رضخت حكومة إقليم كردستان لتصاعد الاحتجاجات التي يشهدها الإقليم وتقديم ضباط شرطة وموظفين استقالات جماعية رفضًا لتخفيض رواتبهم، فقررت اليوم إعادة النظر في تخفيض الرواتب ومقدار الإدخار منها.. فيما أعلن في بغداد عن تحرير مدينة الرمادي الغربية بالكامل، وفتح طريقها العام إلى العاصمة.

&
أسامة مهدي: أعلنت وزارة المالية والاقتصاد في حكومة اقليم كردستان أنها قررت وقف العمل بجدول رواتب المؤسسات والدوائر الحكومية في الاقليم لشهر كانون الثاني (يناير) الحالي، وعن قيام الادارات والمؤسسات الحكومية بتهيئة قوائم جميع موظفيها وفق نظام وقتي، وطالبت بأن يراجعوا المراكز المعنية لاستلام الرواتب بحسب نسبة الإدخار المحددة.
&
كما قررت الوزارة الاستمرار في مراجعة جدول نسبة الادخار (الوقتي) الجديد في رواتب الموظفين &للاشهر المقبلة لجعل الجدول أكثر ملائمة، ولكي يكون في مصلحة الموظفين، الذين وقع عليهم الثقل الاكبر في الجدول.
&
من جهته قرر اجتماع اللجنة العليا لمواجهة الازمة المالية، الذي عقد اليوم، باشراف رئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني، اجراء مراجعة لنسبة ادخار رواتب الموظفين، وتغيير ترتيب الوزارات في عملية توزيع الرواتب. وقال وكيل وزارة المالية والاقتصاد رابر صديق "قررنا وقف العمل بجدول الرواتب، الذي أعلناه لهذا الشهر، وسيتم توزيع الراتب على الوزارة، التي ترسل قوائم جميع دوائرها قبل غيرها، وسيعمل بهذا النظام شهرياً".
&
وأضاف أنه "تقرر خلال الاجتماع ايضا، اجراء مراجعة لنسبة ادخار الرواتب بما يتلاءم مع عائدات اقليم كردستان ومع معيشة الموظفين، خاصة الذين وقع عليهم الثقل الاكبر في الجدول"، كما نقلت عنه وكالة "رووداو" الكردية، في تصريح اطلعت على نصه "إيلاف". وقد تطرق اجتماع الحكومة الى حركات الاحتجاج، التي نظمها منتسبو شرطة المرور ووزارة الداخلية، التي طالب وزيرها كريم سنجاري بمراجعة نسب الادخار في رواتب منتسبي وزارته.
&
وكانت حكومة اقليم كردستان اعلنت عن نظام جديد لتوزيع الرواتب من اجل تخطي الازمة المالية، يتم بموجبه ادخار رواتب الموظفين المدنيين بنسبة تتراوح بين 15و75%، الى حين معالجة الازمة، الامر الذي لاقى ردود فعل رافضة.
&
احتجاجات وإضرابات واعتصامات غاضبة
جاءت هذه القرارات الحكومية بعدما اعلن العشرات من ضباط الشرطة والموظفين في ادارات خدمية في مدينة السليمانية الشمالية مقر الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني اليوم الثلاثاء استقالاتهم رفضًا لقرار حكومة اقليم كردستان بخفض الرواتب، متهمين الحكومة بعدم الجدية في معالجة الازمة المالية الخانقة التي تضرب الاقليم.
&
كما هدد مهندسون وفنيون في مديريتي كهرباء السليمانية وحلبجة باستقالات مماثلة. وقالوا في بيان الثلاثاء ان الأزمة المالية التي يعانيها إقليم كردستان جاءت نتيجة عدم وجود أية تخطيط لحلها خلال السنوات الماضية.. مؤكدين انها تسعى الى معالجة أزمتها المالية على حساب الموظفين، ورفضوا قرار خفض الرواتب.. وانذروا حكومة الاقليم حتى الرابع عشر من الشهر الحالي لإعادة النظر في قرارها، وبعكسه سيقومون بقطع الطاقة الكهربائية عن جميع مرافق الاقليم.
