"إيلاف" من القاهرة: صرّح المدير الفني لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي محمد علال أن إدارة المهرجان تتلقى سنوياً نحو 400 فيلم بين قصير و طويل و وثائقي، ويتم اختيار أفضل الأعمال للإشتراك في المسابقات من خلال لجنة مشاهدة متخصصة. مشيراً إلى أنه بالنسبة للأفلام الروائية الطويلة هناك دائماً مساحة للتفاوض المباشر مع المخرجين الذين لديهم إنتاجات جديدة، ليكونوا موجودين بأعمالهم من أجل تحقيق قوة المنافسة في المهرجان.

وأضاف في حواره مع "إيلاف" أن إدارة المهرجان تعتمد على إستمارة التسجيل التي يُفتتَح باب التسجيل عبرها قبل 5 أشهر من موعد إطلاق المهرجان لإعطاء أكبر قدر ممكن من المخرجين فرصة للمشاركة بأفلامهم، مع تطبيق الشروط الخاصة بالمهرجان، ومن بينها سنة الإنتاج وبلد الفيلم نظراً لكون مسابقات المهرجان عربية.

وأجاب عما إذا كان مهرجان وهران استفاد من إرجاء "مهرجان دبي السينمائي الدولي" موضحاً أنه يتمنى على المستوى الشخصي عودة مهرجان دبي السينمائي، لكونه إضافة حقيقية للسينما العربية. وأكد أن إلغاء أو تأجيل دورة لأي مهرجان سينمائي يشعره بالحزن، لأن هذه النوافذ من شأنها أن تكون شهادة ميلاد مخرج عربي كبير.
خاصةً أنه يعتبر مهرجان دبي منافساً قوياً لأي مهرجان عربي نظراً للميزانية الكبيرة المقدمة له، بالإضافة إلى إستراتيجته في المنافسة. إلا أنه يختار الأفلام العربية مشترطاً عرضها الأول في دبي، وهو أمر يعقِّد إختيارات الأفلام بالنسبة لأي مهرجان عربي. ولفت إلى أن الأفلام العربية هي الركيزة الأساسية لمهرجان وهران، وبالتالي، لن يستطيعوا الحصول على العروض العربية الأولى بهذا الشكل.
وأشار إلى أن الدورة المقبلة ستحمل شعار "أن نعيش معا". وهي تهدف لتسليط الضوء على أهمية التسامح و الإنسانية، مؤكداً حرصهم على دعوة النجوم الذين لم يزورا وهران من قبل.



وأكد أن هناك العديد من المفاجآت بالنسبة للورشات والندوات التي ستُقام خلال المهرجان والتي سيكون منها نقل الإفتتاح إلى قاعة السينما، ليكون حفل الإفتتاح بعرض الفيلم، وليس فقط حفلاً بروتكولياً. مشيراً إلى أن هذا العام سيكون فيلم الإفتتاح مصرياً لمخرج كبير وهو من أحدث الأفلام العربية.
وأوضح أنه في ظل قلة عدد قاعات السينما بالجزائر في السنوات الأخيرة وتغيير علاقة الجمهور بقاعات السينما، ليس فقط عربياً بل عالميا مع دخول "نتفليكس" وتفضيل الجمهور للمشاهدة في البيت، فإن التحدي الأساسي هو الجمهور. مشيراً إلى أن هناك استغلال لطبيعة المدينة الساحلية وانفتاحها على العالم، الأمر الذي سيساهم بعملية الدعاية والترويج لبرنامج المهرجان.

وعن الصعوبات التي واجهتهم، قال "علال" أن الإنتاج السينمائي العربي بشكلٍ عام ليس قوياً. وهناك عدد كبير من الدول العربية لم تننجأفلاماً حديثة أصلا. الأمر الذي وضع إدارة المهرجان أمام اختيارات صعبة في ظل الرغبة بتمثيل أكبر عدد ممكن من الدول العربية في مسابقات مهرجان وهران للفيلم العربي. مشيراً إلى أنهم عندما يقولون "عربي"، فهذا لا يعني مصر و تونس و المغرب و لبنان فقط باعتبارها أكثر الدول إنتاجات للسينما، وإنما نقول الصومال وجزر القمر وموريتانيا واليمن أيضاً. وهي دول عربية من المهم حضورها، لكنها لا تنتج أفلاماً في كل عام.

وأشار إلى أن المبلغ المالي لشراء حقوق عرض أي فيلم عالمي ليس كبيراً، وهذا لا يزعجهم. ولكن الأمر الصعب يرتبط بالعقود والإتفاقيات التي يوقعها منتجو الأفلام مع بعض المهرجانات من أجل العرض الأول. وهو أمر يحتاج إلى نقاشات ومفاوضات. فجنسية الفيلم قد تمنع عرضه جزائريا أحياناً. وهو ما حدث مع عدة أفلام مثل فيلم"على حلة عيني" التونسي لكوثر بن هنية الذي رغب المهرجان في عرضه بعد مشاركته في مهرجان "كان"، و لكن تعذر ذلك، لأن العرض كان مقرراً في مهرجان قرطاج. وحصل الأمر نفسه مع فيلم "يوم الدين" لأبو بكر شوقي، الذي سيعُرَض في مصر أولا، نظرا لكون الفيلم مصري. رغم رغبة أبو بكر شوقي بمشاركته في وهران. 

وحول المكرمين في الدورة الجديدة من المهرجان، اعتبر "علال" أن التكريم ثقافة نبيلة وهامة يجب الحفاظ عليها. وهي جزء من سياسية مهرجان وهران منذ تأسيسه في العام 2007. مؤكداً على أن أليات الإختيار ترجع أساسا للإسهامات التي يقدّمها المخرج المكرّم أو الممثل على مدار السنوات. أما بالنسبة لوقفات العرفان فهي تخص من رحلوا عنا في سنة عقد الدورة.