الرباط: طفت فوق السطح في الآونة الأخيرة ظاهرة ملفتة للنظر في الساحة الفنية، تجلت في كون بعض المطربات صرن يتصدرن المشهد الفني بأغانيهن الجديدة، وسلوكهن المثير. وهذه محاولة للرصد والتتبع.

دنيا باطما

لعل أكثر المطربات إثارة للجدل هي الفنانة دنيا باطما، المقيمة في دولة البحرين بسبب زواجها من رجل الأعمال محمد الترك، فهي لا تكاد تخرج من قضية حتى تدخل في أخرى.

ولطالما تواجهت مع ابنة بلدها المطربة الشابة ابتسام تسكت قبل أن تضع "الحرب" بينهما أوزارها، وتتفقان مبدئيا على الهدنة،على أساس لا غالب ولا مغلوب.

أسماء لمنور مع فارس كرم

شاغلة الناس

وبالتأكيد لن يكون اشتباك باطما مع الإعلامية الكويتية مي العيدان هو آخر الجبهات التي فتحتها مع العديد من بنات جنسها.

ومن آخر أخبار هذا النزاع أن مي العيدان رفعت دعوى قضائية ضد باطما، بعد أن تعرضت للسب والشتم من طرف الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بكلمات لا تخلو من أوصاف قدحية.

وكان الاشتباك بين الطرفين قد اشتعل عقب نشر العيدان لصور قديمة من أرشيف باطما قبل الشهرة والانتشار الفني، مع تعليق يسخر منها، ويتطرق لعلاقتها مع ابنة زوجها، ومدير أعمالها محمد الترك.

ولأن دنيا باطما هي دنيا باطما، فهي شاغلة الناس دائما بسلوكها وحضورها الطاغي في كل وسائل التواصل الاجتماعي، وما ظهورها اخيرا ب"شورت" قصير جداً، ضمن تدريباتها الفنية لإحياء سلسلة من السهرات في ملهى ليلي مشهور بمراكش، إلا حلقة من حلقات هذه السلسلة الطويلة المثيرة للجدل. 

الجمهور المغربي لم يتأخر كثيراً في الرد عليها، فقد انهال عليها بالنقد، معتبرا أن مظهرها وغناءها في الملهى الليلي في المدينة الحمراء يشكل إساءة لصورتها ومظهرها باعتبارها فنانة، سليلة للأسرة الغيوانية المعروفة برصيدها الفني المحترم، ملمحا إلى أن ما يهمها هو " جمع المال"، على حد تعبير أحد مرتادي الفضاء الأزرق.

ويبدو أن إيمان باطما الوافدة حديثا على الغناء تسير على خطى أختها دنيا باطما، إذ نسب إليها تصريح ترد فيه على كل الذين انتقدوا مستوى أدائها الفني بقولها لهم بمنتهى التحدي:" لا تهمني أراؤكم".

سعيدة شرف

سعيدة شرف: طلاق ..وسرقة

ومن بين المغنيات المثيرات للجدل أيضا الفنانة سعيدة شرف التي وجدت نفسها في خضم حملة إعلامية ضدها، تشكك في انتمائها أصلا للصحراء المغربية، متهمة إياها بارتدائها ل" الملحفة"،(ثوب صحراوي نسائي)، لتحقيق بعض المكاسب..

وسارعت شرف التي تجر وراءها تجربة صحافية في التلفزيون الإسباني، قبل احترافها للفن، وتتحدث أربع لغات، إلى الرد على ذلك، مؤكدة أن جذورها، تعود إلى الصحراء،أبا عن جد، دون أن تخفي أنها من مواليد قلعة السراغنة، (مدينة مغربية تقع شمال مدينة مراكش وتبعد عنها ب 80 كلم).

ومما ساهم في تعقيد موقف سعيدة شرف أن اسمها تم تداوله اخيرا بشكل لافت للنظر على خلفية طلاقها من زوجها،عقب تعرضه لحادث سير خطير، وما صاحب ذلك من حديث حول كيفية دفع تكاليف العلاج بينهما، لدرجة أن البعض عاب عليها نشرها للغسيل الداخلي لبيت الزوجية في الصحافة، بعد عرضها لوثائق الطلاق والكشوفات البنكية المدفوعة لإحدى المصحات.

