"إيلاف" من بيروت: أثارت إحدى حلقات المسلسل المصري "في اللا لا لاند" الذي تعرضه قناة cbc غضب رواد مواقع التواصل من الموريتانيين. وذلك على خلفية المقطع الذي ظهر في الحلقة الـخامسة عشر من المسلسل. حيث يُطل الممثل المصري أحمد الميرغني، وهو يتحدث بلهجةٍ صعيدية مع ممثلين يقول أنه اختارهم كمجموعة على وجه الخصوص لأنهم من أخطر مجرمي موريتانيا. مشيراً إلى أنه جمعهم حوله كمرتزقة من أجل ممارسة السلب والنهب والقتل وقطع الطرق، لافتاً إلى أنهم سيقيمون معسكراً تدريبياً حتى تقسو قلوبهم مع الزمن ليساعدوه في أخذ ثأره بمصر!

وفيما يُظهر المشهد "المجموعة" على أنها نفذت أولى عملياتها بقطع الطريق، رأى عدد من المتابعين أن اللقطات تؤجج الفتنة بين الشعبين، وتحرّض على الخروج عن القانون من خلال ربط هذا المجتمع بفكرة المرتزقة والإرهاب. 
ووصل الأمر ببعضهم للمطالبة باستدعاء السفير المصري في نواكشوط، لتسليمه مذكرة احتجاج على إنتاج هذه المشاهد في مسلسلٍ مصري باعتبارها مسيئة لموريتانيا. وأكدوا على أنهم ليسوا مرتزقة ولا يعرفون الإرهاب في مجتمعاتهم. ووضعوا هذا المشهد في خانة التعدي على تمسكهم بالقيم الإسلامية باعتبار أن تصويرهم بعملٍ إرهابي يأتي في سياق الخلط الإعلامي المُغرِض بين الدين والإرهاب!


رأي مخالف
في المقابل، رأى البعض أن هذا العمل لا يصوِّر الموريتانيين على أنهم إرهابيين، بل يُظهر "الميرغني" في المشهد بأنه يحاول إقناعهم بالإرهاب. وهو من بادر بقطع الطريق على السيارة التي يخرج منها عمه فيصدمه بقدومه ليتحول المشهد إلى مهزلة كوميدية تنتهي بفراره معه وسط الدهشة على وجوه الموريتانيين الذين كانوا يستمعون لكلام "الممثل المصري" الذي حاول استغلال طيبتهم لمشاركته بقطع الطريق!

في الواقع، يمكن لمن يتابع تفاصيل هذا المشهد أن يلاحظ سطحية الفكرة وتجسيدها بالمشهد الذي يبدو واضحاً أنه لا يحمل أبعاداً مصيرية ولا تهماً إرهابية للمجتمع الموريتاني! لا بل يجب أن يُفهم بالعكس. لأن قول "الميرغني" بأنهم يحتاجون لدورة كي تصبِح قلوبهم قاسية هو دليل كافٍ على طيبتهم! كما أنه يتحدث عن مواهب فنية خلال المعسكر التدريبي ويعدهم بالهرج والمرج في بلده مصر! فهل يحتمل هذا المشهد كل هذا الغضب خاصةً من المفكرين الذين عبّروا عن استيائهم منه وراحوا بعيداً في تصوراتهم ليؤججوا المسألة كفتنة تحريضية بين شعبين؟! وهل يستحق هذا المقطع التصويري في مسلسلٍ كوميدي استدعاء سفير مصر احتجاجاً عليه؟! تبقى هذه مجرد تساؤلات، ويبقى الجواب عليها برسم دقة المشاهدين!