نجوى عبدالله - من الولايات المتحدة الأميركية: أطل الفنان العراقي قاسم السلطان على الولايات المتحدة الأميركية ليطرب الجالية بأجمل أغانيه. وهو الفنان الذي لمع نجمه منذ فترة التسعينات ولم يتوقف عند مرحلة أو ظرف، بل استمر بعطائه في سبيل الفن الذي قطع من أجله طيلة هذه السنوات متحديا العقبات والمنافسة الشديدة مع بقية نجوم الطرب العراقي الأصيل والحديث، علماً أنه تألق مؤخراً بـ"حرامات" و"من عمري" وغيرها من الأعمال، كما أنه دائم الحضور في الصحافة وعلى شاشة التلفزيون.


"إيلاف" التقته في الولايات المتحدة، وكان هذا الحوار: 
*نرى قلقاً وحزناً في عينيك. فما هو السبب؟
- في البداية أحب أن أهدي تحياتي إلى وطني الحبيب وإلى شعبنا العراقي العزيز في الوطن وفي كل بقاع الدنيا. وأحب ان أطمئن جمهوري العزيز بأن صحتي جيدة والحمدلله، ولكن في الفترة الأخيرة كنت حزيناً جداً على استشهاد هشام إبن أخي في معارك الدفاع عن الوطن و تحرير الأنبار من العصابات الإجرامية. وهذا الشاب كان يعني لي الكثير، وما يميّزه أنه اختار الدفاع عن وطنه بتأدية واجبه حتى الرمق الأخير. رحم الله هشام وكل شهداء معارك التحرير.

*رحمه الله وكل الشهداء. هلاّ حدثتنا عن جولتكم الغنائية الأخيرة في الولايات الأميركية؟ وماذا عن عتاب الجالية العراقية في شيكاغو؟ 
- جولة الولايات المتحدة هي ثمار تعب السنين وحصادي الجميل الذي دأبت عليه طوال فترة حياتي لأكوِّن قاعدة جماهيرية عريضة في كل أنحاء العالم، وخصوصاً أميركا حيث يوجد ثقل الجالية العراقية. 
أما عن عتب جمهوري الكريم في شيكاغو، فبصراحة، كان لدي التزاماً فنياً قبل وصولي إلى أميركا في كردستان العراق ودولة الإمارات. ولقد سافرت بعدها مباشرةً إلى شيكاغو حيث وصلت بتاريخ 16 فيما كان موعد الحفل يوم 17. وكان يفترَض أن المتعهد سيُجهز إعلاناً كافياً قبل وصولي. وكنت أتمنى أن ألتقي بكل جمهوري العزيز الذي أعده بجولةٍ قريبة في شيكاغو وباقي الولايات بإذن الله.

*لو طلب منك الجمهور أن تغني "ذكريات أو اسالي عن الليالي واكشف اوراقك" هل ستغنيها ؟
- من أكثر الأغاني طلباً في حفلاتي الخارجيـة هي "ذكريات وإسالي عني الليالي". وإن شاء الله تكون حصة "أكشف أوراقك" مماثلة في البرنامج القادم من الحفلات. فهذه الأغاني هي هوية قاسم السلطان.

*من هو المطرب الشاب الذي ترحب به ليشاركك الحفل؟
- أرحب بكل المواهب الشابة في حفلاتي. وأتمنى أن ينتشروا من خلال الحفلات المهمة

*هل تقدم أغانيك مثل "وين أسال وشمسويلك ومن عمري وحرامات" وغيرها في فقرات حفلاتك؟
- أغنية "حرامات وشمسويلك" من الأغاني المطلوبة في حفلاتي. وأنا بصراحة أضع في كل حفلة برنامجاً منوعاً وأحاول الموازنة بين الجديد والقديم لإرضاء أذواق الجمهور العزيز. وهذا هو سر نجاح حفلاتي ولله الحمد.

* كيف استطعت أن تشق طريقك بثقةٍ عالية في بداية مشوارك الفني في تلفزيون الشباب رغم وجود أسماء كبيرة في الساحة الغنائية ؟
- في بداية مشواري الفني واجهت صعوبات كبيرة بسبب قوة الساحة الفنية وقتها بوجود أسماء كبيرة. ولكني نجحت بفضل الثقة بالنفس والموهبة وبمساعدة الأهل والأصدقاء والكثير من الأساتذة الفنانين الكبار الذين كانوا مؤمنين فنياً بقدراتي. كل هذا ساعدني على بناء شخصيتي الفنية وإثبات وجود إسم "السلطان" وسط الساحة الفنية العراقية

*برأيك ما أسباب نجاح مطربي جيلك في فترة تلفزيون الشباب. في الوقت الذي بات النجاح صعباً لمطربي اليوم رغم اتساع مساحة الحرية وكثرة الفضائيات ؟
- كانت المنافسة كبيرة بين الفنانين الشباب وقتها. لكن معظمهم جاؤوا بدافع حبهم للفن، والكثير من الأسماء استطاعت إثبات وجودها على الساحة الفنية، بينما ظلت أسماءهم كبيرة حتى هذه اللحظات.

