ولطالما حظي المؤرخان، الخبيران الاقتصاديان والعالمان، ماكس ويبر وابن خلدون، بأهمية خاصة في حياة أكبر الدراسية على مر السنين. فبينما أكد ويبر على أهمية الدين في تشكيل وتطور المجتمعات الرأسمالية في نهاية القرن الـ 19، فقد سبق لابن خلدون أن ناقش نهوض وسقوط الحضارات التي سبقته على مدار ما يقرب من 700 عام.

مهمة للأقليات ولأوروبا
يتألف كتاب أكبر الجديد هذا من 3 أجزاء، حيث يلقي الجزء الأول الضوء على أوروبا والاختبارات التي تواجهها في الوقت الذي تتعامل فيه مختلف الدول مع الجوانب المتنوعة لقوامها ومستقبلها. 

فيما يحقق الجزء الثاني في مفهوم الإسلام بأوروبا. وجاء الجزء الثالث ليركز على فكرة أن الهجرة، الهوية والانتماء، هي أمور ذات أهمية للأقليات التي تعاني من الاضطرابات، وكذلك لأوروبا التي تعيد تشكيل وتخيل نفسها من جديد.

ويشتمل الكتاب على ملاحظات ثاقبة بشكل هائل مع طرح بعض الأمثلة الثرية الملونة، لكن تبقى المعضلة مرتبطة بما يجب تغييره في عالم مقسم بالمشكلات المحددة في هذا المجلد المهم.

نتيجة لإمكانية تصنيف الكتاب على أنه تحقيق فكري، تعليق نقدي، ملاحظة اجتماعية، جزء من سيرة ذاتية ودراسة حالة مركزة، يتوقع النقاد أن يروق الكتاب قطاع متنوع من الجمهور. ومن الضروري أيضًا تذكر أن ذلك الكتاب ليس مشروع كتاب عادي، حيث تم إعداده طوال 4 أعوام على الأقل، واشتمل على قدر غير مسبوق من المعلومات.

أعدت "إيلاف" التقرير نقلًا عن موقع "lse.ac.uk" المادة الأصل على الرابط أدناه
http://blogs.lse.ac.uk/lsereviewofbooks/2018/06/14/book-review-journey-into-europe-islam-immigration-and-identity-by-akbar-s-ahmed/