شهدت 2017 تميزا للمرأة في مجال السينما، دوليا وعربيا، يمكن رصده في مهرجانات السينما لهذا العام، هذا التميز لم يقتصر فقط على المشاركة بل أيضا حصد الجوائز. نلقي الضوء على أبرز الفائزات والتعريف بأعمالهن.

الكوميديا السوداء.. انتصار فلسطيني

المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر بفيلمها "واجب" حصدت جائزة المهر الطويل عن أحسن فيلم روائي طويل في الدورة ال14 من مهرجان دبي السينمائي. ورأست لجنة التحكيم الممثلة الالمانية مارتينا جيديك. كما اشاد به النقاد السينمائيون عند عرضه في مهرجان لندن السينمائي ضمن المنافسة الرسمية.

وبرعت المخرجة التي تعود أصولها إلى رام الله في تقديم واقع الفلسطينيين الذين يعيشون داخل حدود اسرائيل بواقعية ساحرة لأول مرة، وتفاصيل عكست حقيقة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بدقة من خلال علاقة اختلاف ممتلئة بالحب بين أب وابنه.

وفي حديثها لبي بي سي قالت جاسر إنها أرادت لفت الانتباه للفلسطينيين الذين يعيشون داخل اسرائيل قائلة: "هذه الفئة الصغيرة لا نعلم عنهم الكثير، فهم يعانون، كما أنهم محرومون من حقوق كثيرة ولكنهم يحتفظون بعاداتهم وتقاليدهم التي تجعل من حياتهم دافئة".

واختارت جاسر طابع الكوميديا السوداء لفيلمها لأنها ترى أنه يشبه طبيعة حياة الفئة التى يجسدها الفيلم.

آن ماري جاسر
Getty Images

وعن الصعوبات التى تواجهها المرأة العاملة في مجال السينما، ترى جاسر أن المرأة العربية قوية وإنها لم تصادف أي فرق في المعاملة عن المخرجين الرجال قائلة: " كإمرأة عربية أعمل في مجال السينما وأشعر بحرية أكبر في العمل عن المخرجات في الغرب. فهن يتم وضعهن في قوالب معينه أو تخصيص موضوعات لهن".

الجزائر تتوج بـ"السعداء"

من المخرجات العربيات اللاتي برزن أيضا هذا العام، المخرجة الجزائرية صوفيا جاما التي نالت جائزة المهر الطويل بمهرجان دبي عن فيلمها الروائي الطويل الأول " السعداء". تناول الفيلم الظروف الاجتماعية في الجزائر بعد انتهاء الحرب الأهلية عام 2002. وتشتهر جاما بأفلامها القصيرة التي تلقى استحسانا في المهرجانات الدولية وكان آخرها فيلم "حابسين".

كما توجت بطلة فيلم السعداء الممثلة الجزائرية لينا خودري كأحسن ممثلة بفئة (آفاق) عن دورها في الفيلم بالدورة ال 74 لمهرجان البندقية السينمائي الدولي.

حياة المثليين جنسيا وانتقاد الرأسمالية ينتصران للمرأة التونسية

المرأة التونسية تألقت هذا العام بأفلامها فحازت المخرجة التونسية ندى المازني حفيظ بفيلمها "في الظل" على جائزة التانيت البرونزي لأحسن فيلم وثائقي طويل في مهرجان قرطاج بدورته ال28.

وحاولت المخرجة الشابة إلقاء الضوء على حياة المثليين جنسيا في تونس والعنف الذي يتعرضون له في المجتمع المحافظ. وتشتهر حفيظ بالأعمال المثيرة للجدل من ضمنها مسلسل "حكايات تونسية".

كما نالت السيناريست التونسية ليلى بو زيد جائزة احسن سيناريو في مهرجان قرطاج مع شركائها في كتابة السيناريو مخرج الفيلم وليد مطار وكلود لوباب عن فيلم شرش.

تجلى السيناريو في تجسيد وإبراز المقارنات بين واقع العمال في فرنسا وفي تونس، منتقدا الرأسمالية التي اعتبر مكاسبها للعمالة الرخيصة في الشرق خسارة كما تمكن السيناريو من خلق واقع حي للبيئتين على اختلافهما.

احتفاء بالإماراتيات

جائزة المهر الاماراتي لأفضل فيلم طويل توجت بها المخرجة الاماراتية نجوم الغانم عن فيلمها الوثائقي "آلات حادة". تناول الفيلم حياة المبدع الإماراتي حسن الشريف الذي لعب دورا كبيرا في تطوير الحركة الإبداعية والفنية الخليجية بأعماله الفنية المعاصرة.

كما حصدت المخرجة الإماراتية هناء الشاطري جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان دبي عن فيلمها "هروب".

أول مخرجة سعودية تحصد جائزة دبي للمخرجين

المرأة السعودية لم تغب عن ساحة التتويج السينمائي هذا العام، ففازت المخرجة السعودية هيفاء المنصور بالجائزة الخاصة للمخرجين خلال مهرجان دبي والتي رأست لجنة تحكيمها الممثلة كيت بلانشيت. وتعد المنصور أول مخرجة سينمائية سعودية. ومن أفلامها "وجدة" و "نساء بلا ظل" و "الرحيل المر".

ديماوند
Getty Images

الممثلات العربيات كان لهن أيضا نصيب من جوائز (احسن ممثلة) في المهرجانات السينمائية هذا العام فحصدت اللبنانية ديماوند بوعبود لدورها في فيلم انسرياتيد في الدورة ال39 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

فيما ذهبت جائزة مهرجان دبي للمثلة المصرية منحة البطراوي عن دورها في فيلم زهرة الصبار، حيث برعت في تجسيد شخصية سيدة ارستقراطية وحيدة تواجه صعوبات الحياة في العاصمة المصرية القاهرة.