"إيلاف- المغرب" من الرباط: وئام الدحماني فنانة ومقدمة برامج مغربية مقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي انتقلت إليها في عامها الثالث عشر وتابعت فيها دراستها الجامعية في شعبة هندسة البيئة قسم الكيمياء. وفيما تخرجت في العام 2007، بدأت العمل بعد مرور سنة في مجال الإعلام بتقديم برامج في تلفزيون دبي.

ولا شك أن عشقها للفن والإبداع جعلها تقتحم مجالي الغناء والتمثيل في الدراما الخليجية، ليدفعها طموحها الفني وشغفها بالصناعة السينمائية الهندية إلى طرق أبواب بوليوود، و هو ما تحقق فعلياً عبر قيامها بدور البطولة في فيلم رومانسي هندي - باكستاني، بعنوان"عشق خذا" أي "العشق الإلهي"، والذي تدور قصته حول فتاة تقع في غرام شاب، لتكتشف بعد فترة أنه حب من طرف واحد.

"إيلاف المغرب" التقت الدحماني وسالتها عن مسارها، ومشاركتها في السينما الهندية، ورأيها في الفنانات المغربيات بالخليج، وجديدها الفني.وفي ما يلي نص الحوار:

*عملت في مجال التنشيط التلفزيوني، ثم اتجهت للغناء فالتمثيل، ألا تعتقدين أن العمل في ميادين مختلفة قد يشتت تركيز الفنان، ويمنعه من ترك بصمته؟ أي هذه المجالات يستهويك بشكلٍ أكبر؟
- لست أول و لا آخر شخص يجمع ما بين تقديم البرامج والغناء والتمثيل. هناك الكثير من الفنانات سلكن نفس الإتجاه. فأصالة على سبيل المثال تُقدِّم برنامجا فنياً و تغنّي، نفس الأمر بالنسبة لشريهان التي تابعها الجمهور من خلال التمثيل والغناء والفن الإستعراضي. فالنقطة الأهم التي ينبغي الإشارة إليها في هذا السياق هو ألا يكون الفنان دخيلاً على المجال الذي يريد العمل به، وأن يكون ملماً بتفاصيله ومختلف جوانبه.

بالنسبة لي، لدي خبرة بمجال الإعلام لا تقل عن 10 سنوات، ودخولي لمجال الغناء كان بناء على دراستي للموسيقى، كما حصلت على تكوين أكاديمي في ميدان التمثيل والسينما حتى أتمكن من الاطلاع على أبجدياته وكيفية العمل به. وأعتقد أنه من الجميل أن يلوّن الإنسان في مجالات متعددة ليكمل بعضها الآخر. ففيما يخص الغناء، انقطعت عنه منذ 3 سنوات لكني عائدة إليه، بعدما تواصل معي متعهدو حفلات بالمغرب من أجل إحياء حفلات وسهرات فنية، حيث أخبروني بحاجتهم لفنانين قادرين على التفاعل والتواصل مع الجمهور.

*لتحقيق شهرة واسعة عربياً في عالم التمثيل، يتجه أغلب الفنانين للسينما المصرية، لكن الملاحظ بالنسبة لك هو بحثك عن العالمية باقتحامك بوليوود، ومشاركتك في أعمال هندية، ما السبب وراء هذا الاختيار .وهل تعتقدين أنها خطوة موفقة؟
- ليس لدي احتكاكاً مع المنتجين والمخرجين في مصر، رغم أنني قابلتهم في مهرجانات مختلفة. فمن الصعب أن تقتحم مغربية مجال التمثيل هناك، وهنا أسوق نموذج الممثلة ميساء مغربي التي حاولت أن تضع موطئ قدم لها في الدراما المصرية، لكن تجربتها لم تكن ناجحة، وهذا ما جعلها تعود للدراما الخليجية. صحيح أن هناك مطربات مغربيات فرضن أنفسهن وموهبتهن في مصر، كسميرة بن سعيد، وجنات، وليلى غفران، لكن الأمر لا يبدو بالسهولة ذاتها بالنسبة للتمثيل، حيث تعتبر الممثلات التونسيات أقرب من نظيراتهن المغربيات في هذه النقطة.

من المؤكد أن كل فنان عربي يتمنى أن يعمل بالدراما والسينما المصرية فهي تمثل هوليوود العرب. إلا أن المنتجين والمخرجين المصريين لم يتواصلوا معي. وهنا يطرح الإشكال، لكوني تجاوزت مرحلة الإنتظار ولست ممثلة مبتدئة. أنا فنانة قمت ببطولات في مجال الدراما والسينما، و"مش حلو بحقي أن أبدأ من الصفر في مصر"، إذا فكرت في اقتحام السينما المصرية، فعلي أن أدخلها كنجمة.

