بعد خروج إيران رسميًا من دائرة العقوبات الدولية على خلفية برنامجها النووي، تسارع الدول الأوروبية إلى استطلاع آفاق التعاون وعقد الصفقات مع طهران، لا سيما في مجالات النفط والغاز والطاقة.
&
إعداد عبد الإله مجيد: قرر الاتحاد الاوروبي ارسال مسؤولين الى ايران في اوائل شباط (فبراير) المقبل لاستطلاع العلاقات في مجال الطاقة، ونقلت وكالة رويترز عن مفوض الطاقة ميغيل ارياس كانيتي قوله إن رفع العقوبات التجارية والمصرفية سيتيح لدول الاتحاد الاوروبي استئناف التعامل مع ايران، وان المحادثات ستتركز على امكانية التعاون في مجالات الطاقة النووية والنفط والغاز والطاقة المتجددة واستخدام الطاقة بكفاءة.&
&
وجاء قرار الاتحاد الاوروبي بعدما اعلنت مفوضة السياسة الخارجية فيدريكا موغريني في بيان مشترك مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف "ان ايران نفذت التزاماتها" بموجب الاتفاق النووي وتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبأن ايران تنفذ بنود الاتفاق الخاصة بتفتيش منشآتها النووية.&
&
إنفتاح على التعاون
&
وجاء في البيان المشترك "أن هذه رسالة مشجعة وقوية بأن المجتمع الدولي يجب ان يضع نصب عينيه جهودنا لجعل العالم مكانًا أكثر امانًا"، وفي رسالة منفصلة قالت موغريني ان "يوم التنفيذ" يوم "سار لاوروبا والمجتمع الدولي" وان التطور الجديد يأتي "لمصلحة أمان المنطقة وأمنها، وكذلك أمان اوروبا وأمنها".&
&
واكدت موغريني ايضًا ان الاتحاد الاوروبي "منفتح على التعاون والعمل المشترك والاستثمار والنشاط التجاري"، مشيرة الى "ان الاوروبيين على الأخص الذين كانوا دائما موجودين في ايران قبل فرض العقوبات سيعملون على هذا التحدي للتعاون" مع ايران.&
&
وسيكون احد الأهداف الرئيسية للاتحاد الاوروبي بناء "ممر الغاز الجنوبي" لنقل الغاز من ايران الى انبوب عبر الأراضي التركية وجنوب اوروبا بديلاً عن الغاز الروسي. &
&
تسابق
&
كما ستتسابق دول الاتحاد الاوروبي على الفوز بعقود في سوق ايران المفتوحة وخاصة النفط الايراني، وفي هذا الاطار ارسلت شركة توتال الفرنسية وشركة شل البريطانية - الهولندية مسؤولين الى طهران فور رفع العقوبات لاجراء محادثات مع نظرائهم الايرانيين، فيما تتجه شركة ايني الايطالية ايضًا الى عقد اتفاقيات للاستثمار في ايران.&
&
وقال كلوديو ديسكالزي رئيس ايني "ان ايران تحتاج الى استدراج 150 مليار دولار للتنمية" في السنوات الأربع أو الخمس المقبلة، كما تطمح المانيا، اكبر الاقتصادات الاوروبية، بحصة من السوق الايرانية. وقال زيغمار غابريل نائب المستشارة الالمانية انجيلا ميركل إن رفع العقوبات "فرصة لفتح صفحة جديدة في العلاقات الاقتصادية الالمانية - الايرانية". &
&
وكان غابريل زار طهران في خريف العام الماضي وسيرعى مؤتمرًا اقتصاديًا مع وزير الاقتصاد الايراني علي طيب نيا في ايار (مايو) المقبل، وفي نهاية كانون الأول (يناير) الحالي سيزور الرئيس الايراني حسن روحاني كُلاً من فرنسا وايطاليا، ويتضمن برنامجه زيارة إلى مقر شركة ايرباص الاوروبية لصناعة الطائرات، فيما قال دبلوماسي فرنسي لصحيفة لوفيغارو "ان عقودًا ستوقَّع" خلال هذه الزيارة.

&