وصف الاقتصادي الأمريكي الحائز على جائزة نوبل، جوزيف ستيغليتز، أي محاولة لبريطانيا للتفاوض بشأن إبرام صفقات تجارية مع الولايات المتحدة في عهد ترامب بـ "مضيعة للوقت".

وقال ستيغليتز، في تصريحات لبي بي سي، إنه لا يتعين على بريطانيا استخدام "مواردها الشحيحة" في مساعيها الرامية لإبرام اتفاقات لمرحلة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وفي وقت سابق، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنه يعمل على إبرام "صفقة تجارية كبيرة" مع المملكة المتحدة.

وقال ستيغليتز إنه لا يجب على بريطانيا أن تثق في تصريحات ترامب بشأن الصفقات التجارية.

وفي حديثه لبي بي سي، الجمعة، قال ستيغليتز، الذي يشغل كذلك كبير الاقتصاديين في البنك الدولي، إنه يعتقد بأن ترامب "سيتحدث عن إبرام صفقة" كبيرة.

وشكك في أن يحظى أي شيء يتفاوض عليه ترامب بـ "دعم كبير في الكونغرس".

وفى يوليو/ تموز، توجه وزير التجارة الدولية البريطاني، ليام فوكس، إلى واشنطن لبحث إمكانية عقد صفقات تجارية.

وكان فوكس يسعى لإبرام صفقة لتعزيز التجارة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة على أن تدخل حيز التنفيذ عند مغادرة المملكة المتحدة الكتلة الأوروبية.

غير أن الرئيس ترامب، أكد رغبته في علاقات تجارية أقل سخاء مع الدول والكتل التجارية الأخرى.

ويريد ترامب التفاوض بشأن اتفاق التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا)، وهو الاتفاق الذي أدى إلى تقليص كبير للحواجز أمام حركة التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.

ويخشى خبراء من إمكانية استعداد إدارة ترامب للالتفاف حول قواعد منظمة التجارة العالمية وفرض قيود جديدة أمام الواردات بعيدا عن قواعد المنظمة الدولية.

"محكوم عليها بالفشل"

وردا على سؤال حول ما إذا كان على بريطانيا أن تثق في الرئيس ترامب عندما يتعلق الأمر بالتفاوض بخصوص الصفقات التجارية، قال ستيغليتز: "لا، أعتقد بأن التفاوض معه سيكون مضيعة للوقت".

وأضاف: "إذا نظرتم إلى ما يقدمه في التفاوض حول اتفاق نافتا ستشعرون مدى الوقت الذي سيضيع".

وتابع: "لقد اقترح أن تكون نافتا لمدة خمس سنوات".

ومضى قائلا: "الأعمال التجارية لا يمكنها أن تستمر في جو من الثقة يُبنى على إبرام اتفاق كل خمس سنوات، ومن السخف أن الكتل التجارية التي دعمته كثيرا تضاءلت بصورة وقالت إن الأمر محكوم عليه بالفشل".

وأضاف: "نظرا للعقبات التي تواجهها بريطانيا في التفاوض مع الاتحاد الأوروبي... أعتقد بأنه سيكون مضيعة للوقت إذا استخدامتَ مواردك الشحيحة في محاولة للتوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة".