القدس: قال الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية الاربعاء إن الدور الاميركي المتراجع في ظل الرئيس دونالد ترمب يشكل أكبر تهديد للأمن في العالم.

وكان جون ساورز الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات (ام آي 6) يتحدث أمام مؤتمر أمني يعقد في هرتسيليا قرب تل أبيب في إسرائيل.

واضاف ان "أكبر تهديد يواجهه العالم هو كيف يمكننا جميعا التاقلم مع الانسحاب التدريجي لقيادة اميركية مسؤولة وشبكة التحالفات التي تقيمها اميركا مع اوروبا، ومع دول اسيا، ونموذج التحالفات والشراكات التي كانت لديها في هذه المنطقة".

وأضاف ساورز أن ذلك سيكون له "تاثيرات مدمرة كبيرة ولا احد يعمل على التكيف معه".

وتابع ان هذا "يترك حاليا تاثيرا كبيرا في عالم الامن، واعتقد أن اكبر تهديد الان يكمن في كيفية التاقلم مع ذلك -- تصرفات الدول الأخرى التي تحاول استغلال ما يحدث-- ما يشكل اكبر خطر على العالم".

ومنذ توليه منصبه في يناير الفائت، تعهد ترمب إلغاء قرارات الرئيس السابق اوباما باعادة العلاقات مع كوبا، معيدا فرض الحظر التجاري الأميركي على كوبا، كما شدد اجراءات سفر الاميركيين إلى الجزيرة.

وخلال زيارته بروكسل في مايو، صدم ترمب حلفائه من القادة الاوروبيين واعضاء فريقه للسياسة الخارجية حين حذف سطرا من خطابه يؤكد الدعم الاميركي للامن الجماعي للحلف الاطلسي.

ومطلع الشهر الحالي، اثار ترمب غضب شركاء واشنطن في مجموعة السبع بعد قراره الانسحاب من اتفاق باريس لمكافحة التغيرات المناخية الموقع عام 2015.

وأشار ساورز إلى أن هجمات الشعبويين ضد العولمة أدت إلى تغييرات عميقة في سياسة الغرب.

وقال ساورز الذي سبق وان شغل منصب سفير بلاده لدى الامم المتحدة "لدي تحفظات عميقة حيال ترمب كرئيس للولايات المتحدة". 

وتابع "لكنني لا أعتبره سببا لتلك المشكلات، انما نتيجة للتغييرات في المجتمع الاميركي وارادة اميركا في الاحتفاظ باعباء العالم كما كانت تفعل خلال السبعين عاما المنصرمة".

وعزا ساورز الاسباب الكامنة وراء ذلك الى عدم نجاح "المجازفات" العسكرية في العراق وافغانستان والازمة المالية العالمية.