كشف الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" ومجموعة شركاتها في الإمارات أن النمو المتوقع في الاقتصاد العالمي ولا سيما في الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، سيؤدي إلى رفع الطلب على الطاقة إلى مستويات لا يمكن تلبيتها عبر مصدر واحد، وإنما من خلال مزيج متنوع من المصادر. مؤكدا أن الهدف الأساسي لقطاع الطاقة العالمي هو توفير إمدادات آمنة وموثوقة ومستقرة خاصة مع التغيرات التي تشهدها الأسواق وزيادة معدلات استهلاك الطاقة المتوقع أن ترتفع بنسبة 25% بحلول عام 2040.

وتوقع أنه مع نهاية العام الحالي 2018 سيتجاوز الطلب العالمي على النفط وحده 100 مليون برميل يوميا.

زيادة الطلب على الطاقة

وقال الدكتور الجابر في الكلمة التي ألقاها في الدورة الثانية من منتدى الطاقة العالمي السنوي الذي أطلقه المجلس الأطلسي في العاصمة أبوظبي أمس، بالشراكة مع وزارة الطاقة في دولة الإمارات وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وشركة مبادلة للاستثمار، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الاماراتية، "نجتمع في دورة هذا العام من المنتدى بالتزامن مع انتعاش الاقتصاد العالمي إلى مستويات هي الأفضل خلال العقد الماضي. وسيسهم هذا النمو الاقتصادي في زيادة الطلب على الطاقة والمتوقع أن يرتفع بنسبة لا تقل عن 25% بحلول عام 2040، وهذا يعني أنه لا يمكن تلبية هذا الطلب من خلال مصدر واحد، وإنما سيتم الاعتماد على مزيج متنوع من مصادر الطاقة. وستستمر الموارد الهيدروكربونية في القيام بدور حيوي في تلبية هذا الطلب، حيث من المتوقع أنه مع نهاية العام الحالي، سيتجاوز الطلب العالمي على النفط وحده 100 مليون برميل يوميا".

أدنوك والنمو الذكي

وأكد على استجابة أدنوك للمتغيرات التي تشهدها أسواق الطاقة قائلا "تنفيذا لتوجيهات القيادة وضعت أدنوك استراتيجية جديدة تركز على الاستفادة من نموذج عمل الشركة المرن والبناء عليه وتطويره لتعزيز الأداء وإحداث نقلة نوعية قائمة على النمو الذكي وتعزيز القيمة وتحسين هيكلية رأس المال، حيث أصبحت أدنوك تقدم نموذجاً جديداً في منهجية عمل شركات النفط الوطنية". لافتا إلى أن استراتيجية أدنوك 2030 للنمو الذكي تهدف إلى الاستفادة من النمو الاقتصادي العالمي المتوقع وارتفاع الطلب على النفط والمنتجات البتروكيماوية، ولا سيما في الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، موضحاً أنه في الوقت الذي تستجيب فيه الشركة لديناميكيات السوق المتغيرة، ستواصل أدنوك توسيع شراكاتها الاستراتيجية وتعزيز العائد الاقتصادي، والسعي إلى زيادة الوصول إلى الأسواق الحالية والجديدة.

أكبر موقع عالمي للتكرير والكيماويات

وذكر الجابر أن استراتيجية أدنوك للنمو الذكي تشمل إنشاء أكبر موقع متكامل للتكرير والكيماويات على مستوى العالم في دولة الإمارات، والذي سيسهم في زيادة قدرة التكرير الخام بنسبة 60% وزيادة إنتاج البتروكيماويات بأكثر من ثلاثة أضعاف. وعند اكتمال مشروع التوسعة، وأن أدنوك ستقوم بتحويل 20% من النفط الخام إلى مواد كيميائية، وتنويع مجموعة منتجاتها عالية القيمة للحد من تأثير تغيرات أسعار النفط. كما أعلنت أدنوك عن خطط للتوسع في إنتاج الغاز لتلبية النمو في الطلب المحلي، وذلك من خلال استغلال المكامن غير المطورة، والاستفادة من الأغطية الغازية وزيادة إنتاج الغاز الحامض.

