أخيرًا انفجرت فقاعة بيتكوين، مخلّفة وراءها ما وصفه مراقبون بقافلة من المغفلين الذين يرتقون جيوبهم المثقوبة بالخسائر، مشيرين إلى أن ما يحدث بمثابة تصحيح في السوق.

إيلاف: كان سعر بيتكوين شهد تقلبًا جامحًا منذ بداية العام، وكثرت الآراء عن أسباب هذا التقلب. لكن في غمرة التكهنات تُغفل نقطة واحدة هي أن هذه التقلبات في سعر بيتكوين تعني أنها لن تكون ما يُراد لها أن تكون، أي عملة رقمية. وكما أشار هاورد شولتز رئيس شركة ستارباكس، فإن المجال متاح لعملة رقمية، ولكنها لن تكون بيتكوين.

أنسب وأرخص
خلال عام 2017 شهدت بيتكوين انتعاشًا لا سابق له حين ارتفعت قيمتها من أقل من 1000 دولار للوحدة في شباط إلى 19501 دولار في أواخر ديسمبر. لكنها سجلت خلال الأيام الماضية هبوطًا حادًا، وبلغ سعرها يوم الاثنين أقل من 7000 دولار، فاقدة ثلثي قيمتها في غضون أسبوعين، بعد انضمام بنك لويدز إلى بنوك أخرى في القول إنه لن يسمح لزبائنه بشراء بيتكوين على بطاقاتهم الائتمانية.

أداء العملات الافتراضية الأخرى لم يكن أفضل. لكن المراقبين يؤكدون أن ما هو واضح أن بيتكوين قد تكون جزءًا من النظام المالي ذات يوم، لكنها لن تكون أبدًا عملة حقيقية.

هناك أسباب كثيرة للمطالبة بعملة من نوع جديد منها أنها ستكون أنسب لمتطلبات الاقتصاد الرقمي المتزايد ترابطًا من العملات التقليدية، مثل الدولار واليورو والجنيه الإسترليني والين. كما إن تداولها وتناقلها قد يكون أرخص. وأخيرًا إن الحكومات أو البنوك المركزية يمكن أن تستخدمها وتحركها.

ثبات القيمة
لكن مشكلة بيتكوين هي أنها عملة كثيرة التقلب. ويعني هذا التقلب أن الشركات تجد من المتعذر قبول عمليات افتراضية كمدفوعات. فقيمتها خلال الفترة التي يتطلبها إنجاز صفقة يمكن أن تتغير، بحيث لا يمكن تحديد سعرها بصورة واقعية.

من خصائص العملة الحقيقية أن لها قيمة ثابتة نسبيًا، لا ترتفع قيمتها الحقيقية أو تهبط بنسبة 40 أو 50 في المئة في غضون أشهر قليلة.

يرجح محللون أن تكون بيتكوين الذهب الجديد، وليس الدولار الجديد أو اليورو الجديد أو الين الجديد. وهي رصيد أكثر منها شكل من أشكال النقود، شيء يُستثمر كبديل من أوراق مالية أو سندات تقليدية. ويعني هذا أن هناك مجالًا لعملة رقمية حقيقية، ولكنها يجب أن تكون مقبولة عالميًا، وقبل كل شيء أن تكون مستقرة. لكن الطريق إلى هذه العملة ما زال في بدايته، وتقلبات الأيام الماضية يعني أنها لن تكون بيتكوين أو أيًا من منافساتها الموجودة حاليًا. 


أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "دايلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط أدناه:
http://www.telegraph.co.uk/business/2018/02/05/digital-currency-coming-not-bitcoin/