إيلاف من لندن: قال مصدر في أوبك لرويترز الأربعاء إن أوبك توصلت إلى اتفاق في شأن أول خفض لإنتاج النفط منذ 2008. أضاف: "الاتفاق يتماشى مع ما تم التوصل إليه في الجزائر في سبتمبر الماضي".

وكانت الجزائر العضو في أوبك تقترح تحديد سقف جديد للإنتاج عند 32.5 مليون برميل يوميًا، مقارنة بنحو 33.6 مليون برميل يوميًا في الوقت الحالي. والنقاش لا يزال جاريًا في ما يتعلق باقتراحات تتعلق خفض انتاج العراق.

موقف انتهازي

يبدو أن أوبك نجحت ولو جزئيًا في انقاذ ما يمكن انقاذه، وكانت الأسواق تتطلع إلى تخفيض مقداره 1.5 مليون برميل يوميًا، لكن في اللحظات الأخيرة تم الاتفاق على تخفيض بواقع 1.2 مليون برميل يوميًا إلى 32.5 مليون برميل، وهذا سيوقف نزيف الأسعار، وقد يدفعها باتجاه خمسين دولاراً للبرميل فما فوق. ويبدو أيضًا أن الاجتماع لم ينتهِ رسميًا ولم يتم الاعلان عن التخفيض بشكل رسمي.

أعلنت روسيا أنها لن تشارك في اجتماعات اوبك في فيينا، وقال ألكسندر&نوفاك وزير الطاقة الروسي إن موسكو على استعداد لأن تتعاون في تجميد الانتاج البالغ فوق 11 مليون برميل يوميًا، أي تجميد الانتاج في أعلى مستوياته. وللالتفاف على اي التزام بتخفيض الانتاج، قال نوفاك إن روسيا ستلغي زيادة انتاجية مخطط لها مسبقًا والبالغة 200 إلى 300 ألف برميل يوميًا. هذا تنصل صريح وتهرب من المسؤولية، أي أن روسيا ستستفيد من انتعاش الأسعار من دون التضحية ببرميل واحد من التخفيض.

السعودية متفائلة

قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قبيل الاحتماع إن أعضاء المنظمة المجتمعين في فيينا يقتربون من التوصل إلى اتفاق حول إنتاج النفط، معتبرًا أن اجتماع اليوم حاسم لـ "أوبك".

أضاف الفالح، بحسب رويترز، أن اتفاق "أوبك" يحتاج إلى آلية مناسبة، وأن المملكة منفتحة على التخفيضات المقترحة في الإنتاج، واصفًا الخيارات المطروحة بالمقبولة، وإذا تم التوافق في "أوبك" بحسب الأسس والمبادئ التي وضعتها المملكة، "ستعود السوق إلى التوازن بشكل أسرع، كما أن الإتفاق سيحدث طمأنة في أوساط المستثمرين، غير أن الفرق الزمني بين أثر التوصل لاتفاق وعدمه يتراوح بين 6 أشهر وسنة، وهو ما تملك السعودية القدرة على تحمله".

وتوقع وزير الطاقة السعودي تعافيًا بطيئًا للسوق في حال لم تتوصل "أوبك" لاتفاق، لكنه لفت إلى أن العوامل الأساسية للسوق تمضي في الاتجاه السليم، إلا أن انتظار تعافيها من تلقاء نفسها "ليس نتيجة".

استعادة الصدقية

في هذا السياق، قالت بلومبيرغ إن "أوبك" استعادت صدقيتها بالموافقة على أول تخفيض لإنتاج النفط في 8 سنوات. واشارت إلى ما قاله أحد الوفود المشاركة في الاجتماع إن المنظمة ستخفض الانتاج بواقع 1.2 مليون برميل يوميًا.

وكان رد فعل السوق ايجابياً، حيث واصلت أسعار النفط مكاسبها لتقفز أكثر من 7 في المئة فوق مستوى 49 دولارًا لبرميل خام برنت. واجتازت الأسعار حاجز 50 دولاراً للبرميل، حيث ارتفعت اسعار النفط، الاربعاء، بشكل متزايد مع بدء اجتماع "أوبك" ليتجاوز مزيج برنت 50 دولارًا بعد سلسلة تداولات مضطربة بين الارتفاع والهبوط شهدتها السوق خلال الاسبوع الحالي. وبحلول منتصف النهار، ارتفع سعر مزيج برنت في المعاملات الآجلة تسليم شهر فبراير 2.71 دولار أو ما يوازي 5.51 دولارات إلى 50.3 دولارًا للبرميل.

وبعد أسابيع من المحادثات التي سادها التوتر بين السعودية وايران والعراق، تمت إزالة العوائق والخلافات حول تقاسم عبء تخفيض الإنتاج والذي سيحدث للمرة الاولى&منذ عام 2008، وتم السماح لإيران رفع انتاجها إلى 3.9 ملايين برميل يوميًا.&

توقعات متشائمة

الجدير بالذكر أنه بعد اتفاق الجزائر المبدئي، ارتفعت الأسعار إلى 53 دولارًا للبرميل، لكنها تراجعت بنسبة 20 في المئة على خلفية توقعات متشائمة مفادها أن "أوبك" ستفشل في التوصل إلى اتفاق، حيث استقرت الأسعار نهاية الاسبوع الماضي على 47 دولارًا لمزيج برنت القياسي.

من المؤكد أن السعودية والدول الأخرى تحتاج إلى أسعار عالية كي تتغلب على المصاعب الاقتصادية التي تواجهها. كما أن الدول النفطية والشركات الانتاجية قلّصت ميزانيات الاستثمار في التكنولوجيا والتنقيب والاكتشاف بمئات المليارات من الدولار، وهذا سيخلق متاعب في المستقبل، ويسبب تراجعًا حادًا في الإنتاج ونقصاً في الامدادات. السعودية لا تريد الاستمرار بلعب دور المنتج الترجيحي وتتحمل عبء تخفيض الانتاج او زيادته بمفردها.&

من جهة أخرى، أشارت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها السنوي الى أن الطلب العالمي على النفط الذي بلغ 92.5 مليون برميل يوميًا خلال عام 2015 سيرتفع إلى 120 مليون برميل يوميًا بحلول 2040.