ابتكارات جديدة

وتابع الدكتور الجابر أنه مع تسارع وتيرة الابتكارات الجديدة يجب أن يتحلى قطاع الطاقة بمزيد من المرونة والذكاء والقدرة على الاستجابة والاستفادة من هذه الابتكارات، وأن يتعاون مع شركاء من خارج القطاع لتقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجات العالم المتنامية من الطاقة. موضحا "نحن ندخل حقبة من الزمن أصبحت فيها التكنولوجيا قادرة على توفير ميزة استباق الفرص والبقاء في الطليعة، حيث بدأ الذكاء الاصطناعي بالفعل في تحويل آليات العمل في قطاعات متنوعة مثل الصناعة وتجارة التجزئة والخدمات المالية، والآن يتم تطبيق الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة، حيث تشمل فوائده المحتملة ضمان استقرار الإنتاج والإمدادات، وتحقيق التوازن بين العرض والطلب، وخفض التكاليف".

الذكاء الاصطناعي

وأكد على أهمية الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في النقلة النوعية التي تشهدها أدنوك قائلا "نعمل على استكشاف الطرق التي يمكن للذكاء الاصطناعي من خلالها المساهمة في رفع الكفاءة وتعزيز المرونة والارتقاء بالأداء، وكذلك إمكانية الاستفادة من تحليل البيانات لتكوين معرفة دقيقة عن العمليات سواء فوق سطح الأرض أو تحتها».

 وتجدر الإشارة إلى أن منتدى الطاقة العالمي السنوي الذي يمتد ليومين يجمع كوكبة من القادة الدوليين والإقليميين في قطاع الطاقة في أبوظبي، ويتطرق المنتدى للتحديات الجيوسياسية التي تواجه قطاع الطاقة والاستدامة والفرص المستقبلية المتاحة.

توفير الطاقة وتنويع مجالاتها

من جهته ذكر سهيل المزروعي وزير الطاقة والصناعة في الامارات ان الإمارات تقود المنطقة لتحقيق التوازن في مجال توفير الطاقة وتنويع مجالاتها والاستفادة من الاستثمارات التي تقوم بها أدنوك، مبينا أن الإمارات تتطلع لمجال أوسع وأرحب في مجال الطاقة من خلال الحوارات البناءة في منصات مختلفة مثل أديبك وأسبوع الاستدامة واجتماعات الأطلسي.

وأوضح ان أوبك تعمل على عوامل السوق من عرض وطلب وذلك بالتعاون مع المنتجين من خارج أوبك. لافتا الى ان أبوظبي باتت عاصمة الطاقة العالمية حيث أصبح بالفعل لديها منصات متكاملة للطاقة المتجددة ونظيرتها الأحفورية قَلّ أن تجد مثيلاً لها في العالم.

استراتيجية الطاقة 2050

وقال المزروعي في كلمته أمام منتدى الطاقة العالمي "تماشيا مع استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 يوفر منتدى الطاقة العالمي الذي ينظمه المجلس الأطلسي منصة رائدة تمكن القادة وصناع السياسات في قطاع الطاقة على الصعيدين الإقليمي والعالمي من وضع جدول الأعمال الخاص بالطاقة لعام 2018. وفي ظل التزايد المستمر للطلب بات من الضروري ضمان استدامة موارد الطاقة من أجل تحقيق نمو اقتصادي قوي وتوفير بيئة صحية في المستقبل. ولا شك أن الرؤية المشتركة التي نتجت عن منتدى الطاقة العالمي ستسهم بشكل إيجابي ودائم في مستقبل القطاع على الصعيد العالمي".

خفض انبعاثات الكربون

وأشار وزير الطاقة الإماراتي الى ان منتدى المجلس الأطلسي يعقد للمرة الثانية في أبوظبي والمنطقة حيث تحرص أبوظبي بوصفها عاصمة عالمية للطاقة على عقد مثل هذه المؤتمرات التي تضم خبراء في مجال الطاقة والسياسة للحديث عن مستقبل الطاقة في المنطقة والعالم، مبينا أن كثافة المشاركة من كثير من الدول في المنتدى تسهم في تعزيز فعاليات الحدث الذي يركز على الجوانب الجيوسياسية وعلاقتها بالطاقة وكيفية رسم استراتيجية متزنة ومناقشة التحديات. ونوه بأن هناك حاجة للتعاون لضمان توفير الطاقة وتحسين الكفاءة وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والذي نخطط لخفضه في الإمارات بنسبة 70 % ضمن استراتيجياتها.