"إيلاف" من بيروت: صرّح المخرج والمصور العراقي قتيبة الجنابي أن فيلمه الوثائقي "قصص العابرين" المشارك ضمن مسابقة المهر الطويل في مهرجان دبي السينمائي الدولي بدورته الرابعة عشرة، هو عمل مستخلص من مادة فيلمية صورها بنفسه على مدى 30 سنة تحمل في طياتها ذكريات وآلام الغربة التي عاشها منذ غادر العراق في الثمانينات وحتى اليوم.

وهو يعرض من خلاله تجربته الشخصية مع الغربة بلغةٍ سينمائية بمدة 67 دقيقة في تسلسلٍ زمني يبدأ منذ العام 1980 مع الحرب بين العراق وإيران حين دفعته والدته للهجرة. ثم ينتقل بمشاهده إلى المجر ومقره في بودابست حيث درس التصوير الفوتوغرافي والفنون السينمائية.علماً أنه يقوم بدور الراوي في هذا الفيلم الذي كتب له السيناريو بعد أن قام بتصويره واخراجه وإنتاجه. ويقول عن غربته في أحد المقاطع الصوتية:”لا أدري إن كنت اخترتها أم هي التي اختارت أن تسكنني“.

وقال في جلسة النقاش عقب العرض العالمي الأول للفيلم يوم السبت بمهرجان دبي السينمائي الدولي إنه استخلص المادة المعروضة من بين مئات ومئات الساعات التي سجلها على مدار ثلاثة عقود. مشيراً إلى أنه اختار الكاميرا رفيقة رحلته كأداة توثيق لكل ما مر به، لأنه كان يعلم أنه ذات يوم سيقدم هذا الفيلم عن مشوار حياته. 

وأضاف: ”لم أضع موعدا محددا لتقديم الفيلم، فقط كنت أصور وأسجل كل شيء، لكن عندما تواصلت معي إدارة مهرجان دبي، اندفعت لإنهائه حتى يكون جاهزا للعرض بهذه الدورة. ولقد شعرت بالارتياح لأنني أنهيت هذا المشوار الطويل من التصوير والتوثيق، لكن في الوقت ذاته أشعر أن عرضه ومشاركته مع الجمهور أمر كبير سيغيّر كل حياتي“.

وشرح أنه كان يبحث دوماً عن المكان الآمن والمناسب لحفظ النيجاتيف، وقال: "هذه المادة الفيلمية هي حياتي، هي أنا، هي كل ما مررت به وعشته.. أنا في هذا الفيلم لست المخرج أو المصور بل أنا قتيبة الإنسان“.

يشار إلى أن "الجناني" من مواليد بغداد في العام 1960. وفي رصيده عدداً من الأفلام القصيرة والوثائقية والبرامج التلفزيونية التي أنتجها وأخرجها وحازت على عدة جوائز. نذكر منها "المحطة، حياة ساكنة، بين الحدود والمراسل البغدادي".