بعد وصول رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري إلى الرياض، وكانت قد سبقت الأمر زيارة للمستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا إلى لبنان، يطرح السؤال عن مدى الأهمية الاقتصادية الكبيرة لتبادل الزيارات الرسمية بين لبنان والسعودية.

إيلاف من بيروت: بعد وصول رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري فجر اليوم إلى الرياض، يتوقع أن يلتقي خلال زيارته خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وبعد الزيارة التي قام بها المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا إلى لبنان، يطرح السؤال عن أهمية تلك الزيارات المتبادلة في عودة العلاقات اللبنانية السعودية السياسية دعمًا للعلاقات الإقتصادية بين البلدين.

تعقيبًا على الموضوع، يؤكد الخبير الإقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة لـ"إيلاف" أن أهمية الزيارات المتبادلة بين لبنان والسعودية تكمن في أبعادها السياسية والإقتصادية، وكل تعزيز للعلاقة الإقتصادية بين لبنان والسعودية يبقى مهمًا، لأن هناك بحدود المليار ونصف دولار تحويلات من المغتربين اللبنانيين في السعودية، فضلًا عن الإستثمارات المتبادلة، وتبقى الزيارات أساسية بين البلدين، لأنها تريح لبنان إقتصاديًا، وتبقى الأسواق المالية في لبنان تعتمد على الثقة، ومع انعدام الثقة لا يمكن القيام بأي خطوة إقتصادية، والزيارات المتبادلة بين لبنان والسعودية تزيد الثقة. ويبقى ضرورة التماس النتائج الإيجابية لكل تلك الزيارات في المستقبل.

علاقة تكاملية
عن مدى أهم الأسس في العلاقات الإقتصادية بين السعودية ولبنان، يلفت عجاقة إلى أن لبنان علاقته بالسعودية تبقى علاقة إقتصادية تكاملية، هذا ما يصنف العلاقة الإقتصادية بين لبنان والسعودية، ولا تنافسية بين لبنان والسعودية في هذا المجال، بل تبقى العلاقة تكاملية، حيث منتوجات لبنان تكمّل منتوجات السعودية.

يبقى الأساس في العلاقة بين لبنان والسعودية الإعتماد على الإستثمارات المتبادلة، وكذلك التبادل التجاري من ناحية التصدير والإستيراد. وتبقى الزيارات المتبادلة بين البلدين تؤسس لتحسين الإستثمار والتبادل التجاري بين لبنان والسعودية.

ومن الأمور التي نلمسها كمؤشر إلى تحسين العلاقات بين لبنان والسعودية، يشير عجاقة، إلى قضية السياح السعوديين في لبنان وعودتهم.

يضيف: "ما يجب معرفته أيضًا أن السعودية لديها ما يسمى إقتصاديًا بالرؤيا 2030، وتعتمد على تنويع الإقتصاد، ما يعني أنها تهتم بخبرات لبنان في مجالات عدة، وقد تساعد تلك الخبرات في السعودية".

وضع العاملين
عن كيفية اهتمام الزيارات المتبادلة بين السعودية ولبنان في تعزيز وضع العاملين اللبنانيين في السعودية، يلفت عجاقة إلى أنه كلما كان اللبنانيون العاملون في السعودية مرتاحين، كلما زادت التحويلات إلى لبنان، وهناك ارتباط كبير بين العلاقات اللبنانية السعودية ووضع العاملين اللبنانيين في السعودية.

أما هل تعود العلاقات اللبنانية السعودية الإقتصادية إلى سابق عهدها من خلال الزيارات المتبادلة الأخيرة؟، يجيب عجاقة أن الزيارات المتبادلة عنصرها الأساسي الثقة، ويجب الانتظار لنلمس تحسن العلاقات الإقتصادية بين البلدين. على المدى البعيد ستعود العلاقات اللبنانية السعودية إلى سابق عهدها.

عن مساهمة ارتياح الوضع السياسي بين لبنان والسعودية في دعم الوضع الإقتصادي بين البلدين، يشير عجاقة إلى أن الأهم يبقى دور القطاع الخاص في هذا المجال، لأن اللعبة الإقتصادية تعتمد على القطاع الخاص، لذلك يجب تخفيف القيود عن هذا القطاع.