"إيلاف" من القاهرة: عبّرت الفنانة غادة عبد الرازق عن سعادتها بتفاعل الجمهور مع تجربتها الدرامية الأخيرة في مسلسل "ضد مجهول" معربة عن أملها بأن يكون المسلسل سبباً في تعديلات قانونية تحقق القصاص العادل لضحايا الإغتصاب ولا تمكن مرتكبيه من استغلال ثغرات قانونية للتلاعب في الأوراق والحصول على أحكام مخففة أو أحكام بالبراءة.
وأضافت غادة في مقابلة مع "إيلاف" أن الجناة إذ نالوا عقوبات تتناسب مع جسامة الجرم الذي يرتبكونه سيشعر أهالي الضحايا بالاقتصاص لحق ذويهم. مشيرة إلى أنها تلقت رسائل عديدة حول هذا الأمر من الجمهور، بينهم من تعرض لظروفٍ مماثلة في حياته. وشددت على أن القصاص العادل سيردع المجرمين ويدفعهم للتفكير ألف مرة قبل ارتكاب الجرم، عندما يعلمون أنهم سيدفعون غالي الأثمان على ما ترتكبه أيديهم.

وأشارت إلى أن حديثها عن تعديل القانون يرجع إلى رغبتها كمواطنة أولاً وكفنانة ثانياً، في أن يكون القصاص بحكم القانون كافياً ومرضياً. فلا يعقل أن تكون عقوبة القتل والإغتصاب في بعض الأحيان السجن لسنواتٍ قليلة بسبب الثغرات التي يتم استغلالها. مؤكدة على أن سيناريو العمل تضمن أحداثاً كثيرة تُظهر التلاعب بالقانون الذي يلجأ إليه البعض لتحويل المتهم إلى بريء والبريء إلى مدان.

وأكدت أن تنفيذ حكم الإعدام بسرعة بحق مرتكبي هذه الجرائم سيساهم في الحد منها بشكلٍ كبير. مشيرة إلى أن تكرار جرائم الإغتصاب ليس مقصوراً على مصر فقط، بل موجود في دول كثيرة. والمهم هو كيفية معالجته والتعامل معه قانونياً بشكلٍ صحيح ومنصف للضحايا.

وأشارت إلى أن ثمة مشاهد كانت صعبة عليها على المستوى الإنساني خلال تصويرها منها مشهد تغسيل ابنتها بعد وفاتها ومشهد المطاردة مع حمدي في الشارع عندما رأته ندى بعد الإفراج عنه، لافتة إلى أنها كانت تتخيل نفسها مكان ندى عند تجسيد الشخصية، الأمر الذي أرهقها نفسياً بشكلٍ كبير.

وأكدت على أنها انبهرت بالفكرة عندما عرضها عليها السيناريست أيمن سلامة الذي تراه واحداً من أفضل كتاب الدراما التليفزيونية نظراً لقدرته في التعامل مع جميع الشخصيات بدرجةٍ عالية من المهارة الفنية وأحكام التعامل مع الشخصيات، بمنحها ما تستحقه في الظهور على الشاشة. مشيرة إلى أن الإيقاع السريع للعمل والتعمّق في الشخصيات وقضية الإغتصاب التي لم تعد تحصل على حقها في المعالجات الفنية كانت أهم أسباب حماسها لتقديم العمل.

وحول ما تردد عن تدخلها في اختيار فريق العمل، أكدت أنها لا تتدخل في اختيار الممثلين لأن هذا الأمر هو مسؤولية المخرج وحق مطلق له. لكنها تعرف الأسماء فقط قبل الإتفاق معها لكونها بطلة العمل ولا يمكنها الوقوف أمام ممثل لا تتفاهم معه.

وردت على الإنتقادات التي طالت العمل بالمط والتطويل في الأحداث، مؤكدة على أن المسلسل كُتِبَ بـ 30 حلقة. وهو ما تمت مراعاته في المواضيع والقضايا التي يناقشها والعلاقات بين أبطاله. فهي لم تتعرض فقط لقصة ندى، بل هناك الكثير من المحيطين بها. مشيرة إلى أن العمل لا يتناول قضية الإغتصاب فحسب بل أكثر من قضية مع كل شخصية. وهو ما سمح بأن تصل الحلقات إلى 30 حلقة بموضوعات مختلفة على المستوى الفني.

وحول المشاكل التي تعرضت لها في تجاربها الدرامية الأخيرة، قالت أنها كانت حريصة على العودة في رمضان بقوة، ومن خلال عمل جيد فنياً. مشيرةً إلى أن أي فنان يمرّ بمراحل هبوط وصعود في أعماله. لكن المهم دائماً هو قدرته على الإستفادة من الأخطاء أو المشكلات التي وقع فيها وتجنبها في المستقبل.
ورداً على بعض التصريحات بتصدر أعمال درامية للسباق الرمضاني دون غيرها، قالت غادة أن هذا الأمر ليس جديداً في الموسم الدرامي الأخير، ولكنه يتكرر في كل عام. مشيرةً إلى أن النجاح لا يمكن قياسه بنسب المشاهدة عبر YouTube. فقط والتي قد تكون إحدى المعايير. لكن ثمة شكوك بدأت تثور حولها بعدما تبين أن هناك من يدفع للحصول على نِسَب مشاهدة أعلى في وقتٍ قصير.
وأضافت أن المعيار الأهم دائماً يكمن برد فعل الناس التي تقابلهم في الشارع، وتفاعلهم مع أحداث المسلسل، وهو ما حدث بالفعل وأسعدها مع تجربتها بـ"ضد مجهول".