إيلاف من بيروت: خلال الأسبوعين الماضيين، قامت الفنانة الأميركية #مادونا بمهاجمة مخططات أحد ستوديوهات هوليوود لصناعة فيلم سيرة ذاتية يروي المراحل الأولى من حياتها وقصة صعودها الى الشهرة.

قد تكون النجمة ذات الـ 58 عاماُ منزعجة لأنها لن تقوم بتجسيد شخصيتها في الفيلم الذي يحمل عنوان " Blond Ambition" ويتمحور حول تفاصيل كفاحها وهي في العشرينات من عمرها بمرحلة الثمانينات، كمغنية تحاول إصدار ألبومها الأول، في ظل أحداث مليئة بالعلاقات العاطفية، وصناعة موسيقى تنظر الى المرأة على أنها سلعة يسهل التخلص منها بمجرد ان تفقد صلاحيتها بحسب معايير القائمين عليها.

مادونا ترى ان النص مليء بالكاذيب وبأنها الوحيدة القادرة على سرد قصتها.

لكن البعض يرى أن عليها أن تتراجع عن موقفها وتتوقف عن محاولاتها للتحكم بالسرد، لأن العمل حتى لو كان نقدياً أو يصورها بشكل سلبي قد تكون إنعكاساته إيجابية عليها.

في الحقيقة قد يكون هذا الفيلم - في حال نفذ بشكل جيد - هو ما تحتاج اليه في هذه المرحلة من حياتها، ليذكر المعجبين بأنها كانت فنانة متفردة، لا مثيل لها في صناعة الموسيقى في العقود الماضية، وقد يلهم الجيل الجديد لإعادة تقييم سيرتها الفنية بعد أن عرفوها كأسطورة ترفض التخلي عن شبابها رغم تقدمها بالعمر.

ولها في سيرة مارك زوكيربيرغ عبرة، فرغم إعتراض مؤسس فيسبوك على فيلم The Social Network ومحاولاته لإيقاف العمل به، إلا أن إنعكاسه عليه وعلى شبكته الإجتماعية كان إيجابي جداً.

البعض يرى أن مادونا بحاجة الى الإنقاذ وإن كانت لا تزال ثرية، ونسب مبيعاتها عالية، وحفلاتها مباعة بالكامل، إلا أنها في الفترة الأخيرة باتت مزعجة، حتى بالنسبة للبعض من معجبيها المخلصين، فهي تتصدر عناوين الأخبار بأمور أبعد ما تكون عن نتاجها الفني، كمشاكلها مع طليقها وإبنها الذي يرفض العيش معها، وملابسها الغريبة على السجادة الحمراء، بالإضافة لتصريحاتها السياسية المثيرة للجدل كدعوتها لتفجير البيت الأبيض مثلاً.

فهي إن نحت غرورها جانباً وتركت لصناع الفيلم تقديم سرد موضوعي لسيرتها الفنية، قد ينتج عن ذلك عمل محترم يرتبط إسمها به، ويوثق لمرحلة مهمة من حياتها.

وعلى ما يبدو من المعلومات الأولية، يسعى النص لتقديم بورتريه عن شخصية معقدة، وإمراة نسوية، وفنانة موهوبة تحاول النجاح في عالم ذكوري عدائي ومستغل.

يذكر أن نجمة البوب أصدرت عدة أغنيات ضاربة في الثمانينات صنعت مجدها وشهرتها نذكر منها " Holiday" ، " Borderline"، و " Like a Virgin" ، ورسخت في ذاكرة الجمهور على أنها قدمت نمطاً جديداً من موسيقى "البوب" شكلاً ومضموناً. فهي المرأة الحادة، اللامعة، المثيرة، القوية، نموذج للأنثى التي تعمل لتمكين نفسها والأخريات.

في أشكال عدة مادونا كانت سابقة لعصرها، لذا نأمل أن يرقى الفيلم لمستوى السيرة الشخصية لهذه الفنانة الأسطورة.