نصر المجالي: أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي أن بريطانيا تعتزم الانفصال تماما عن الاتحاد الأوروبي، وعدم اللجوء "لأي خيار يخلفنا جزئيا ضمن الاتحاد وجزئيا خارجه"، وأضافت أن بريطانيا ستشكل "شراكة جديدة متساوية" مع أوروبا.

وقالت ماي في خطاب لها، الثلاثاء، إن بريطانيا "لن تتمسك بأجزاء من العضوية" ولن تسعى إلى عضوية جزئية أو مشاركة بالكتلة. وكان البريطانيون صوتوا في استفتاء في يونيو لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي.

ويتطلب أمر الانسحاب من الاتحاد الأوروبي تفعيل المادة 50 من معاهدة ليشبونة ثم تبدأ مفاوضات تستمر لمدة عامين، ما يعني أن الخروج الفعلي لبريطانيا لن يبدأ قبل مطلع العام 2019.

وفي أول رد فعل، قال رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك إن خطاب ماي بشأن الانسحاب من الاتحاد "أكثر واقعية على أقل تقدير"، مضيفا أن الدول الأعضاء السبع والعشرين الأخرى لا تزال متحدة ومستعدة للتفاوض بعد المادة 50، في إشارة إلى المفاوضات المقرر أن تبدأ عندما تعلن ماي رسميا انسحاب بريطانيا بموجب المادة 50 من معاهدة الاتحاد الأوروبي".

مبادىء الخروج

وعرضت رئيسة الوزراء البريطانية، اليوم الثلاثاء المبادئ، التي ستسير بمقتضاها المملكة المتحدة للانسحاب من الاتحاد الأوروبي. وقالت إن بريطانيا ستخرج بعد هذه المرحلة من التغيير "أقوى، وأكثر عدلاً وأكثر اتحاداً، من أي وقت مضى".

وأعلنت ماي أن البرلمان البريطاني سيتمكن من التصويت على أي اتفاق نهائي بشأن خروج البلاد من الإتحاد الأوروبي (بريكست)، في أعقاب ضغط من البرلمان ليكون له كلمة أكبر في عملية الخروج.& وقالت ماي "استطيع ان اؤكد اليوم ان الحكومة ستطرح الاتفاق النهائي للتصويت عليه في البرلمان بمجلسيه قبل ان يتم العمل به". &

تحذير

وحذرت رئيسة الحكومة البريطانية من فرض اية اجراءات عقابية وقالت ان ذلك سيكون "عملا كارثيا ينتج عنه الحاق الاذى بالذات". واضافت ان "عدم حصول بريطانيا على اتفاق هو افضل من حصولها على اتفاق سيئ". &

وأعلنت& في خطابها حول بريكست ان بريطانيا تريد اتفاقا جمركيا جديدا مع الاتحاد الاوروبي. وقالت ماي "اريد اتفاقا جمركيا جديدا مع الاتحاد الاوروبي" مضيفة انها "منفتحة" على كيفية التوصل اليه وانها تريد "رفع اكبر قدر ممكن من العراقيل امام التجارة

وأكدت رئيسة الحكومة على أن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيتيح لبريطانيا عقد شراكات جديدة في العالم، مع بلدان مثل الصين وبلدان الكومنولث والولايات المتحدة الأميركية. واعدة بأن تتحول بلادها إلى "دولة تجارية عالمية"، لا تقتصر على الشراكات داخل الحدود الأوروبية.

السوق الاوروبية

وشددت رئيسة الوزراء البريطانية أن الانسحاب من الكتلة الأوروبية يعني الخروج أيضاً من السوق الأوروبية الموحدة، لأن بلادها ترغب في "فرض ضوابط على أعداد المهاجرين" الواصلين إليها.

وكررت ماي رغبتها في إقامة شراكة تجارية جديدة مع الاتحاد الأوروبي، قائلةً : "نحن نغادر الاتحاد الأوروبي لكننا لن نغادر أوروبا. لذا نطمح إلى إقامة شراكة منصفة بين بريطانيا مستقلة وسيادية وعالمية، وبين أصدقائنا وحلفائنا في الاتحاد الأوروبي".

وعن طبيعة الشراكة مع الأوروبيين أضافت ماي : "لا نريد عضوية جزئية ضمن الاتحاد الأوروبي، أو عضوية تشاركية مع الاتحاد الأوروبي، أو أي شيء يبقينا في منزلة، ما بين داخل وخارج، الاتحاد الأوروبي".

تجارة حرة

وأعربت ماي عن أملها باتفاقية تسمح بالتجارة الحرة بالسلع والخدمات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، وتتيح للشركات البريطانية الحرية القصوى، في التجارة والعمل داخل الأسواق الأوروبية والسماح للأعمال الأوروبية فعل الأمر ذاته في بريطانيا.

وكانت مسألة الهجرة من بين المواضيع الأساسية التي تطرقت اليها تيريزا ماي في خطابها، نظراً لأهمية هذه المسألة بالنسبة للمواطن البريطاني. فمعظم البريطانيين الذين صوتوا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، أظهروا تذمراً من كثرة المهاجرين على أرضهم، تحديداً الواصلين من بلدان أوروبا الشرقية.

وقالت رئيسة الحكومة البريطانية في هذا الصدد : "نحن دائماً بحاجة للهجرة، خصوصاً هجرة أصحاب المهارات العالية. ونريد الهجرة من أوروبا، وسنرحب دائماً بالأفراد المهاجرين كأصدقاء لنا. لكن رسالة الشعب كانت واضحة، ما قبل وخلال حملة الاستفتاء : البريكسيت يجب أن يضمن ضبط عدد الأشخاص الواصلين إلى بريطانيا من أوروبا. وهذا ما نسعى إليه".

الأمن الأوروبي

وتطرقت ماي إلى مسألة الأمن على المستوى الأوروبي، مؤكدة استمرار بلادها في العمل مع الشركاء الأوروبيين لمواجهة التهديدات الأمنية ومكافحة الإرهاب، وقالت: "في الوقت الذي نواجه فيه جميعنا تهديداً حقيقياً من أعدائنا، فإن مقدرات الاستخبارات البريطانية الفريدة من نوعها ستكمل في المساعدة للحفاظ على أمن الناس في أوروبا من الإرهاب".

وعن التهديدات الأمنية على الحدود الأوروبية، تحديداً مخاوف بلدان أوروبا الشرقية من الطموحات التوسعية للاتحاد الروسي، قالت ماي "في وقت تنامي القلق حول الأمن في أوروبا، فإن جنود وجنديات بريطانيا، المتمركزين في الدول الأوروبية، مثل أستونيا وبولندا ورومانيا، سوف يكملون أداء واجبهم"

المفوض الأوروبي&

وإلى ذلك، قال ميشيل بارنييه المفوض الأوروبي المسؤول عن محادثات انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء إن سلاسة مفاوضات خروج بريطانيا من التكتل شرط لعلاقات جيدة بين لندن والاتحاد في المستقبل.

وكتب بارنييه على موقع (تويتر) بعدما أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي المزيد من تفاصيل خطة الانفصال "الاتفاق على خروج منظم شرط للشراكة المستقبلة. أولويتي التوصل للاتفاق الصحيح للدول السبع&والعشرين الأعضاء".

وقال إنه مستعد لبدء المفاوضات وهو ما قالت ماي إنها ستفعله بحلول نهاية مارس عن طريق تقديم إخطار رسمي لمقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل بعزم بريطانيا على الانفصال.

وخلص بارنييه إلى القول: "نحن مستعدون ما أن تستعد بريطانيا. مجرد الإخطار يمكن أن يطلق المفاوضات".