"إيلاف- المغرب" من الصويرة: افتتحت، أمس بالصويرة المغربية، فعاليات الدورة الـ21 لــ"مهرجان كناوة وموسيقى العالم"، التي تعد عشاق هذه التظاهرة الفريدة من نوعها، وعلى مدى ثلاثة أيام، بلحظاتٍ غنية بالنقاش الفكري والإبداع الموسيقي لكبار معلمي الفن الكناوي وموسيقيي العالم.

وانطلق حفل الافتتاح بموكبٍ طاف بأهم شوارع المدينة، بمواكبة الفرق المشاركة، وسط حضور رسمي، وشعبي غفير تقدمه أندري أزولاي مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موغادور ونائلة التازي منتجة المهرجان، قبل أن تقترح ساحة ومنصة مولاي الحسن، على الضيوف والجمهور والفنانين، حفلاً افتتاحياُ كبيراً، على شكل إقامة فنية جمعت المعلم حميد القصري، أشهر فناني كناوة في الوقت الراهن، وفرقة سناركي بابي الأميركية.

وتواصلت ليلة الإفتتاح بفقراتٍ ضمت عروضاً موسيقية لمدرسة كناوة الدار البيضاء، مع المعلمين إسماعيل رحيل وإبراهيم حمام وخالد سانسي، وفرقة هوبا هوبا سبيريت، قبل أن يعيش الجمهور لحظات موسيقية مميزة بدار لوبان وزاوية عيساوة وزاوية سيدنا بلال، توالياً، مع المعلم حدادة والمعلم أحمد باقبو، والمعلم حسن كاديري والمعلم عمر حياة، مع تكريم لعدد من معلمي فن كناوة.

يشار إلى أن دورة هذه السنة من مهرجان كناوة، تقترح على جمهورها أربعة حفلات خاصة بالفيزيون، يستمتع الجمهور خلالها بلقاءٍ غير مسبوق مع اسمين كبيرين في سماء الموسيقى العالمية، لا يشتركان فقط في الأصل المالي، وإنما يتوحدان أيضاً في طبيعة القضايا والمعارك التي يخوضانها عبر التزامهما الفني ودفاعهما عن المساواة والحرية، ويتعلق الأمر بـفاطوماتا دياوارا وأسماء حمزاوي (بنات تمبوكتو).

أما الحفل الثاني فلا يقل روعةً عن السابق، وسيجمع بين المعلم الأكثر اتساما بنوعٍ من الخفة واللياقة الموسيقية حسن بوسو ومجموعة الموسيقى الدولية لبنين، وهي إحدى الفرق الموسيقية التي تتسم بالحيوية وغزارة العطاء الفني على الخشبة.

فيما سيجسد الحفل الثالث تناغماً بين روافد فنية مختلفة، تنهل جميعها من منبع موسيقي قديم موروث عن الأجداد، إذ سيلتقي المعلم سعيد أوغسال والثلاثي هولند، حسين وبوتر.

ولن يخرج الحفل الرابع عن سياق سابقيه، حيث سيتقاسم المعلم والمدير الفني عبد السلام عليكان المنصة مع بيبي باو الباسيست الشهير في الموسيقى الإسبانية الشعبية، ليقدما عملاً فنياً يمزج بين فنانين ينتميان لضفتين مختلفتين لكنها يتوحدان في الأصول.

ولم ينس المهرجان الجيل الواعد الحامل لمشعل "فن كناوة "، إذ ستستقبل منصة مولاي الحسن أسماءً موسيقية شابة، تجسد إرادة المهرجان منذ أن رأى النور في 1998، عندما كرّس طاقاته سواء الفنية أو التنظيمية لمنح الشباب فرصة للظهور والتألق ولقاء جمهور مهرجان الصويرة.

وبالموازاة مع ذلك، ووفاء منه للمواعيد التي حققت نجاحاً، يعيد المهرجان الكرّة وينظم منتدى حقوق الإنسان للسنة السابعة على التوالي، الجمعة والسبت، بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، كفضاء للنقاش المواطن والإنساني، حيث سيسلط الضوء هذا العام على موضوع حقوق المرأة، تحت شعار "حتمية المساواة".

كما يعيد المهرجان خلق لحظات حميمية من جديد من خلال كسر الحواجز بين الفنانين والجمهور، من خلال "شجرة الكلمات"، بهدف فتح فضاء جماعي للنقاش والحوار.

هذا وسيجري تنظيم معرض الآلات الموسيقية الأفريقية على هامش فعاليات المهرجان، بهدف ترك بصمات في نفوس الحاضرين، والإحتفاء بالأصول الإفريقية لهذا الفن التقليدي الضارب في جذور التاريخ.