أما فيما يتعلق باقتحامي لبوليوود، فأنا أحب الصناعة السينمائية الهندية منذ زمن، و حينما عملت مقدمة برنامج على قناة Z أفلام، كانت لدي الفرصة للتعرف والإحتكاك بالمنتجين والمخرجين. مثلت في أول عمل لي في السينما الهندية في فيلم "عشق خذا"، والذي لاقى نجاحاً عريضاً. كان أول افتتاح له في كندا، وحصلت من خلاله على جائزة أفضل ممثلة سينمائية مبتدئة في مهرجان تورنتو سنة 2013، مثلت كذلك في فيلم Dollars الذي صورنا 50 بالمئة من مشاهده ثم توقف التصوير لاحقاً بسبب مشاكل إنتاجية، رغم كوني عملت على الترويج له استعداداً لعرضه. وحالياً، لدي عمل سينمائي هندي جديد من بطولتي، جرى تصويره في أحمد اباد قبل حلول شهر رمضان وأثناءه.

*ماهي الشخصية التي تتمنين تجسيدها في الدراما؟
- أتمنى أن أتقمّص جميع الشخصيات لتأديتها أمام الشاشة، باستثناء موضوع البنت الحلوة والجميلة و"الفاشينيستا"، أرغب بالخروج من هذا الإطار بشخصيات أقوى، تعتمد على أدوار مركبة لا تخلو من جنون، فالفنان يصبح متطلبا مع مرور الوقت، وعموماً، فكل الأدوار تستهويني وتجذبني.

*لماذا لم تفرض وئام الدحماني نفسها كمغنية في الساحة الغنائية العربية؟
-لا أعرف السبب، إذا ما فرضنا أن الأمر يتعلق بخامة الصوت، فأنا أقر بأني مؤدية ولست مطربة، لكني أفضل من كثيرات غيري ممن يقمن بالغناء كمؤديات، ومن الضروري أن يكون الشخص على دراية مسبقة بالمقامات الموسيقية.

*هل المسألة لها علاقة باختيارات موسيقية غير موفقة؟
- نعم، أقول إنه سوء اختيار، رغم أنني أولي اهتماماً خاصاً للأغاني التي أقدمها وأختارها. لذلك قررت في المرةِ المقبلة أن أترك االخيار للشاعر والملحن من أجل إيجاد توليفة مناسبة للأغنية القادمة.

*في أغانيك المصورة، تحرصين على تقديم لوحات رقص واستعراض إلى جانب الغناء، هل يمكن أن نراك في مشروع فوازير مستقبلاً؟
- ميريام فارس جربت الفوازير لكنها للأسف لم تحقق النجاح المطلوب، بل مرت مرور الكرام. وتبقى الفوازير عموما فكرة غير واردة، لكونها مكلفة من الناحية المادية، إذا ما فرضنا أن الحلقة الواحدة تتضمن على الأقل إنجاز أغنيتين اثنتين بمعنى تصوير فيديو كليب خاص بكل واحدة، فضلاً عن الأزياء، والإضاءة، والغرافيك، وضرورة تقديم أفكار جديدة للمشاهد.

*تعرّف عليك الجمهور الخليجي من خلال المجال الفني والإعلامي بالنظر لإقامتك في دولة الإمارات، في حين نجد أنك لست مشهورة بالشكل المطلوب لدى الجمهور المغربي، ما السبب برأيك؟
- الجمهور المغربي تعرّف عليّ بنسبة 100 في الملئة من خلال بوليوود. وكان يظن بأني خليجية أو هندية الجنسية، وأنا من بذلت جهداً عن طريق تنقلي للمغرب، وتكليف مدير أعمال لي حتى يتمكن المغاربة من التعرّف عليّ عن قرب.

في المقابل، هناك كثير من الفنانين المغاربة الذين لا نعرفهم وهم يمثلون في السينما الإيطالية والكندية، بينما يتنكرون لأصلهم وهويتهم، ولا يبالون أصلا بأن يتعرّف عليهم الجمهور المغربي. حيث يعتبرون أن وصولهم للسينما العالمية يكفيهم. لكن، أنا شخصياً، لست من هذا النوع إطلاقاً، فلماذا أتنكر لأصولي وهويتي المغربية التي أعتز بها، فالمغرب تاريخ وثقافة كبيرة وعظيمة.

*كيف ترين مستقبل الأغنية المغربية؟ وهل أخذ الفنانون المغاربة- خاصة الشباب- حقهم في الإنتشار والشهرة داخل حدود الوطن وخارجه؟
-الأغنية المغربية ليست حديثة العهد بالشهرة، فهي معروفة منذ زمن، منذ انطلاقة أغنية "لالة فاطمة" للمغني حميد الزاهر و"جونيمار" لنجاة اعتابو، حيث حققت في سبعينات وثمانينات القرن الماضي شهرة لا بأس بها.