"إيلاف" من الرياض: إختتم الفنان السعودي عبدالله العثمان تصوير فيلم سينمائي وثائقي جديد من إخراج الأميركية الكساندرا التي سبق لها أن أخرجت العديد من الأفلام الوثائقية. 
و يتحدث الفيلم عن السيرة الذاتية لـ"العثمان". علماً أن تصويره تم بالكامل في مدينة الرياض التي نشأ وترعرع فيها. وهو سيتحدث فيه عن أعماله الفنية، ومدى تأثره بالمدينة وطبيعة الحياة والتطور المجتمعي الحاصل فيها.

"إيلاف" التقت به، وكان هذا اللقاء:

1- ما هو محتوى الفيلم ؟
- الفيلم سيرة ذاتية خاصة أكشف فيها حياتي في الفن والمدينة وفي نسيجي الاجتماعي والعملي. نوثق من خلاله الزمن في الرياض كمدينة تتغير بسرعة وكقوة الفن في خلق رحابة كبيرة في المجتمع. وهو يرصد حياة فنان نشأ في حارة قديمة في وسط الرياض و تعيش الصحراء في خلاياه، بينما يمتد في انعكاسات المدينة الجديدة .
ومن خلال الفيلم تحدث صدف، وتتداخل الحوارات عن أصدقائي واكتشاف المدينة والصحراء من خلال الفن والتجربة الخاصة التي تتقاطع فيها أعمالي. كما يتم من خلاله تنفيذ العمل الفني بعنوان “رسائل سرية“ في مدينة الرياض، بمشاركة موسيقيين من المملكة وخارجها وعدد من الجمهور الذي حضر العرض الأدائي. حيث تم توثيق العمل داخل الفيلم الوثائقي. باختصار الفن بوابة المدينة في الاكتشاف .

2- ماهي المحاور التي يمكن طرحها عن سيرتك أو حياتك الشخصية في الفيلم ؟

- (يصمت قليلا ً,,,,)، ويقول: دعني أعطيك مثالاً. في أحد محاور الفيلم الأساسية تناولت بدايات محاولاتي الفنية، وفكرة إخفاء الفن عن المحيط الذي أعيش فيه باعتباره سراً خاصاً، لما للفن في ذلك الوقت من اعتبارات معينة لاتحفّز ولا تشجع، مع التحفظات على كشف ذلك بشكل واضح. 

وكان تعاملي مع هذا السر ـ أي العمل في الفن ـ بالعديد من الحيل. وفي هذا الفيلم أكشف عن تفاصيل تلك المرحلة. خاصةً ونحن الآن في مرحلة نشهد فيها جهودا ملموسة للدولة في سياق بتعزيز الفن ودور الفنانين. 

 

3- فكرة جريئة لشاب مثلك طرح فيلم كسيرة ذاتية عنه. مالذي يريد عبدالله قوله من خلال هذا العمل، أو بالأصح ماهي الرسالة التي تود ايصالها ؟
- أنا احد الأصوات التي عاشت مراحل إنتقالية متسارعة، وإلى حدٍ ما صعبة على كل الأصعدة في ذلك الوقت. لذا حان الوقت الآن أن نقول كلمتنا بكل حرية بالفن ونطلق تعبيرنا متجرداً من كل التحفظات التي لازمتنا في تلك السنين. نحن الآن في لحظةٍ عظيمة نلاقي فيها دعماً الفن من الدولة والمجتمع. ونحن نعمل على انعكاس هذا التغيير ونساهم في تفكيك وخلق مساحة كبيرة للجمال والثقافة التي يمثلها الإنسان القادر على تذوق الجمال أينما يراه .
وفي هذا الفيلم كل إرهاصات الماضي والمستقبل وشكل الصوت في المدينة الجديدة وحلمها بالفن. باختصار رؤية الفيلم هي عكس صوت الفرد في الرياض للعالم ومن خلاله نمر على كثير من المرايا التي تعكس رحابة الإنسان وعمق الثقافة في جغرافيا المكان وذاكرته.

