إيلاف من القاهرة:  رغم النجاحات السابقة التي حققتها الفنانة دنيا سمير غانم درامياً، إلا أن تجربتها في المسلسل الكوميدي الجديد "اللالا لاند" خالفت جميع التوقعات، وجاءت أقل في المستوى، بالرغم من تعاملها مع فريق العمل ذاته، في المسلسل الذي تراجعت نسبة مشاهدته بصورة كبيرة بعد أول 4 حلقات عبر قناته على يوتيوب بنحو الثلثين.

فمعدل مشاهدة الحلقة الأولى تجاوز الملايين الثلاثة، بينما قلت باقي الحلقات عن حاجز المليون، باستثناء الحلقة الرابعة، في خسارة واضحة للنجمة الكوميدية الشابة التي اعتادت تحقيق أرقام قياسية بنسب المشاهدة على يوتيوب.
صحيح أن تجربة دنيا الأخيرة مع شقيقتها إيمي في مسلسل "نيللي وشريهان" رفعت سقف التوقعات بشأن ما ينتظر منها، إلا أنها هذه المرة اكتفت بإطلالة في عمل لا يحمل أي حبكة درامية ويمكن القول أنه عبارة عن مجموعة إيفيهات تسعى فيها لإضحاك الجمهور، وجاءت نتيجة لإعتمادها على فريق عمل من نجوم الكوميديا الشباب، وعدم احتكارها لمشاهد العمل بأنانية البطل المطلق.

ملخص الحبكة

تنطلق أحداث المسلسل من فتاة ريفية كانت تعمل كمضيفة في أتوبيس رحلات، ويتم قبولها للعمل كمضيفة في أحد شركات الطيران، وفي يوم السفر الأول تؤخر فريق المضيفات عن الصعود للطائرة بسبب الوقت الطويل الذي تستغرقه في حمام المطار، وهي لا تعرف الفارق بين العمل كمضيفة جوية ومضيفة في أتوبيس رحلات بين المدن المصرية، كما أنها تفتقد أساسيات الضيافة، وتسعى للحصول على "بقشيش" من ركاب الطائرة في مقابل مساعدتها لهم.

ورغم ظهور مضيفة زميلة لها ورئيسة طاقم الضيافة في أول حلقة بالمسلسل، إلا أنهم لا يظهرون برفقتها على الطائرة لحين سقوطها بالقرب من الجزيرة التي يجد الركاب أنفسهم عليها دون أي وسيلة تواصل مع العالم الخارجي، فيضطرون لإيجاد سبا للبقاء أملاَ في وصول النجدة.

كوميديا مستهلكة

تيمة الكوميديا الموجودة في المسلسل تكرر بعضها في تجارب سابقة، كأن تظهر شيماء سيف وهي بدينة جداً وترتبط بشاب نحيف للغاية، هذا التناقض في الحجم مستهلك جداً ولم يعد قادراً على إضحاك الجمهور، كما أن جمود الأحداث من الحلقة الثانية وحتى أمس ، والتوقف عند سقوط الطائرة وبقاءهم على الجزيرة، افقد العمل عنصر التشويق.

لم تتجاوز اطول حلقات المسلسل بدون الشارة مدة 25 دقيقة بل أن بعض الحلقات سجلت 22 دقيقة فقط وهو ما يؤكد أن فريق العمل كان يسعى بالوصول لدقائق العمل لما يمكنهم فقط من استكمال الـ30 حلقة دون النظر إلى المضمون الذي يقدموه، وهو رقم اقل من غالبية المسلسلات التي حرصت أن تصل مدتها على الاقل لنحو 30 دقيقة.

شارة مميزة

على صعيد آخر، لا يمكن اغفال الشارة المميزة التي قدمتها مع فريق العمل، وهي أغنية يمكن مشاهدتها بمفردها كفيديو كليب، كما أنها تلخص مضمون الأحداث التي نشاهدها في المسلسل، وهو التقليد الذي تحرص عليه دنيا في تجاربها الدرامية.

 

الأرقام تتحدث عن نفسها

بقراءة سريعة في أرقام مشاهدة الحلقات على اليوتيوب من خلال القناة الرسمية للمسلسل نجد أنها تراجعت بشكل كبير عن الحلقة الأولى التي حققت في أول يومين فقط أكثر من مليوني ونصف مشاهدة ارتفعت إلى أكثر من 3.3 مليون مشاهدة في الأيام اللاحقة، مقابل مقابل اقل من مليوني مشاهدة للحلقة الثانية بالرغم من مرور 5 أيام على نشرها، ومليون في الحلقة الثالثة، ونحو مليون و300 الف في الحلقة الرابعة التي حلتها فيها الفنانة دلال عبد العزيز والدة دنيا كضيفة شرف، وهو ما يوضح التراجع الكبير في نسب المشاهدة عبر الانترنت لحلقات المسلسل.

وربما يحاجج البعض إلى أن المسلسل يعرض على اليوتيوب عبر أكثر من قناة، ومتوفر على تطبيق Telly، وهذا قد يشتت نسب المشاهدة ما بين المنافذ المختلفة، لكن بإلقاء نظرة سريعة نجد أن التراجع في الأرقام موجود كذلك بنفس النسق على هذه القنوات أيضاً وبالتالي فهو يعبر عن إنصراف الجمهور عن العمل لوجود بدائل أخرى، في زحمة الأعمال المعروضة.

كلمة أخيرة

تعثر دنيا في تجربتها الجديدة، لا يشكك في موهبتها الفنية الاستثنائية، بالغناء والتمثيل والرقص، لكنه يقول بأنها تحتاج لسيناريو يبرز مهاراتها وقدراتها كفنانة كوميدية بين بنات جيلها، ويؤكد أنها بحاجة للتنويع والتعامل مع كتاب ومخرجين جدد قادرين على إبراز جوانب أخرى في شخصيتها الفنية.