وما أن هدأت الضجة نسبيا حول هذه القضية، حتى تفجرت في وجه شرف قنبلة فنية تتهمها بالسطو على أغنية جديدة أطلقتها أخيرا بعنوان ذي دلالة هو "ماتخافشي عليا"، كأنه موجه إلى طرف ما.

وصاحبة الاتهام هي حسناء فرح، ملكة جمال السمراوات، التي صرحت قائلة إنها هي صاحبة الأغنية في الأصل، وتملك الوثائق التي تشهد على مشروعية موقفها، مشيرة إلى أنها كانت بصدد انتظار التوقيت المناسب لطرحها، قبل أن تفاجأ بها وقد خرجت إلى الوجود بصوت آخر.

وأمام هذا التصريح، خرجت سعيدة شرف بدورها، لتعلن هي الأخرى أن الأغنية من حقها، ولها ما يثبت ذلك، غير أن الغائب الأكبر هو الفنان محمد الرفاعي،كاتب كلماتها وملحنها، الذي لزم الصمت،ولم يرد على اتصالات الصحافة، التي سعت للاستيضاح والبحث عن الحقيقة،دون جدوى.

نور ..من الرقص إلى الغناء

لم تكن الراقصة المتحولة نور تتوقع أن يلاقي تسجيلها لأغنية من كلماتها وألحانها، تحت عنوان"تاكسي"، عاصفة من النقد الموجه ضدها، لكونها قامت ب "الاعتداء" على الغناء.

وما أن وضعت الأغنية على قناة "يوتوب" في شكل شريط "فيديو كليب"، حتى حاصرها الاستنكار من كل جانب، من طرف الجمهور، الذي لاحظ في تدويناته وتعاليقه على"فيسبوك"، أنها لا تتوفر على المؤهلات الصوتية التي تسمح لها بالوقوف أمام الميكروفون.

وتقوم فكرة أغنية "تاكسي" على أساس أن نور تحاول الترويج لمشاهد تعكس جمال المغرب وحضارته من خلال سيارة أجرة، تحت شمس الصيف،مرتدية بعض الألبسة ذات الألوان الزاهية، وفوق رأسها طربوش، وهي تتمايل مع بعض الراقصات ، في مشهد جعل الكثيرين يتذكرون فيديو كليب المطرب سعد المجرد في أغنيته "المعلم".

والبعض اتهم نور بتقليدها للفنانة هيفاء وهبي في بعض اللقطات، وخاصة تلك التي توقف فيها شاحنة على الطريق، وتكاد تكون بنفس المواصفات الفنية،بما يعني أنها خالية من أي لمسة للابتكار، بل مجرد استنساخ .

إلا أن ما أثار سخط الجمهور أكثر هو ارتداء نور للباس أحمر، تتوسطه نجمة خضراء، معتبرا ذلك مسا صريحا بقدسية العلم الوطني المغربي، بما يمثله من رمزية وطنية لدى عموم المواطنين،لايجوز العبث بها أبدا.

سلمى رشيد

سلمى رشيد تغني ل"المغربي"

من جهتها ، انتصرت المطربة الشابة سلمى رشيد للحس الوطني بتغنيها ب" المغربي"، معددة أوصافه وخصاله، وما يتميز به من شهامة و"هيبة وشأن" وأناقة وشياكة.

إلا أن ذلك لم يشفع لسلمى رشيد لدى بعض بنات جنسها اللواتي كن يأملن أن تعبر عن المغاربة والمغربيات بصفة عامة، في إطار شمولي، يسمح بإعطاء صورة عن بلد يسعى جاهدا للمساواة بين الجنسين.

والأغنية التي صدرت أخيراً ضمن شريط فيديو هي من إنتاج سلمى رشيد، ومن كلمات فاروق القصلاني، وألحان أسامة حنصالي، وتوزيع حمزة الغازي، وإخراج عبد العزيز العمراني.