4- حدثنا أكثر عن مخرجة هذا الفيلم ؟
- هي مخرجة أميركية حازت على عدة جوائز. تركز أفلامها على القضايا الإجتماعية. آخر أفلامها Eyes of Exodus الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان سالونيك للأفلام الوثائقية في اليونان، وعلى جائزة الجهمهر في مهرجان أسبين .

5- متى سيُطرح الفيلم في صالات السينما ؟
- لم يتم تحديد موعد طرح الفيلم حتى الآن. فالمخرجة تعمل حالياً على مراحل المونتاج في نيويورك 

6- كونه فيلم وثائقي. هل جرى التنسيق لعرضه في مهرجانات سينمائية عربية وعالمية ؟
- بلا شك سوف يكون بداية عرض الفيلم في مهرجانات سينمائية في أميركا وأوروبا والسعودية طبعا ً

7- موعد انتهاء تصوير وافق إعلان عودة عروض الأفلام من جديد.. كفنان مهتم، ما هي رؤيتك حول هذا الموضوع؟
- بينما كنا نعمل على الفيلم وخلال كتابة السيناريو حدث تغيير كبير. واتخذت عدة قرارات مهمة منها السماح للمرأة بقيادة السيارة، وإتاحة الحفلات الموسيقية وانطلاقة وعودة صالات السينما من جديد. وبالتالي، فإن هذا السيناريو بداخل الفيلم سيكون واقغياً بإمتياز. وسينقل للعالم صورة جميلة عن المتغيرات الكبيرة في حياتنا. ونحن ممتنين بالنقلات النوعية والعالية، ونشعر وكأننا نقفز في السماء.

 

8- ماهي مشاريعك القادمة بعد انتهاء الفيلم؟
- بعد كل مرحلة يتشكل تحدياً جديداً في المسيرة الإبداعية للفنان. وأنا الآن في الطريق والإحتمالات متعددة. أتمنى أن نكون قادرين على المواكبة المتقدمة. وفي وهذه اللحظة التي يدعم الفن هنا، تكبر مسؤولية الفنان والمثقف بالاستدامة الحقيقية، وبالعمل، والبحث فيما يعزز الإنسان والفكر والجمال، بكل تعبيراته التي نعرفها أو نجهلها.

9- مابين الشعر والأعمال الفنية من تصاميم وغيرها .. والآن السينما ... أين تجد نفسك ؟
- الفن يتمدد و يخترق الثابت كما تفعل الأشجار في الأرض، ويغير بإنتاجه الأفكار والثابت لدى الناس ويترك العالم على غير ما جاءه. السبب في وجهة نظري هو خيط الفكر أو الفلسفة الذي لابد من وجوده. فالفكر هو مرآة الفن. هذا ما أبحث عنه بكل دقة. عن الحفر بكل الأدوات الخفيفة والثقيلة والحادة، وبقسوة التجربة أحياناً، بنظرية نيوتن لكل فعل رد فعل، يساويه في القوة ويعاكسه في الإتجاه. 
أنا أميل للفعل أكثر من البحث. كأن ارمي كأساً على سطح المطبخ. فردة الفعل للكأس أكثر دهشةً ووضوحاً. ونتائجها غير متوقعة. وفي كل مرة ستكون مختلفة النتائج والمعنى. "لا تقل لي بأن القمر مضيء.. أرني تألق الضوء على زجاج مكسور"

عبدالله العثمان في سطور
• بدأ العثمان كاتبًا، وصدر له "قد يحدث هذا الفراغ مرتين". و"ذاكرة متأخرة عشر دقائق" 
• له عدة أعمال فنية مثل التعذيب من غير لمس، وبيت القصدير لرباط الخنجي في مدينة جدة.
• عُرضت له عدة أعمال في مهرجانات خليجية وأوروبية. إذ شارك في مهرجان ببنالي فينيسيا 2013، وفي معرض جماعي في أسبوع الفن في هولندا في العام 2013، وفي معرض في بيت السفير الأميركي في العام 2015، وفي معرض فن جدة 2015، ومعرض فن دبي 2015، ومعرض فن ماربيا 2015، ومعرض فن برلين ABC في عام 2015. وأقام معرضًا شخصيًا في الرياض في العام 2014.