إيلاف من بغداد: إحتفل السينمائيون العراقيون بالذكرى 62 لتأسيس السينما العراقية، حيث اقام قسم السينما والإنتاج التلفزيوني في دائرة السينما والمسرح إحتفالاً في المسرح الوطني إزدان بالبهجة والفرحة بإعادة رمز "الثور المجنح" كشعار تاريخي تفخر به دائرة السينما والمسرح، على الرغم من توقف عجلة الانتاج السينمائي والإكتفاء بالافلام القصيرة والتسجيلية، يحدوهم الامل ان تنال السينما الاهتمام لاسيما مع وجود الشغف عند الشباب .

 تضمن الاحتفال فعاليات نوعية متنوعة ومميزة ، افتتحتها لوحة بعنوان (سينما) من قبل الفرقة الوطنية للفنون الشعبية من تصميم وإخراج الفنان فؤاد ذنون وتتحدث عن السينما وابرزمحطاتها ، اللوحة ذات طابع استعراضي مميز لاول مرة في تاريخ الفرقة وتحاكي مضامين بعض من الافلام السينمائية العراقية ومنها فيلم (الظامئون) و (الحارس) و (الجابي) لصناعة التوافق الفني ما بين تعابير الجسد على خشبة المسرح و ما تم عرضه على شاشة الداتا شو من مشاهد لتلك الافلام العراقية وبتوظيف متكامل فنيا ، واللوحة تدريب الفنانة هناء عبد الله والفنان عادل لعيبي وكتب كلماته الشاعر حيدر الساعدي ووضع الموسيقى والالحان حميد البصري فيما التوزيع الموسيقي للفنان علي ابو شهد، كما تضمن الاحتفال تكريم نخبة كبيرة من الرواد والشباب السينمائيين وتكريم خاص لفنانين مقيمين خارج العراق من مخرجين او مديري تصوير او فنيين وتقديم الشهادات التقديرية إضافة الى عرض فيلم يختص بتاريخ السينما العراقية بعنون (قصة السينما العراقية) سيناريو الناقد علاء المفرجي وإخراج حيدر موسى دفار ، اما مسك ختام العيد فكان توقيع كتاب الناقد والباحث السينمائي مهدي عباس الذي يحمل عنوان (محمد شكري جميل.. عراب السينما العراقية ) الذي يتناول سيرة حياة المخرج الكبير محمد شكري جميل ومنجزه الابداعي في مجال السينما.

اول فيلم سينمائي عراقي 
ويعد فيلم (فتنة وحسن) اول فيلم عراقي، وهو من مونتاج واخراج حيدر العمر وبطولة ياس علي الناصر ومديحة رشدي وسلمى عبد الاحد وغازي التكريتي واحمد حمدي وعبد المنعم الدروبي وقصة وسيناريو وحوار عبد الهادي مبارك وحيدر العمر وعرض في 20 يونيو / حزيران عام 1955 بثلاثة دور سينمائية ببغداد هي الهلال والحمراء والقاهرة، ويعد تاريخ عرضه عيدا للسينما العراقية ، كما يعد انجح فيلم بتاريخ السينما العراقية الى حد الان وكانت تكلفة الفيلم (8) الاف دينار عراقي وبلغت ايراداته ( 40) الف دينار عراقي.
انتصار بحد ذاته
الى ذلك اكد مدير قسم السينما المخرج فارس طعمة التميمي ان هناك تحديات كبيرة تواجهها السينما العراقية ، وقال: أن الإحتفال بعيد السينما العراقية الثاني والستين هو إنتصار بحد ذاته ..هذا الإحتفال هيأنا له منذ اكثر من ثلاثة اشهر في ظروف وتحديات وإمكانات محدودة جدا على مستوى الكاميرا والمونتاج وبقية مفاصل السينما العراقية .. عيد السينما العراقية هو 20 حزيران / يونيو من كل عام ولكن تأجلت احتفالية المناسبة بسبب تزامنها مع شهر رمضان المبارك وما تلته من مناسبات حالت دون ذلك
واضاف : تحدياتنا كبيرة ..السينما العراقية بالأساس هي من التسعينيات متوقفة عن العمل لاسباب الحصار وامور كثيرة والتقنيات الحديثة ..نتمنى خلال الأشهر المقبلة ان نقيم مهرجان سينمائي محلي للفيلم القصير الروائي والتسجيلي.
وتابع: الخطوات التي كانت في أولويات عملي هي إعادة تاهيل موظفي قسم السينما من حيث إقامة دورات على مستوى السيناريو والإخراج والمونتاج والتصوير وغيرها وصوصولا الى تشغيل العارضات السينمائية . 
وختم بالقول : المهمة صعبة جدا كون القسم متهالك اضافة الى عدم وجود تنظيم في جميع الأمور بسبب الإدارات السابقة فضلا عن الجانب المالي الذي كان يحول دون تطوير هذا القسم.

عودة الثور المجنح
من جانبها قالت مدير العلاقات والاعلام في دائرة السينما والمسرح زينب القصاب : الإحتفال بعيد السينما العراقية يعطي حافزا كبيرا الى ان تعود وتستمر وتنهض وتؤكد قدرتها على التحدي وتقديم الافضل على الرغم من التحديات والصعوبات التي تواجهها .
واضافت: اضاف لنا هذا العيد فرحة تزامنت مع قرار سليم بعودة تصميم (الثور المجنح) شعارا لدائرة السينما والمسرح ، وقد اقمنا حفلنا بعد ان اعددنا له الترتيبات اللازمة لانجاحه واظهاره بمظهر يليق بالفن السينمائي العراقي الذي يستحق من الجميع عملا اكثر واكثر .

