إيلاف من بيروت: أن تستسلم العيون والاذان تطوّعاً، فلا بد ان في الأمر شأن ابداعي محض. أمّا أن تترك الروح مفاتيح التجليّات الكبرى مشرّعة، فهو فعل ملائكيّ دون شك.

إنه خلاصة العمل الذي شهدته مدرّجات " مهرجانات جونية الدوليّة" مع النّسخة الأصليّة للعمل المسرحيّ الضخم "أحدب نوتردام" في غنائيّة رائعة لفيكتور هوغو، تحت إشراف المنتج والمؤلفّ الموسيقيّ أسامة الرحباني ومشاركة النجمة هبة طوجي بدور إزميرالدا.

فوسط ذهول الحاضرين واستسلامهم لفيض من ابهار سمعيّ وبصريّ، وقعّت طوجي على انجاز لبناني ببصمة عالميّة، في أداء مختلف وجديد. وفي نجاح الحبكة والترجمة الممسرحة، انعكست المهابة على المشاركين فخراً واعتزازاً، لا سيّما وقد وقف إلى جانب طوجي نخبة من الممثلين العالميين في عرض رائع حاكى روعة الأحلام.

كان الحضور منتشياً لم ينقطع عن التصفيق والدهشة لروعة الأصوات المؤدية والإستعراضات المصاحبة للغناء، والديكور الذي يتحرك ويتلون حسب الموقف ومزاج المشهد، وكانت طوجي في مكانها الصحيح والمستحق، والجمهور يهلل لها كلما أمعنت في إبداعها وإمتاعه.

مسرحيّة بهذه الضخامة، تطلّبت موقعاً مميّزاً يلائم تاريخيّة العمل بالإضافة إلى تجهيزات تقنيّة عالية بمستوى عالمي، ما عكس رونقاً على أرض الواقع في نفحة ثقافيّة دوليّة كدليلٍ على الانفتاح.

راهنت مهرجانات جونية الدولية على الإستمرار وكسبت الرهان بموقع أفضل من سابقة وتنظيم رائع. فإستحق كل من شارك في إتاحة هذا العمل للجمهور الثناء والإمتنان والتقدير.

يذكر أن الجمهور اللبناني على موعد مع ثلاثة عروض أخرى لـ "أحدب نوتردام" على مسرح مهرجانات جونية في 9 و10 و11 يوليو الجاري.