«إيلاف» من لندن: أشارت ايلاف في تقرير تحليلي عن التوقعات "للغاز والنفط لعام 2018" في 20 ديسمبر 2017 الى تنبؤات تجار العقود الآجلة أن سعر البرميل النفطي سيصل الى 80 دولار للبرميل خلال عام 2018. 

ويبدو ان هذه التوقعات لم تعد بعيدة المنال في ضؤ التطورات الأخيرة، حيث ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ مايو 2015 خلال تعاملات نهاية هذا الاسبوع المنتهي الجمعة 5 يناير 2018.

والمحرك الرئيس خلف ارتفاع الأسعار هو المخاوف من تعطيل الإمدادات نتيجة للتطورات والاضطرابات في إيران. وكذلك تراجع مخزونات الخام بالولايات المتحدة. حيث أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، إن مخزونات النفط التجارية في الولايات المتحدة هبطت بمقدار 7.4 مليون برميل الأسبوع الماضي، الى 424.46 مليون برميل متجاوزة التوقعات، وهذا 20% أقل من مستويات مارس 2017. ورافق ذلك ارتفاع معدلات التشغيل في مصافي التكرير إلى أعلى مستوى منذ عام 2005.

مزيج برنت يقود حملة الارتفاع 

وتجاوزت اسعار مزيج برنت القياسي في جلسات التداول الأخيرة 68 دولار للبرميل للعقود الآجلة بينما تجاوز سعر خام غرب تكساس الوسيط 62 دولار للبرميل وهذا أعلى مستوى منذ مايو 2015. وساعدت تخفيضات الانتاج النفطي حسب اتفاق "اوبك" مع روسيا ودول أخرى على خفض مستويات التخزين رغم ارتفاع وتيرة الانتاج الأميركي الى ما يقارب 10 مليون برميل يوميا وهو مستوى قريب من مستويات إنتاج كل من روسيا والسعودية. 

وأشارت تقارير اخبارية أن تجار سلعة النفط يعتقدون إن التوترات السياسية في إيران، ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، ساهم في ارتفاع الأسعار رغم ان الاضطرابات في ايران لم تؤثر على الانتاج الايراني. وتتوقع بنوك استثمارية غربية بقاء الامدادات أقل من المعدلات بسبب تخفيضات "اوبك" وشركاؤها حتى نهاية 2018. الا ان تحليلات مجلة "فوربس" للمال والأعمال لا تتوقع استمرار ارتفاع الأسعار بسبب بقاء الانتاج الايراني غير متأثرا بالحوادث الأخيرة وبسبب ارتفاع الانتاج الأميركي وعودة انتاج بحر الشمال لطبيعته بعد خسارة 440 الف برميل يوميا لعدة اسابيع بسبب خراب وانشقاقات في خط انابيب فورتيز. 

على المدى القصير كل الاحتمالات واردة. وحسب أساسيات السوق المرتبطة بالعرض والطلب قد نرى ارتفاعا شاهقا في الأسعار لا سيما اذا شهدنا نمو اقتصادي كبير او تعطيل مفاجيء في الامدادات. ولا يمكن استثناء تطورات مفاجئة قد تؤثر على الأسعار وتدفعها للأعلى. وخير مثال على تطور مفاجيء يؤثر على الطلب والأسعار كان في عام 2004 عندما قّلصت الشركات الصينية اعتمادها على الفحم الحجري كمصدر للطاقة ولجأت للنفط مما أدى الى ارتفاع الطلب على النفط الخام بمقدار 1 مليون برميل يوميا. ولهذا نرى الآن ان تخفيضات "اوبك" وشركاؤها بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا ساعد على استقرار السوق وعودة التوازن. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية التي تأخذ من باريس مقرا لها ان الطلب على النفط الخام عام 2018 قد يكون اقل من عام 2017 بمقدار 0.4 مليون برميل يوميا. ولا يزال هناك قلق ومخاوف بشأن الامدادات من اعضاء "أوبك" ليبيا ونيجيريا وفنزويلا وأيضا احتمال تراجع الطلب على النفط كنتيجة لبطء النمو الاقتصادي.

تطورات هامة ستؤثر على السوق النفطي عام 2018

ونظرة سريعة الى اهم التطورات عام 2017 نجد ان روسيا باتت قوة نفطية عظمى تنافس السعودية والولايات المتحدة وقد نرى المزيد من التعاون والتنسيق بين روسيا والمملكة العربية السعودية خلال عام 2018 وما بعد ذلك.

الصين حسب تقرير في صحيفة "الديلي تلغراف" البريطانية بتاريخ 23 ديسمبر 2018 تعتبر من أهم وأكبر المستوردين والمستهلكين للطاقة. أثبتت الصين في السنوات الأخيرة انها الدينامو المحرّك للطلب على النفط الخام. وما يثير الاهتمام أن الصين تعمل على عقد صفقة مع "أوبك" لتبادل المعلومات والأرقام المتعلقة بالعرض والطلب على النفط مما سيساعد "أوبك" في تحكيم قبضتها على السوق النفطي. ولكن النفط الصخري قد يهدد هذه القبضة. وفي هذه اللحظة مصدر القلق الكبير هو التوتر بين ايران والسعودية حول الحرب في اليمن.