لنا امل كبير 
اما الاكاديمي السينمائي والمخرج الدكتور صالح الصحن فقال : 62 عاما على تأسيس السينما العراقية إنما هو تاريخ كبير بذل به الرواد من الراحلين والموجودين عصارة الجهود المتعددة والمختلفة بما يستحق الثناء والتقدير ، واليوم ونحن نعيش عصر السينما في العالم ..نحمل كل معاني التقدير والاعجاب بدور القائمين على قسم السينما البناء والفاعل من اجل نهضة السينما وتحريك عجلتها الإبداعية ولنا كبير الأمل بان تحظى السينما من قبل كل المعنيين بها حكوميا وشركات الانتاج خاصة كل الدعم والمساندة ورعاية مبدعيها والرواد والوسط والشباب لغرض تعزيز مستوى الانتاج السينمائي كما ونوعا وفِي ظل اجواء فنية خصبة وصحية وبروح من المحبة والاحترام والعمل الجماعي .
واضاف : سلام كبير لكل فناني السينما من النساء والرجال ..سلام كبير لإدارة السينما وكوادرها المتعددة ..سلام كبير لكل من يدعم السينما ويقدم لها خطوة ابداعية جمالية تضاف الى تاريخ وعمر السينما .


 سلام لاهل السينما
من جهته عبر الناقد السينمائي مهدي عباس عن سروره بكتابه عن المخرج محمد شكري جميل ، وقال : مع سعادتي ان احد مفردات الاحتفال بعيد السينما العراقية هو توقيع كتابي عن عراب السينما العراقية محمد شكري جميل ، الا انني اشعر بالسعادة اكثر حين يحتفل السينمائيون العراقيون فيما هناك ارواح العديد من اهل السينما ترفرف معنا في مفاصل المسرح الوطني ، هؤلاء الذين وضعوا اللبنة الاولى وأسسوا لمشروع سينما عراقية في اصعب الظروف، هؤلاء الذين بعضهم صنع افلاما بسيطة وبعضهم بنى صروحا سينمائية لانزال نستذكرها ونفتخر بها !!
واضاف: سلام لروحك حيدر العمر المخرج العراقي الاول ،سلام لروحك كاميران حسني وعبد الجبار ولي وحكمت لبيب وعبد الهادي مبارك وكامل العزاوي وبرهان الدين جاسم وجعفر علي وصبيح عبد الكريم وكارلو هارتيون وطارق عبد الكريم ومحمد يوسف الجنابي وحسن الجنابي وعبد السلام الاعظمي ويحي فائق وسامي الجادر وعارف الزبيدي وصاحب حداد وبسام الوردي، سلام لروحك اكوب خالويان ونهاد علي وحاتم حسين وماجد كامل واندرواس عيسى ووليم سايمون وسيمون مهران وعبدالله سلمان وعبد اللطيف صالح وكريم مجيد ورفعت عبد الحميد، سلام لروحك شيراك وعبد الخالق السامرائي ومهند الانصاري وفوزي الجنابي ويوسف سلمان واحمد فياض المفرجي وطه الهلالي، سلام لروحك حقي الشبلي وابراهيم جلال ويوسف العاني وياس علي الناصر واسعد عبد الرزاق وفخري الزبيدي وخليل شوقي وغازي التكريتي وعز الدين طابو وطعمة التميمي وقائد النعماني وعبد الجبار كاظم وكنعان وصفي وشكري العقيدي وجعفر السعدي وسامي السراج وهاني هاني وراسم الجميلي ورضا الشاطي، سلام لروحك زينب وناهده الرماح وعواطف ابراهيم وعفيفة اسكندر ومديحة رشدي ،سلام لمن نسيت ذكر اسمه ،فارواحهم ترفرف في المسرح الوطني .

 سينما عراقية متلألئة بالقصص
الى ذلك هنّأ الاتحاد العام للأدباء والكتّاب السينمائيين العراقيين بمناسبة العيد الثاني والستين للسينما العراقية، وقال الأمين العام لاتحاد أدباء العراق ابراهيم الخياط :إنّ هذا الفن الرائع الراقي الذي أطلق عليه قبل قرن مضى إسم "الفن السابع" ليس لأنه سابع الفنون بعد العمارة والموسيقى والرسم والنحت والشعر والرقص، بل لأنه يجمع هذه الفنون الستة ممزوجة بالسحر العظيم، ووفقا لهذا نرى - نحن معشر الأدباء - ذواتنا وأدواتنا وكتاباتنا ذهباً مذاباً في هذه البوتقة الأخاذة، حتى صارت تسمى الشاشة الذهبية. 
واضاف : إننا نتمنى وننادي معكم بل نعمل ونناضل من أجل سينما عراقية متلألئة بالقصص المبذولة، وبالنجوم الموجودة، وبالسعفات الملوحة، وبباقة من الاستديوهات ومدن الانتاج الفخمة ودور العرض الفارهة، وبتخصيصات مالية تستحق، وبمشاريع حكومية ومشتركة وخاصة لا تُحدّ، وتليق بهذا الفن المعلم الذي أورثناه المواهب والملاحم وأورثنا المتعة السامية المجدية والتنوير والمدنية.
وختم بالقول : كل عام والسينما العراقية في سباق وتطور وفوز..