الرباط: في حفل فني باذخ، افتتح مساء أمس الأربعاء، بمناسبة احتفال المغرب باليوم العالمي للمرأة، معرض فوتوغرافي في القاعة الوطنية الأثرية العريقة "باب الرواح" بمدينة الرباط،احتفاء بالنجاحات التي حققتها المرأة المغربية في مختلف المجالات.

ويضم المعرض مائة صورة فوتوغرافية بالأبيض والأسود، تكريما لمائة سيدة استطاعت أن تنحت لنفسها مكانة خاصة،حتى غدت قدوة ونموذجا مثاليا جديرا بأن يحتذى به،رغم كل التحديات التي قد تكون واجهتها من طرف بعض العقليات الذكورية المتحجرة، التي لاتؤمن بالتغيير.

و جاء تنظيم هذه المعرض،تصورا وتنظيما، من طرف المنتجة والمنشطة التلفزيونية سابقا في القناة الثانية،نادية لارغيت، وبدعم من وزارة الثقافة، واحتضان من طرف عدد من الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين والحقوقيين والإعلاميين.

وانطلاقا من الصفحات الأولى لدليل المعرض،وجهت لارغيت تحية اعتراف خاصة لكل الراحلات:الباحثة الاجتماعية فاطمة المرنيسي،والمستشارة الملكية زليخة نصري،والمصورة ليلى العلوي،والإعلامية مليكة مالك،اعتبارا لما قمن بها من أدوار لفائدة المجتمع المغربي الذي ينتمين إليه.

وإضافة لهاته الأسماء، ازدانت جدران معرض باب الروح بصور وجوه نسوية أخرى، أغلبها معروف لدى الرأي العام،نظرا لحيويتها وأنشطتها، وتداولها من طرف وسائل الإعلام، وملامح أخرى مغمورة لكونها تعيش في الظل، بعيدا عن الأضواء.

مقاولات مثل مريم بنصالح، وناشرات مثل ليلى الشاوني،ورياضيات مثل نزهة بيدوان، وإعلاميات مثل سميرة سيطايل، وكاتبات مثل غيثة الخياط،وممثلات مثل لطيفة أحرار وثريا جبران،ومطربات مثل خنساء باطما، وحقوقيات مثل فاطنة البويه، وفاعلات جمعويات مثل عائشة الشنا، ومصممات أزياء مثل نجية عبادي، وعاملات بسيطات، ونساء عاديات، يحترفن بعض المهن كسياقة سيارة الأجرة ،كل هؤلاء وغيرهن من النسوة اللواتي حققن ذواتهن، في العديد من الميادين، احتفى بهن المعرض الفوتوغرافي.

وللتأكيد على المساواة كقيمة يجب أن تسود المجتمع، اختارت لارغيت أربعة مصورين، للقيام بالتقاط الصور المعروضة، إثنتان منهما ينتميان للجنس اللطيف، وإثنان من الرجال، وهم على التوالي: خليل النماوي، والدبوراح بنزاكن، ولوسا كوسان، وزليخة بوعبد الله.

ورغم القيمة الفنية للمعرض، وبعده الرمزي في الاحتفاء بالمرأة، إلا أن الزوار لاحظوا هيمنة الطابع الفرنكوفوني، بدليل غياب أي حرف عربي، وخاصة على مستوى المطبوع الذي تم توزيعه بالمناسبة، وقد عزا البعض ذلك إلى تشبع لارغيت بالثقافة الفرنسية.

ويذكر المشاهدون أن لارغيت قدمت بعض البرامج، ذات الطبيعة الشبابية والمتنوعة، على شاشة القناة الثانية، يوم كان زوجها نور الدين الصايل، مديرا عاما لها، قبل أن يتم تعيينه فيما بعد مديرا للمركز السينمائي المغربي، وهو المنصب الذي ظل فيه إلى غاية إحالته على التقاعد.