&
على الفور عقدت اللجنة العليا لمواجهة الازمة المالية في الاقليم اجتماعا، ناقشت خلاله موضوع توزيع رواتب الموظفين واعتصام أفراد من قوات الشرطة وشرطة المرور احتجاجًا على خفض رواتبهم بنسب تتراوح بين 15 و75 بالمائة. &
&
وكان المدرسون في مدينة السليمانية اول من بدأ بالاضراب قبل نحو اسبوعين احتجاجًا على عدم دفع رواتبهم منذ ايلول (سبتمبر) الماضي، وفي مدينة اربيل عاصمة الاقليم سلم الاطباء مذكرة احتجاج الى مجلس الوزراء ووزارة الصحة، قالوا فيها "نحن اطباء محافظة اربيل منذ فترة وحقوقنا مهضومة في وقت نحن نناضل من اجل الاستمرار في تقديم الخدمات الى قوات البيشمركة وعائلاتهم وعائلات البيشمركة وجميع المواطنين". وطالبوا بصرف الرواتب بشكل كامل على غرار قوات البيشمركة وقوات الامن.. وهددوا باعلان الاضراب العام ان لم تستجب الحكومة لمطالبهم.
&
ويقوم الأكراد بتصدير النفط من حقول كركوك التي تسيطر عليها قوات البيشمركة، ومن حقول اخرى في الاقليم، عبر ميناء جيهان التركي بصورة مستقلة وخلافًا لرغبة الحكومة الاتحادية. وتعتمد حكومة اقليم كردستان لتمويل مؤسساتها على بيع النفط، الذي هبطت اسعاره بشكل حاد، لتصل الى نحو عشرين دولارًا للبرميل الواحد.&
&
ويعاني إقليم كردستان من أزمة مالية حادة، إذ لم تتمكن حكومته من دفع متأخرات رواتب موظفيها منذ شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، حيث يعزو مسؤولو الإقليم الأزمة المالية إلى تراجع أسعار النفط والمشاكل العالقة بين بغداد وأربيل بشأن ملفات النفط والموازنة والحرب ضد "داعش" وإيواء اكثر من مليون ونصف المليون نازح ولاجئ عراقي وسوري.
&
وكانت القوات العراقية استعادت السيطرة امس على منطقة جويبة في ضواحي مدينة الرمادي، التي كانت سيطرت عليها في نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي وطردت منها مقاتلي داعش.. وتبعد جويبة حوالى عشرة كيلومترات من مركز مدينة الرمادي، التي استعيدت بعد معارك قادتها قوات النخبة العراقية المتمثلة في جهاز مكافحة الارهاب.
&
وباشرت القوات العراقية عمليات تفتيش للمنازل والمباني الحكومية بحثًا عن دواعش قد يكونون مختبئين. وتواصل القوات الامنية تقدمها لاستعادة السيطرة على منطقة حصيبة، آخر المناطق التي يسيطر عليها التنظيم "الارهابي" في ضواحي الرمادي.
&
تحرير الرمادي بالكامل وفتح طريقها العام الى بغداد
هذا وأعلن في بغداد اليوم عن تحرير مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار الغربية بالكامل، وفتح طريقها العام الى بغداد. واعلنت خلية الاعلام الحربي الثلاثاء عن تحرير جميع محاور مدينة الرمادي من سيطرة تنظيم "داعش". وقالت إن القوات المسلحة من قوات جهاز مكافحة الاٍرهابة والفرقتين التاسعة والثامنة وشرطة الانبار والحشد الشعبي خاضوا معركة شجاعة استبسلوا خلالها بالقتال، ولقنوا عصابات داعش دروسا لن تنسى، واذاقوهم مر الهزيمة وتمكنوا من تحرير مناطق شرق الرمادي، وحققوا التماس مع قوات فرقة الرد السريع.
&
وأضافت ان العمليات اسفرت عن تحرير مناطق السجارية وجويبة وحصيبة الشرقية والمناطق المحيطة بها.. موضحة ان القوات تتقدم الان لمطاردة عناصر داعش المهزومين، وتمكنت من فتح طريق الرمادي - بغداد المار عبر الخالدية.
&
واكدت الخلية قائلة إن النصر تحقق وتحررت الرمادي، موضحة ان تعاون المواطنين في تقديم المعلومات عن عصابات داعش وعناصره كان له الاثر الكبير في تحقيق النصر.
&
&