"إيلاف" من بيروت: بعد 12 أسبوعاً من المنافسات ومشوار طويل من الابتكار والإبداع والتميّز، وبعد مغادرة المشتركين من مختلف الدول العربيّة الواحد تلو الآخر، حقّق عصام جعفري من المغرب حلمه، بعد تنافسه على اللقب مع كل من هلا عيّاش من سوريا، وعبد الفتّاح الصاوي من مصر، وتُوّج فائزاً في الحلقة الختاميّة وحصل على لقب "توب شيف العالم العربي" من البرنامج العالميّ بصيغته العربيّة "Top Chef - مش أيّ شيف" على MBC1 و"MBC مصر2". علماً أنه فاز بجائزة قيمتها 375 ألف ريال سعودي، وسيّارة كاديلاك Cadillac XT5 الجديدة كليّاً وتغطية كاملة في مجلة "Hospitality News" ومشاركة محليّة أو إقليميّة في أحد أبرز معارض الضيافة 2017 Horeca فضلاً عن لقب "توب شيف العالم العربي".

وكانت المنافسة الأخيرة على الفوز باللقب هي الأكثر صعوبة، حيث خضع المشتركون لآراء مجموعة من الحكام الذين جلسوا على طاولة قرار موسّعة، فإلى جانب لجنة التحكيم الثلاثيّة المعتادة والمؤلّفة من الشيف مارون شديد من لبنان، والشيف الصيني- المصري بوبي شين، والشيف منى موصلي من السعودية، وهي مقدمة البرنامج في الوقت نفسه، انضم كل من الشيف السعودي توفيق القادري عضو جمعيّة الأغذية في لندن، الكاتبة والصحافية السوريّة اللبنانيّة أنيسة الحلو إحدى أبرز خبراء العالم في الطعام المتوسطيّ، الشيف مريم الشرقاوي نائب رئيس الفيدراليّة المغربيّة لفنون الطهي وسفيرة المطبخ المغربي الحديث، الشيف مصطفى الرفاعي عضو مجلس إدارة جمعيّة الطهاة المصريين والسفير المصري لرابطة "شيفات بلا حدود"، والدكتور يوسف السعدي أول عالم أغذية إماراتي معتمد عالميّاً، فضلاً عن الشيف الألماني ديرك هالتنهوف (Dirk Haltenhof) وهو الشيف التنفيذي لمجموعة فنادق ومنتجعات مدينة جميرا، والشيف الفرنسي العالمي جان كريستوف نوفيللي (Jean Christophe Novelli) من بريطانيا.

التحدي الأخير
وانطلق التحدي الأخير من مطبخ توب شيف، حيث استعاد المشتركون الثلاثة عصام جعفري، وهلا عيّاش وعبد الفتاح الصاوي ذكريات ومواقف من الأشهر الثلاثة الماضية التي أمضوها مع 15 مشتركاً من مختلف أنحاء العالم العربي، في لحظات وداعية مؤثّرة للمكان، وذلك قبل أن يحين موعد الانتقال إلى مكان المنافسة خارج المطبخ وفي الهواء الطلق وأمام مجموعة من أشهر الطهاة المحترفين العرب والعالميين في جزيرة الحصن (Fort Island) في مدينة جميرا. وقد طُلِبَ من المشتركين الثلاثة تحضير ثلاثة أطباق في غضون 90 دقيقة على أن يتم توزيعها على الشكل التالي، 20 دقيقة لتحضير أحد المشهّيات، و30 دقيقة لتحضير الطبق الرئيسي و40 دقيقة لتحضير طبق الحلويات. وكانت المكوّنات الرئيسيّة موزّعة داخل علب مزينة بطريقة يصعب توقع ما فيها، والمفاجأة أن المشتركين الثلاثة صدموا بأنهم سيضطرون إلى استخدام محتوى العلب في أطباقهم سواء أكانت تتلاءم معها أم لا.
واجهتد المشتركون الثلاثة في تحضير الطبق تلو الآخر، وحانت لحظة التقييم فاستبعد عبد الفتّاح الصاوي من المنافسة على اللقب بسبب ما اعتبره أعضاء لجنة التحكيم بأنه لم يتمكن من تقديم طبق رئيسي جيّد، ولم يسعفه الوقت على إكمال تحضيره بطريقة لائقة فضلاً عن انتقادهم طبق الحلوى، واعتبر الشيف مارون شديد بأن عبد الفتاح لم يكن لديه تمكناً من تقنيّاته وهو ما لا يليق بنهائيات "توب شيف"، وبذلك انتهى مشواره في المنافسة على اللقب التي انحصرت بين عصام جعفري وهلا عيّاش. وقد أشاد أعضاء اللجنة جميعهم بالأطباق الثلاثة المتميزة التي قدّمتها هلا عيّاش، واعتبرها الشيف مارون بأنه قدوة وفخر لكل امرأة عربيّة بما حققته، وأثنت الشيف منى على اللمسة الأنثوية في جميع أطباقها، وأعرب الشيف بوبي عن فخره بكل ما حضرته الشيف هلا، ثم حان الوقت لوقوف عصام جعفري للاستماع إلى تقييمه الذي كان إيجابيّاً من جميع أعضاء اللجنة، واعتبر الشيف بوبي أن ما قدّمه طيلة البرنامج لم يكن مرّة مخيّباً بل كان دوماً متميّزاً ويستحق الثناء لأنه من أفضل الطهاة- حسب تعبيره. فيما رأت الشيف منى بأن عصام ترك لمسةً سحريّة بتقديرها، كما أن شخصيته وطريقة تقديمه للأطباق تجعله جديراً بالمنافسة على اللقب. أما الشيف ماورن، فأكد بأنه لم يكن يتوقّع أقل ممّا قدمه المشترك لجهة المستوى، واعتبره مثالاً لكل شيف في العالم العربي.

وفي أجواء مليئة بالتأثر ولحظات الانتظار الطويلة، كشفت الشيف منى موصلي عن النتيجة معلنة عن فوز الشيف عصام جعفري من المغرب بلقب "توب شيف العالم العربي" وبمجموعة كبيرة من الجوائز الأخرى.