الرباط: أعلنت "مؤسسة منتدى أصيلة"، عن فوز الشاعر السنغالي أمادو لامين صال ب"جائزة تشيكايا أوتامسي للشعر الأفريقي"، في دورتها الـ11.

وتكونت لجنة تحكيم الجائزة من الشاعر ووزير الثقافة السابق في الرأس الأخضر ماريو لوسيو سوسا، وعضوية الشعراء والأكاديميين المهدي أخريف (المغرب) وممادو با (السنغال) ومانو ميلو (البرازيل) ورافائيل مداي (السنغال ) وفانيسا رودريغيز (البرتغال)، فضلا عن محمد بن عيسى الأمين العام لـ"مؤسسة منتدى أصيلة".

وتبلغ قيمة الجائرة عشرة آلاف دولار، وتمنح لصاحب موهبة واعدة أثبت حضوره المتميز، بما نشره من إنتاج ينطوي على قيمة فنية عالية، في ديوان أو أكثر، يفتح أفقاً جديداً للذائقة الشعرية ويسهم في تعميق الوعي بالشعر وأهميته في الحياة. وسبق أن فاز بها، منذ 1989، شعراء من جغرافيات شعرية مختلفة: إيدوار مونيك من جزيرة موريس (1989) وروني ديبيست من هايتي (1991) ومازيني كونيني من جنوب إفريقيا (1993) وأحمد عبد المعطي حجازي من مصر (1996) وجون باتيست لوطار من الكونغو برازافيل (1998) وفيرا دوارطي من الرأس الأخضر (2001) وعبد الكريم الطبال من المغرب (2004) ونيني أوسندار من نجيريا (2008) وفامة ديان سين من السنغال (2011) والمهدي أخريف من المغرب (2011) وجوزي غيبو من ساحل العاج (2014).

ويعتبر أمادو لامين صال أحد كبار الشعراء الأفارقة الفرنكوفونيين المعاصرين. وقد قال الرئيس السنغالي الراحل ليوبولد سيدار سنغور في وصفه "إنه الشاعر الأكثر موهبة من شعراء جيله".

ولد أمادو لامين صال سنة 1951 بكاولاك، وهو المؤسس للدار الأفريقية للشعر الدولي، ويترأس مسار البينالي الدولي للشعر في دكار عاصمة السنغال . كما فاز سنة 1991 بجائزة إشعار اللغة والآداب الفرنسية التي تمنحها الأكاديمية الفرنسية. وقام بنشر عدة أنطولوجيات شعرية ترجمت إلى عدة لغات. وفي أكتوبر 2008 كتب عدة قصائد عن أرثور رامبو حين كان مقيما في "دار رامبو" بمدينة شارلفيل - ميزيير كبرى العواصم العالمية في الشعر.

مدخل حديقة تشيكايا أوتامسي بأصيلة

ومازال أمادو لامين صال يكتب قصائده بأسلوب الشعر الحر، بعلامات قليلة. وتشكل قصائده جزء من برنامج الدراسات الجامعية في العالم، كما أن كتاباته كانت موضوع أطروحات جامعية. ومن أهم أعماله "نعناع الشفق" (1979) و"مثل جبل جليدي يلتهب" (1982) و"المرأة البائسة والتائهة أو المستأجرة من العدم" (1988) و"كاماندالو" (1990) و"النبي أو القلب بأدي الخبز" (1997) و"أوديس عارية" (1998) و"عروق برية" (2001) و"لون النشوة" (2005) و"حلم بامبو" (2010).

يشار إلى أن الشاعر الكونغولي الراحل تشيكايا أوتامسي، الذي تسمت به الجائزة، كان اكتشف مدينة أصيلة المغربية بمناسبة تأسيس المنتدى الثقافي الأفريقي -العربي سنة 1981، فأغراه الموسم فأصبح خلال ثمان سنوات حتى وفاته سنة 1989 أكثر المشاركين وفاء.

وفي جنازة هذا الشاعر الكبير التي، أقيمت على مستوى وطني، كان محمد بن عيسى، وزير الثقافة حينئذ، الوزير الوحيد الآتي من بلد أفريقي للمشاركة في تشييع جنازة صديقه. فقرر يومذاك إنشاء جائزة للشعر الإفريقي لتكريم ذكرى هذا الشاعر الأفريقي الوفي.

وكان أوتامسي قد كتب عن أصيلة: "هي مدينة. الفن سيد مصيرها، وسيد شارعها. تولد رغبة عارمة في أن تتحول الحياة إلى عيد يحتفى به في كل وقت. ولجميع الأسباب. أصيلة أحبها حبا هو الهيام. أصيلة، لا أتوقف عن الرجوع إليها واستعادة مذاق السكينة والصبر. بلدة سرعان ما تعرف خفاياها مثل قلب تحبه، مع ذلك لا تتوقف عن التماس الدليل على أنك ما زلت محبوباً. والبرهان في ضوء جدرانها الكلسية البيضاء. الشمس تعطيها مذاق الحلوى. هنا تحس شهوة عارمة للحياة، تشتهي أن تكون قطة تطلب لطف الملامسة. جدران أصيلة نشيد هامس للأيدي التي شكلتها".

وتمنح "جائزة تشيكايا أوتامسي للشعر الإفريقي" كل ثلاث سنوات وتعلن في أصيلة، في حديقة صغيرة محاذية للسور قرب بوابة المدينة،حيث كان يحلو للشاعر الكونغولي الراحل أن يتمتع بغروب الشمس. تحمل الحديقة، اليوم، اسمه، كما ينهض فيها نصب حجري حرفت عليه إحدى قصائده.