*بعد حمودي يلعب ماذا هناك لأطفالنا الأعزاء ؟
- بعد حمودي يوجد علاوي وحسوني(يضحك ممازحاً) ويستدرك قائلاً: هذه أسماء أولادي الذين رزقني الله سبحانه وتعالى بهم. وهم حصيلتي من الدنيا. وإن شاء الله في المستقبل القريب سوف يكون للطفل حصة في المشاريع الفنية.

* لقد حقق فيديو كليب "حرامات" نجاحاً كبيراً، فما أسباب نجاح هذه الأغنية يا ترى؟
- أغنية حرامات من أكثر الأغاني القريبة إلى قلبي. وهي أغنية رصينة بالكلمة واللحن. وهي من إبداع الفنان محمود الياس وتوزيع عثمان عبود وإخراج رأفت البدر. ما يعني أن العمل المتكامل بهذه الآليات الجميلة سيصل حكماً الى ذائقة الجمهور، وأنا حرصت على أن تحمل أغنياتي رسائل الى كل المتلقين الأعزاء.


رسالة إلى سيفان فارتان
*لمن تقول "حرامات" بشكل شخصي وفني ؟
- أقول حرامات إلى بعض الأصدقاء "المصلحجية" على قول أهل بغداد. وهم الإنتهازيون الذين يفضلون مصلحتهم على معنى الصداقة الحقيقية يعني(لو يشتغل وياك لو ميحجي) ويقطع علاقته الإنسانية والفنية. أما فنياً، فأنا أهدي الأغنية إلى الصديق العزيز المبدع سيفان فارتان موزع أغنية "على خدي" وأقول له أن الصداقة والأخوة التي أحملها لك كبيرة. فـ"حرامات" تضيع وسط هذا الزمان. ونحن قمنا بأعمالٍ جميلة وصلت إلى كل الناس الذواقة فنياً. أتمنى أن تعود صداقتنا وأعمالنا الفنية خدمةً للفن.

*أغنية لخاطر عيونك الموجودة حالياً في YouTube مسجلة كصوت هل هي عودة الى اللون الرومانسي الذي اشتهر به السلطان ؟ ومتى سنراها فيديو كليب ؟
- أغنيتة لخاطر عيونك سُجِّلت سنه 1998 وهي من الأغاني الجميلة التي تضاف إلى رصيدي الفني وهي من ألحان محمد جمال وتوزيع نشوان طلال. وإن شاء الله سنعيد صياغة الكثير من الأغنيات القديمة بطابعٍ وتصوير جديد.

* ماذا عن أغنية "لو حبيبك". هل تعتقد أنها قدمت السلطان بطريقةٍ أكثر نضجاً فنياً؟
- هذه الأغنية من ألحان الملحن المبدع والرائع نصرت البدر ومن كلمات الشاعر ضياء الميالي، ومن توزيع الموزع الرائع كرم رسام، وهي أكثر من رائعة.

*قدمت في الفترة الأخيرة الكثير من الأغاني الناجحة ياترى من أين يستلهم السلطان هذا الطموح والمثابرة ؟
- أستلهم أفكار أغنياتي واختياراتي المتنوعة والمتميزة من نجاحاتي المتواصلة. ومن المؤكد أن إحساسي هو الذي يأخذني الى هذا الكم من الأغاني الناجحة.

*هل سنسمع بأعمالٍ جديدة في العام 2017 ؟
- إن شاء الله سنة 2017 ستكون سنة أعمال كثيرة سأنتجها وأهديها إلى جمهوري الحبيب، الذي أقول له: إنتظروا مفاجآت سلطانية.

*هل تجد أن تصوير الأغنية كفيديو كليب مكلف جداً أم أنه يخدم الأغنية أكثر من نشر الأغنية بالصوت فقط على الـYouTube؟
- من المؤكد أن تصوير الأغنية يجسد ويكمل نجاح الأغاني. وأيضا يشكل رصيداً للفنان يضاف إلى أعماله.

*يُعرَف عنك أنك فنان متواضع ومرح. فمتى يكون "السلطان" حاد المزاج وكيف يقضي وقته مع أولاده وعائلته ؟
- أولادي وبيتي أغلى مافي الوجود. وسعادتي مرتبطة بنجاح وسلامة أولادي وسعادة بيتي. وأنا بعيد حالياً عن المزاج الحاد. أحاول دائماً أن أبسط الأمور وأبتعد عن المنغصات

*أين تقيم الآن؟ وماذا تُحب أن يضيف لمحبيك عبر الحوار ؟
- أنا مقيم حالياً في المملكة الأردنية الهاشمية. وأتمنى أن يستقر بلدنا الحبيب ونستقر في أحضان الوطن الغالي. وأخيرا أحب أن أتوجه بالشكر الجزيل والتقدير العالي إلى جمهوري العزيز وأتقدم بالشكر إلى معدة اللقاء الأخت نجوى عبد الله. أشكركم جميعاً مع التحية.