أعلن الاثنين في الدار البيضاء عن برنامج معارض "جولة العقار المغربي في أوروبا والشرق الأوسط"، التي شملت هذه السنة ثلاث محطات هي: بروكسل وباريس وأبوظبي، والتي يرتقب أن تستقطب نحو 80 ألف زائر، جلهم من المهاجرين المغاربة الراغبين في الاستثمار العقاري في بلدهم الأصلي.

إيلاف من الرباط: يشكل معرض سماب باريس، الذي سينظم هذه السنة دورته الـ 15 ما بين 22 و24 يونيو، المعرض المركزي، نظرًا إلى أهمية الجالية المغربية بفرنسا، والتي تقدر بنحو 1.6 مليون شخص، بينهم 400 ألف شخص يعيشون في منطقة باريس (إيل دو فرانس).

يقول سمير الشماع، رئيس مجموعة "سماب" المنظمة لمعرض العقار المتجول، "في السنة الماضية استقطب معرض العقار المغربي في باريس 38 ألف زائر، وشاركت فيه مشاريع عقارية من 45 مدينة مغربية. وأبرز البحث الميداني حول الزوار أن غالبيتهم شباب، ويرغبون في شراء عقار في المغرب".

أبرز البحث الميداني، الذي قدمت نتائجه الاثتين خلال لقاء صحافي في الدار البيضاء، أن أكثر من 60 في المائة من زوار معرض باريس للعقار المغربي في 2017 تقلّ أعمارهم عن 49 عامًا، وأن نصفهم تقلّ أعمارهم عن 35 عامًا. كما تشير نتائج البحث إلى أن 49 في المائة من الزوار يزورون المعرض لأول مرة، رغم أنه ينظم بانتظام منذ 14 عامًا.

عن نوايا الزوار، يشير البحث إلى أن 92.5 في المائة من بينهم يرغبون في شراء عقار سكني بالمغرب، فيما يفضل 7.5 في المائة منهم اقتناء قطعة أرضية.

ويقول الشماع "هذا الإقبال من الشباب يطرح علينا تحديات جديدة نظرًا إلى مواصفات المشاريع العقارية التي تلائم حاجيات هذا الشباب، الذي يبحث عن فضاءات بمقومات خاصة من حيث البيئة والتكنولوجيا والعمارة الذكية". وأضاف "هناك ارتباط قوي للجالية المغربية بمختلف أجيالها بالمغرب. لكننا اليوم أمام أجيال جديدة ترتبط عاطفيًا بالمغرب، غير أن معلوماتها عن البلد ضعيفة. من هنا الأهمية التي نوليها للأنشطة الفنية والثقافية الموازية للمعرض، والتي تهدف إلى التعريف بالتراث الثقافي والفنون الشعبية والحرفية والمؤهلات السياحية للمغرب".

سمير الشماع 

اختار المنظمون خلال هذه السنة جهة الدار البيضاء - سطات كضيف شرف، كما اختير مجلس الجهة كشريك في التنظيم. وأوضح مصطفى الباكوري، رئيس جهة الدار البيضاء - سطات، أن معرض باريس يشكل فرصة للقاء الجالية المغربية في فرنسا، خصوصًا في منطقة إيل دو فرانس، التي ينحدر 30 في المائة من المغاربة القاطنين بها من جهة الدار البيضاء - سطات. 

أضاف الباكوري "هؤلاء يشكلون هدفًا أساسيًا للمشاريع العقارية التي ستشارك في المعرض، باعتبار أن حلم أي مهاجر هو اقتناء سكن في الوطن، إن لم يكن لنفسه، فلوالديه". غير أن أهداف الجهة من هذه المشاركة تتجاوز هدف تقديم العرض العقاري بالمنطقة للمهاجرين. 

يعتبر الباكوري "هذه المشاركة تشكل بالنسبة إلينا فرصة للتعريف بمؤهلات الجهة وخطتها التنموية من أجل استقطاب الكفاءات المغربية بالخارج واستثمارات المهاجرين. كما إننا نستهدف أيضًا من خلال مشاركتها المستثمرين الأوروبيين الذين يتوافدون أيضًا على المعرض. ونرغب في عرض الفرص الاستثمارية التي قد تهمهم في مجالات أخرى، وتعتبر مكملة ومرتبطة بالقطاع العقاري".

مصطفى الباكوري وسمير الشماع رئيس مجموعة سماب للعقار 

وأوضح الباكوري أن جهة الدار البيضاء- سطات في صدد إعداد مخططات التصميم الحضري الجديد، والذي يهدف إلى تحقيق توازن ترابي في توزيع الاستثمارات على صعيد الجهة. 

مصطفى الباكوري رئيس جهة الدار البيضاء - سطات خلال اللقاء الصحافي 

وأشار الباكوري الى أن التركيز الكبير على مدينة الدار البيضاء وعلى مراكز حضرية معدودة كانت له آثار سلبية على البيئة والتنقل والتشغيل وتوزيع ثمار التنمية على مختلف أجزاء تراب المنطقة. وقال إن المخططات الجديدة تسعى إلى تطوير مراكز حضرية بالضواحي والمدن الصغيرة المحيطة بالدار البيضاء، من خلال تحفيز الاستثمار فيها ومواكبته، مشيرا إلى أن ذلك سيفتح المجال أمام آفاق جديدة، ويخلق فرصًا جديدة للاستثمار".

تمتد جهة الدار البيضاء - سطات على مساحة 448 كيلومتر مربع. وإضافة إلى مدينة الدار البيضاء، التي تعتبر كبرى حواضر المغرب وعاصمته الاقتصادية، تضم الجهة مدينة المحمدية إلى جانب 7 مدن صغيرة هي بن سليمان، برشيد، الجديدة، مديونة، النواصر، سطات، سيدي بنور.

الباكوري

ويشكل معرض باريس المحطة الثانية ضمن برنامج هذه السنة لـ"جولة العقار المغربي بأوروبا والشرق الأوسط"، والتي ستنظم خلال شهر يونيو، بينما سيشكل معرض بروكسل في مايو المحطة الأولى ضمن الجولة، وأبوظبي في نوفمبر محطته الثالثة والأخيرة.