بيروت: وجه وزير الصناعة اللبناني حسين الحاج حسن ومسؤولون ورجال اعمال سوريون، في مؤتمر صحافي عقد في في بيروت الخميس، دعوات الى الشركات والمستثمرين المحليين للمشاركة في اعادة اعمار سوريا عند انطلاقها في المرحلة المقبلة.

وخلال مشاركته في مؤتمر عقدته شركة الباشق السورية الخاصة في احد فنادق بيروت للاعلان عن "معرض اعادة اعمار سوريا" المقرر في دمشق في سبتمبر/ايلول المقبل، قال الحاج حسن "اعادة اعمار سوريا تطلقه الحكومة السورية وتقرر كيفية تمويله والاستعداد له وادارة المناقصات".

واضاف الوزير الذي يمثل حزب الله في الحكومة اللبنانية "لكن هدفي الشخصي من المشاركة هنا(..) هو تحفيز الشركات اللبنانية والمستثمرين اللبنانيين على استمرار التواصل مع القطاعين العام والخاص السوريين لنبقى حاضرين" للمشاركة في اعادة الاعمار.

وقال ان "اعادة الاعمار ستعتمد الى حد كبير على المرافئ اللبنانية وخصوصا مرفأي بيروت وطرابلس (شمالا)، وعلى المناطق اللبنانية (الحدودية) الشمالية والشرقية لناحية التجارة والترانزيت وحضور الشركات وسوى ذلك".

ويملك لبنان حدوداً طويلة من الجهتين الشمالية والشرقية مع سوريا التي كانت تعد بوابة عبور للصادرات اللبنانية وللسياح الوافدين الى لبنان، قبل ان يندلع النزاع الذي انعكس سلباً على الاقتصاد اللبناني.

وتنقسم القوى السياسية في لبنان ازاء الحرب في سوريا بين داعم للرئيس السوري بشار الاسد وعلى رأسها حزب الله الذي يقاتل الى جانب دمشق منذ العام 2013، وبين معارض له وعلى راسها تيار المستقبل الذي يترأس رئيسه سعد الحريري الحكومة اللبنانية الحالية.

وتسبب النزاع الذي تشهده سوريا منذ منتصف اذار/مارس 2011 بمقتل اكثر من 320 الف شخص وألحق دماراً هائلاً في البنى التحتية وكافة القطاعات الخدمية في البلاد.

وقدر الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع وكالة انباء روسية في مارس/اذار الماضي كلفة الأضرار التي خلفتها الحرب منذ العام 2011 بأكثر من مئتي مليار دولار.

وقال ممثل وزارة الاشغال السورية فداء يوسف لوكالة فرانس برس على هامش المؤتمر "جئنا لندعو الجميع من الاصدقاء والمحبين والاشقاء للذهاب الى سوريا والتعرف على افاق الاستثمار خصوصا في المرحلة المقبلة".

واعتبر ان "الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري تعزز حالة التعافي وتنعكس بكثرة الوفود التي تأتي الى سوريا" لكنه شدد على ان المساهمة في اعادة الاعمار "لن تكون متاحة لمن شارك في تدمير سوريا ودعم الارهاب". 

ولطالما كرر الاسد ان المشاركة في اعادة اعمار سوريا ستكون حكراً على حلفائها الذين قدموا لها الدعم منذ اندلاع النزاع.

وقال رجل الاعمال السوري ومدير عام الشركة المنظمة للمؤتمر تامر ياغي ان لبنان يشكل لسوريا "البوابة الوحيدة الى العالم اذا احسن رجال الاعمال اللبنانيون استثمار هذه الفرص" مؤكدا الحاجة الى الاستفادة من "تجربة شركات المقاولات اللبنانية بعدما اكتسبت خبرة في الحرب" ومن الصناعات الناجحة والخبرات في مجالات المصارف والتأمين.

وفي ضوء اقفال دول اوروبية وغربية وعربية سفاراتها في سوريا، قال ياغي "نحن بحاجة الى السوق اللبناني لوجود سفارات عدة ليس لديها مانع للتواصل مع سوريا عن طريق طرف ثالث يفضل ان يكون لبنانياً".