نجاة أعتابو

نجاة أعتابو .. ومهرجان الجمل

وبما أن المغرب يشهد حاليا، وكعادته كل صيف، سلسلة من المهرجانات، فإن المطربة الشعبية المشهورة نجاة أعتابو، أثارت الانتباه بتوجيهها النقد واللوم الشديدين لمنظمي مهرجان "أسبوع الجمل" في مدينة كلميم، بجنوب البلاد، التي يطلق عليها لقب "باب الصحراء".

وكان قد تردد أن مطربة "هاذي كذبة باينة" أصيبت بعياء شديد فقدت على إثره الوعي، قبل أن تنشر تدوينة تشرح فيها حقيقة الأمر، وتحمل المسؤولية لمنظمي المهرجان، الذين تسببوا في تأخير صعودها إلى الخشبة، حتى الساعة الثالثة صباحا، عوض التوقيت المتفق عليه، الساعة العاشرة والنصف ليلا.

وأوضحت أن من عادتها عدم السهر إلى وقت متأخر، وهذا ما جعلها تصاب بإرهاق شديد، ورغم ذلك فإنها أصرت على الوفاء بالتزامها، احتراما منها لمعجبيها القادمين من عدة مدن،خصيصا للاستماع إليها، ووصفت السهرة بأنها "كانت أكثر من رائعة"، على حد تعبيرها .

عثمان مولين وأسماء لمنور

صورة مثيرة للتساؤلات

حارت الأذهان في إيجاد تفسير منطقي للصورة التي تم تداولها أخيرا، وتبدو فيها المطربة المغربية أسماء لمنور في حضن الفنان عثمان مولين، الملقب ب "مول البندير"،(صاحب البندير).

وتعددت القراءات في هذه الصورة، مشفوعة ببعض التساؤلات حول طبيعتها، ومناسبة التقاطها، والدلالات والأبعاد الكامنة وراءها، والتي قد تعطي المعنى الحقيقي لتوزيعها على نطاق واسع، امتد ليشمل أعمدة الصحافة.

وبموازاة مع ذلك، جرى تداول شريط فيديو يبدو فيه عثمان مولين، وهو يغني في عيد ميلاد مطربة "عندو الزين عندو الحمام"، ما جعل الكثيرين يستنتجون أن الصورة قد تكون وليدة تلك اللحظة.الغريب أن أسماء لمنور نشرت أيضا على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك " صورة مماثلة مع المطرب اللبناني فارس كرم، صاحب أغنية "نسوانجي"، بمناسبة مشاركتهما معا في إحياء أحد الأعراس بشمال المملكة، لكنها لم تخلف أي تعليق لدى نشطاء الفضاء الأزرق.

انحطاط الأغنية المغربية

بات الحديث عن تدهور الأغنية المغربية وانحطاط مستواها الفني، شكلا ومضمونا، مثار جدل يتكرر عند ظهور كل إنتاج فني جديد، لدى أي مطربة مغربية جديدة، ما يثير سخط الجميع.

وتكفي استعراض بعض العناوين للدلالة على هذا الواقع الفني المتردي، وعلى سبيل المثال لا الحصر،فقد أصدرت المطربة ريم أغنية بعنوان "موتو بالسم"، قالت إنها تطرح فيها مسألة الغيرة بين البنات.

وغنت الفنانة رشا قطعة بعنوان " الكونتور (العداد) يدور"..واللائحة طويلة وتعكس مدى عجز الجيل الجديد من مطربات اليوم عن التفاعل مع قضايا المجتمع، وتشكيل وجدان الناس، والرفع من الذوق العام.

ولعل أجمل تعبير عن هذا الوضع هو ما خطه الباحث المغربي ادريس الكنبوري في تدوينة له بكلمات قليلة، لكنها ذات معنى، على حائطه في "فيسبوك":

"كم كان الفن جميلا..

وكم صار صراخا وعويلا

كم تبلد الحس

وهوى الشعور قتيلا .."