لا يزال لبنان يعاني من المماطلة في إقرار الموازنة للعام 2018، وقد يستتبع عدم إقرار تلك الموازنة ضرورة تأجيل المؤتمرات الدولية التي ستجري لمساعدة لبنان إقتصاديًا.

إيلاف من بيروت: أكد رئيس لجنة المال والموازنة النائب اللبناني إبراهيم كنعان أن "الموضوع الأهم الذي يجب طرحه اليوم هو موازنة العام 2018 في ظل التحدّيات والاستحقاقات التي نعيشها على الصعيدين الداخلي والخارجي"، "لأنه للأسف وحتى اللحظة، لم يناقش مشروع موازنة العام 2018 بعد على طاولة مجلس الوزراء، وهي مسألة خطيرة في ظل المهل التي شارفت على نهايتها، لا سيما أننا مقبلون على انتخابات نيابية في مايو المقبل، واذا لم تتم إحالة مشروع الموازنة قبل نهاية فبراير كحد أقصى، علمًا أنه كان من المفترض أن تصل في أكتوبر من العام 2017، فهناك صعوبة كبيرة بإمكان إقرارها في المجلس النيابي قبل الانتخابات النيابية".

غير مبرر
تعقيبًا على عدم مناقشة موازنة العام 2018 حتى الساعة، يؤكد الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة في حديثه لـ"إيلاف" أن التأخير يبقى غير مبرر، ويمكن إجراء جلسات مكثفة والإجتماع حتى خلال الأعياد، وتبقى المساوئ كبيرة جدًا على اقتصاد لبنان، ومنها المؤتمرات التي ستجري من أجل مساعدة لبنان إقتصاديًا، كمؤتمر بروكسل وباريس 4 وروما، لأن المجتمع الدولي يطلب إجراء موازنة من أجل القيام بتلك المؤتمرات، ومن المهم أيضًا للبنان أن يلمس الإصلاحات في موازنته، من خلال ضبط الأمور لجهة الإنفاق، ومن المهم أيضًا ما طلبه رئيس الحكومة سعد الحريري من جميع الوزارات والمؤسسات العامة بتخفيض الإنفاق بنسبة 20%، وهذا أمر جيد جدًا، ونأمل تطبيقه.

ويبقى إقرار الموازنة في لبنان أمرًا مطلوبًا للإنضباط الداخلي ولإعطاء رسالة إلى الخارج بأننا جديّون ونقوم بعمل موثوق. ويرى حبيقة أن عدم إجراء الموازنة في لبنان حتى الساعة يعني أن الأمور ليست ممسوكة كما يجب في البلد، وإذا لم نهتم بموضوع تخفيض الإنفاق فإن البلد ماليًا سوف يواجه مشاكل عدة. فلا مبرر لعدم وضع الموازنة على السكة الصحيحة، وهناك إهمال وتقصير في هذا المجال.

المؤتمرات
وردًا على سؤال هل يمكن الذهاب إلى مؤتمر روما وباريس 4 وغيرها من المؤتمرات من دون موازنة في لبنان؟. يؤكد حبيقة أن هذا غير ممكن أبدًا، والوقت يمر، ولا نرى أن الدولة اللبنانية دخلت في أجواء القيام بالموازنة حاليًا، وتبقى من الأولويات، وستفشل المؤتمرات إذا لم نقم في لبنان بموازنة جدية.

أما لماذا التأخير اليوم في إجراء الموازنة في لبنان وعلام يختلفون فعليًا حولها؟، فيشير حبيقة إلى أن السبب الأساسي يبقى الإهمال والضياع في الأهداف والقرارات، لأن الموازنة تبقى قانونًا يجب أن يرعى الإنفاق في السنوات المقبلة، والدولة اللبنانية لا تعرف حاليًا بأي اتجاه تسير، فهناك صعوبة لديها في وضع الموازنة، لأن لكل وزارة متطلباتها، وهناك ضياع، والدور الأساسي في هذا المجال يبقى لرئيس الحكومة اللبنانية، هو عليه أن ينسق الأمور مع سائر الوزراء من أجل القيام بموازنة جدية.

الإصلاحات
عن أبرز الإصلاحات التي يجب أن تتضمنها موازنة العام 2018، يبقى أهمها بالنسبة إلى حبيقة ضبط الإنفاق، تحسين الجباية، كما إن الموازنات في مختلف الوزارات يجب أن تكون فاعلة، في الكهرباء والإتصالات والبيئة وغيرها من الوزارات، مع وضوح في الرؤيا.

تأجيل
ويلفت حبيقة إلى أنه في حال لم تقر موازنة العام 2018 في لبنان علينا أن نطلب بكل شفافية ونزاهة من المجتمع الدولي تأجيل المؤتمرات إلى ما بعد الانتخابات النيابية، لأن الأموال ستضيع، ويكون هناك هدر للوقت. ويشير حبيقة إلى أن لبنان لا يحتمل اقتصاديًا عدم إقرار الموازنة، لكن يبدو أن لا أحد من المسؤولين يكترث لهذا الموضوع.